رسالة سرية: مايكروسوفت استثمرت في "Open AI" خوفاً من تفوق غوغل

بريد إلكتروني داخلي كشف مخاوف مايكروسوفت من تقدم "ألفابت" في تدريب الذكاء الاصطناعي

time reading iconدقائق القراءة - 8
ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة \"مايكروسوفت\"  - المصدر: بلومبرغ
ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ينبع استعداد "مايكروسوفت" للاستثمار بكثافة في شركة "أوبن إيه آي" والشراكة معها من شعورها بالتخلف كثيراً وراء شركة "غوغل" في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني نشرت الثلاثاء ضمن قضية وزارة العدل الأميركية لمكافحة الاحتكار ضد عملاقة البحث على شبكة الإنترنت.

في رسالته إلى الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" ساتيا ناديلا والشريك المؤسس بيل غيتس في عام 2019، كتب رئيس الشركة للشؤون التكنولوجية كيفين سكوت أنه "يشعر بقلق بالغ" عندما ينظر إلى فجوة القدرات بين جهود "ألفابت" في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي وجهود "مايكروسوفت".

الحديث المتبادل كشف إلى أي مدى يعترف كبار التنفيذيين بالشركة في أحاديثهم الخاصة بافتقادهم إلى البنية التحتية وسرعة التطوير اللازمتين للحاق بشركات مثل "أوبن إيه آي" و"ديب مايند" (DeepMind) التابعة لـ"غوغل".

نشرت الرسالة الإلكترونية مساء الثلاثاء بعد تدخل مؤسسات إعلامية، من بينها صحيفة "نيويورك تايمز" و"بلومبرغ"، في قضية مكافحة الاحتكار الشهيرة للضغط من أجل زيادة فرص الجمهور للحصول على المعلومات.

قالت وزارة العدل الأميركية إن طرح تطبيق "تشات جي بي تي" من شركة "أوبن إيه آي" وابتكارات أخرى كان ممكناً قبل سنوات لو لم تحتكر "غوغل" سوق البحث على الإنترنت.

لاحظ سكوت، الذي يعمل أيضاً نائباً للرئيس التنفيذي لشؤون الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت"، أن محرك بحث "غوغل" تحسن على مقاييس التنافسية بسبب تقدم شركة "ألفابت" على صعيد الذكاء الاصطناعي.

وكتب المسؤول التنفيذي في "مايكروسوفت" أنه أخطأ عندما تجاهل بعض الجهود المبكرة للشركات المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأضاف سكوت في رسالته الإلكترونية: "لقد تخلفنا عدة سنوات عن ركب المنافسة في مجال تعلم الآلة". ولم تزل أجزاء كبيرة من تلك الرسالة المعنونة "أفكار حول شركة (أوبن إيه آي)" محجوبة عن النشر.

صدق ناديلا على رسالة سكوت الإلكترونية وأعاد توجيهها إلى إيمي هود، رئيسة الشركة للشؤون المالية، قائلاً إنها تفسر "لماذا أرغب في القيام بذلك".

سباق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

ضخت "مايكروسوفت" ما يزيد على 13 مليار دولار في شراكتها ودعمها لـ"أوبن إيه آي"، مستفيدة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بالشركة الناشئة في دعم وتحسين خدمة محرك البحث "بينغ" (Bing)، وتطبيق "إيدج" (Edge) لتصفح الإنترنت، والأهم من ذلك، دمج خدمة "كوبايلوت" (Copilot) للذكاء الاصطناعي في نظام التشغيل "ويندوز".

ورفع ناديلا سباق الذكاء الاصطناعي إلى وضع الأولوية داخل الشركة، وكذلك عين مصطفى سليمان، المؤسس المشارك لشركة "ديب مايند"، لإدارة وحدة "مايكروسوفت" للذكاء الاصطناعي للمستهلكين.

أجاب ناديلا عن أسئلة تتعلق برسالة البريد الإلكتروني عندما أدلى بشهادته في المحاكمة الخريف الماضي. وقال ناديلا: "فيما يتعلق بالبحث على الإنترنت، أردنا أن نطمئن بدرجة أو بأخرى من أننا نستطيع التفكير في الابتكار في مجال البحث باستخدام" نماذج لغوية كبيرة مثل تلك التي طورتها شركة "أوبن إيه آي". لكنه أضاف لاحقاً أن "ذلك الاستثمار لم يتحقق مع تركيزنا الضيق على مجال البحث فقط".

رفضت "مايكروسوفت" و"غوغل" إتاحة رسالة البريد الإلكتروني عندما طلب الصحفيون ذلك العام الماضي على أساس أنها ستكشف عن معلومات تجارية حساسة.

وضغطت وسائل الإعلام من أجل نشرها، فأمر القاضي أميت ميهتا الأسبوع الماضي الشركتين بتوفير نسخة منقحة منها، ذلك أن محتوى الرسالة "يلقي الضوء على دفاع (غوغل) الخاص بالاستثمارات النسبية لكل من (غوغل) و(مايكروسوفت) في مجال البحث على الإنترنت".

ستقدم (غوغل) ووزارة العدل مرافعاتهما الختامية في القضية يومي الخميس والجمعة. ومن المتوقع أن يصدر القاضي ميهتا قراره في وقت لاحق من هذا العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك