"غوغل إيرث" تتيح رؤية عقود من تغيُّر المناخ في ثوانٍ

time reading iconدقائق القراءة - 3
بفضل عشرات الملايين من صور الأقمار الاصطناعية، يمكن استعراض تغيّر سطح الأرض على مدى خمسين عاماً. - الشرق/بلومبرغ
بفضل عشرات الملايين من صور الأقمار الاصطناعية، يمكن استعراض تغيّر سطح الأرض على مدى خمسين عاماً. - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عقدت "غوغل إيرث" شراكة مع كل من وكالة "ناسا"، وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وخدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي، و"مختبر الروبوتات المجتمعية وتمكين التعليم والتكنولوجيا" (CREATE) التابع لجامعة كارنيغي ميلون.

وتهدف الشراكة مع تلك الشركة الضخمة إلى إضافة خاصية جديدة لخدمة "غوغل إيرث"، يُسمح خلالها للمستخدم برؤية فيديو بتقنية التصوير المتقطع "تايم لابس"، التي تُظهِر سطح كوكب الأرض على مدار 37 عاماً، إذ التُقط ما يصل إلى 24 مليون صورة بواسطة الأقمار الصناعية، منذ عام 1984 حتى عام 2020.

وتُعتبر هذه التقنية دليلاً فوتوغرافياً على تغيُّر الكوكب بشكل أسرع من أي وقت في آلاف السنين، إذ تُظهِر الخاصية الجديدة للعين المجردة، تآكل الشواطئ، ونموّ المدن السريع، وتساقُط الأشجار، وتقلُّص مخزونات المياه، وذوبان الأنهار الجليدية.

الفيديو الأكبر على الأرض

وتقول ريبيكا مور مديرة "غوغل إيرث": "يمكننا أن نرى بطريقة موضوعية الاحتباس الحراري بأعيننا".

وأضافت: "نأمل أن تساهم هذه التقنية في تحقيق فهم موضوعي مشترك بين الجميع لما يحدث بالفعل على الكوكب، وتحفيز العمل للتصدي لهذه المتغيرات".

وتُعتبر "تايم لابس"، أحدث التقنيات المضافة لخدمات "غوغل إيرث"، وهي تشكّل أكبر مقطع فيديو موجود على هذا الكوكب، إذ تطلب معالجة الصور، مليوني ساعة عبر خدمات الحوسبة السحابية. وتطلّب لإتمامه ما يعادل 530 ألف مقطع فيديو عالي الدقة، حسب بيان صدر عن "غوغل".

وتجمع الخاصية الجديدة "تايم لابس" نحو 50 عاماً من الصور الملتقطة بواسطة برنامج "لاندسات" الأمريكي للأقمار الصناعية، التي تديرها وكالة "ناسا" وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ومع إدماج هذه الصور مع الصور التي التقطها القمر الصناعي الأوروبي "سينتينيل-2"، يوفّر "لاندسات" تغطية كاملة تقريباً لسطح الأرض كل يومين. ومن المتوقع أن يحدّث برنامج "غوغل إيرث" تقنية "تايم لابس" مرة واحدة سنوياً.

وتُعتبر صور خاصية "تايم لابس" صارخة الوضوح في موضوع التغيُّر المناخي. ففي جنوب غرب غرينلاند تعمل مياه المحيط الأطلسي الأكثر دفئاً ودرجات حرارة الهواء المرتفعة على تسريع ذوبان الجليد.

بينما تُظهِر الصور بوضوح أيضاً خسائر الأشجار في البرازيل، التي ارتفعت عام 2020 بمقدار الربع على العام السابق.

ومزارع الطاقة الشمسية الآخذة بالارتفاع في الصين تظهر كذلك.

وتبيّن الصورة أدناه ما تطلّبه الأمر لتقديم هذه التجربة القابلة للمشاهدة من "غوغل"، فقد استلزم الأمر معالجة الـ24 مليون صورة بطريقة متداخلة ومرتبطة، وإزالة السحب وأي شوائب أخرى تبدو بها، لجمع الصور بطريقة تقدم تجربة واضحة ومتكاملة.

وقالت مور أخيراً: "أصبح (غوغل إيرث) الذي نعرفه كأداة لتوفير لقطة فوتوغرافية ثابتة للكوكب، أكثر ديناميكية وحيوية، وهو يوفر اليوم دليلاً مرئياً مستمراً لتغيرات الأرض الناتجة عن المناخ والسلوك البشري، عبر المكان والزمان على مدى أربعة عقود".

وأضافت أن هذه الخاصية الجديدة أصبحت ممكنة "بفضل التزام حكومة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقديم بيانات مفتوحة ويسهل الوصول إليها".

تصنيفات

قصص قد تهمك