![Adrian Wooldridge](https://assets.asharqbusiness.com/public/writers/ffb9b484-5202-4262-bf7b-21be10713977.jpg)
Adrian Wooldridge
Bloomberg Opinion: global business columnistللإتصال بكاتب هذا المقال:@adwooldridgeawooldridge5@bloomberg.netالرؤساء التنفيذيون مطالبون بالتفكير ملياً بشأن الشفافية
تتعرض الشركات لضغوط شديدة كي تلتزم بالمسؤولية المجتمعية، إذ بات مديرو الأصول يوجهون المليارات بناءً على مدى التزام الهدف الاستثماري بالمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. كما أن الناس يثقون بقدرة رجال الأعمال على حل المشكلات الاجتماعية أكثر من ثقتهم بالساسة، فيما تزيد أصوات الناشطين المؤيدين لالتزام الشركات للمسؤولية المجتمعية علواً كل يوم.مع ذلك، تُعد فكرة الشركات الملتزمة أخلاقياً حقل ألغام على الصعيدين النظري والعملي، إذ غالباً ما تتعرض الشركات الرائدة في هذ الصدد مثل "يونيليفلر" (Unilever) لانتقادات، ليس من مستثمرين فحسب؛ بل أيضاً من النشطاء. المحافظون منهم حانقون بشأن مفهوم الشركات التي تتبنى عدم التحيز العرقي أو المرتبط بالاختيارات الجنسية لدرجة ولوج صراعات مكاسبها للخصوم، والحكومات تستغل عمل النشطاء لتدفع بعبء المشكلات الاجتماعية عن كاهلها وتنقله إلى القطاع الخاص.إذاً كيف يمكن للعقلاء أن يجدوا طريقهم عبر هذه المتاهة؟ يقدم كتاب جديد من تأليف أليسون تيلور بعنوان "مكانة أعلى: صوابية الشركات في عالم مضطرب"، أفضل دليل قرأته حتى الآن.اقرأ أيضاً: رهان العملات المشفرة ينتج أفضل صناديق الحوكمة البيئية أداءً في العالميزعم معظم الرؤساء التنفيذيين هذه الأيام أنهم يؤمنون بنهج "رأسمالية الأطراف المعنية"، وهي فكرة أن تجعل الشركات جميع الأطراف ذات العلاقة منخرطةً كي تحصل على صلاحية لعملها. لكن من الذي لا يُعتبر طرفاً معنياً وفق هذا السيناريو؟ وكيف يمكن الموازنة بين جماعة مصالح وأخرى؟ يخاطر هذا النهج بتحميل كل شركة مسؤولية لا محدودة عن مشكلات العالم.بقلم: Adrian Wooldridgeيونيليفر بي ال سي
4,649.00 GBp+1.50
![بعض الصفقات يجب أن تتم خلف الأبواب المغلقة - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/81ad6162-ff8d-4840-853e-dbce93f1fd82.jpg)
يونيليفر بي ال سي
4,649.00 GBp+1.50
قلة الورثة تلقي بظلالها على الشركات العائلية
الشركات العائلية تعتبر محركات خفية لاقتصاد عالمنا، إذ إن تسعاً من كل 10 شركات هي عائلية، وبين تلك كثير من كبربات المؤسسات حول العالم، أمثال "إل في إم إتش مويت إينسي لوي فيتون" (LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton) في فرنسا، و"سامسونغ إلكترونيكس" في كوريا الجنوبية. كما أن ثلث الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، و40% من أكبر شركات فرنسا وألمانيا فيها وجود قوي لعائلات.لكن مزيجاً من الاختيارات المؤثرة بالتركيبة السكانية، ومن تغير الأعراف، يتسبب راهناً بأكبر تهديد لبقاء الشركات العائلية وهو قلة الورثة. لو شاهدت التصرفات الغريبة التي تنمّ عن اضطرابات نفسية والتي يعج بها مسلسل "Succession"، الذي يتناول موضوع توريث الإدارة، ربما تقول: "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" (دعوة على الغائب لكي لا يعود). لكن ذلك سيكون تجاهلاً لأهمية أفضل الشركات العائلية، ليس فقط كمحركات للتقدم والابتكار، ولكن من حيث اكتسابها لثقة الناس، خصوصاً في وقت انحسار ثقتهم بالرأسمالية إلى أدنى مستوياتها تاريخياً.حتى لو نمت الشركات العائلية لتصبح عملاقة مثل "ويستار رويكو" في المسلسل المذكور، فإن الشركات العائلية مؤسسات هشة بطبيعتها. يرجع ذلك جزئياً إلى أنها عرضة بشدة للخلافات العائلية، كما أن من أسبابه صعوبة إعداد وريث متمكن لتوليها. تتمتع الشركات غير العائلية بميزة من حيث اختيار خلفاء من أي مكان في عالم مواهب الإدارة. أما الشركات التي تديرها عائلات، فيقيدها الحمض النووي.بقلم: Adrian Wooldridge![لقطة لأبطال مسلسل "Succession" - غرايم هنتر / إتش بي أو](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/0441629e-80c9-4a6c-a8d5-cb5fa09cc6cf.jpg)
أنتم جميعاً مهتمون بـ"دافوس" الخطأ
إنه ذلك الوقت من العام مرة أخرى -عندما يأخذ المتعلمون في كل مكان استراحة من أعمالهم المكتبية، ويفصلون أجهزتهم الإلكترونية، ويعيدون قراءة رواية توماس مان "الجبل السحري" (The Magic Mountain).ربما يكون أصحاب المصالح قد سافروا إلى الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، ويتنقلون من اجتماع إلى آخر. غير أن أصحاب الخبرة والثقافة الرفيعة يفضلون أن يطلقوا أنفسهم تسبح في دافوس التي أبدعها خيال توماس مان.الأمر لا يقتصر على أن هذه الرواية واحدة من روائع الأدب، فيما يتعامل دافوس مع تقارير الشركات النموذجية الجافة، بل إن رواية مان، التي كُتبت في عام 1924، ما زالت تنطوي على كثير مما ينبغي أن نتعلمه عن أحوال عالمنا اليوم، أكثر مما لدى أي عدد من السياسيين ورؤساء البنوك المركزية وقادة الرأي.إن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي يشكل ممارسة للأخلاقيات المتراجعة على نطاق واسع. فما هو الشيء الذي يُعد أشد تراجعاً من السفر عبر العالم على متن طائرة خاصة لمناقشة "سياسة صفر الانبعاثات الإيجابية لحماية المناخ"؟ أو التفاخر بالتنوع والإنصاف والشمول بينما تحصل لنفسك على ثلاثمئة ضعف ما تدفعه لعمالك ممن يقومون فعلاً بالأعمال الحقيقية؟كان موضوع مؤتمر هذا العام هو "إعادة بناء الثقة" –وكأن مهرجاناً احتفالياً يجمع الأثرياء وأصحاب النفوذ في منتجع منعزل للتزلج على الجليد من شأنه أن يفعل أي شيء آخر غير زيادة تآكل الثقة في المؤسسة العالمية. كم هو مناسب أن يتميز اليوم الأول من المؤتمر بانتصار ساحق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في التجمع الجمهوري في ولاية أيوا.بقلم: Adrian Wooldridge![شعار المنتدى الاقتصادي العالمي على نافذة بمركز المؤتمرات، دافوس، سويسرا - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/856a36a6-a1c8-427e-86b8-fe8db95aae3a.jpg)
تحول في مشهد الحرب على التهرب الضريبي
كان في العولمة منفعة كبيرة للأثرياء الساعين لإبقاء أموالهم بعيداً عن متناول السلطات الضريبية، إذ تستثمر الشركات الأميركية نحو نصف أرباح نشاطاتها في الخارج في ملاذات ضريبية قاصية، فيما كان مثل هذا منعدماً في أواخر السبعينيات. هنالك حوالي 12 تريليون دولار من الثروات العالمية خارج بلدانها، وأهمية الملاذات مثل جزر العذراء البريطانية للاقتصاد العالمي تعادل أهمية مراكز التصنيع مثل شنجن.لكن إلى متى سيستمر ذلك الوضع؟ شهد العقد الماضي مساعي مبهرة عالمياً لسد الثغرات الضريبية. في 2017، طرحت الحكومات نظاماً للتبادل التلقائي للمعلومات البنكية، حيث يتحتم على المراكز المالية في الخارج أن تُخطر السلطات الضريبية في بلد إقامة صاحب الحساب بالمعاملات البنكية.في 2021، أبرم أكثر من 140 بلداً وإقليماً، بالتنسيق من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، اتفاقاً لتطبيق حد أدنى من الضريبة يبلغ 15% على أرباح الشركات متعددة الجنسيات وإعادة توجيه الإيرادات الضريبية إلى البلدان التي تُباع أو تُستخدم فيها منتجاتها.بقلم: Adrian Wooldridge![جزيرة فيرجن غوردا خلال فعالية "سامر سيزل في جزر العذراء البريطانية لعام 2016" - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/25855b25-1902-496d-b1cd-151313111b73.jpg)
روبرت مردوخ.. آخر أباطرة الإعلام في العالم
قرار روبرت مردوخ بالتنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة "نيوز كورب" (News Corp) و"فوكس كورب" (Fox Corp)، وإفساح المجال لابنه الأكبر لاكلان، يكتب الفصل الأخير لحقبة في عالم الإعلام، وهي عصر بارونات الصحافة. أو بالأحرى يمثل بداية لنهاية عصر يصعب فيه تصديق أن مردوخ المتقاعد سيكرس بقية حياته بالكامل لفن "دفع الأقراص".يُعد مردوخ الشخصية المعاصرة الوحيدة التي يمكن التحدث عنها بالتزامن مع الحديث عن بارونات الصحافة العظماء من العهود الزمنية السابقة: أمثال ألفريد هارمسورث، نابليون فليت ستريت، الذي أدخل صحافة "التابلويد"؛ ووليام راندولف هيرست، الذي أتقن فنون الإثارة والسلاسة والترويج للحرب؛ واللورد بيفربروك، الذي تنافس مع هيرست في حماسه لطمس الخط الفاصل بين نقل الأخبار وصناعتها."مردوخ" يتخلى عن خطط اندماج "فوكس" و"نيوز كورب"إذا كان هيرست قدّم للعالم شخصية "سيتيزن كين" في رواية "أورسون ويلز"، وشخصية اللورد كوبر من رواية "بيفربروك إيفلين و"، قدّم مردوخ شخصية "لوغان روي"، المتسلط ورمز الخلل الأُسري.كان بارونات الصحافة المعاصرون لمردوخ لاعبين محدودين مقارنة به، إما بسبب أنهم فشلوا في مجاراة النطاق العالمي الذي حققه أو لأنهم تدهورت بهم الأحوال. اقترب كونراد بلاك من طموحات مردوخ العالمية من خلال إمبراطورية امتدت من بريطانيا، حيث كان يمتلك صحيفتي "التلغراف" و"سبكتاتور"، لتصل إلى إسرائيل وكندا والولايات المتحدة، لكن انتهى به الأمر في السجن بتهمة الاحتيال عبر البريد وعرقلة العدالة (أصدر دونالد ترمب عفواً عنه لاحقاً). وانتحر روبرت ماكسويل بعد إفلاس شركاته ومداهمة صناديق التقاعد التي كان يملكها.أما الأخوان باركلي، اللذان يمتلكان أيضاً "التلغراف" و"سبكتاتور"، فلم تسعهم سوى بريطانيا، وأصبحت إمبراطوريتهما الآن في أيدي جهات مسؤولة عن إدارة ديونهما. من المؤكد أن آرثر غريغ سولزبيرجر يتمتع بسلطة هائلة باعتباره العضو السادس في عائلة أوكس-سولزبيرغر الذي يعمل كناشر لصحيفة "نيويورك تايمز"، ولكن مع كل التقدير لسولزبيرجر الابن، فهو ليس روبرت مردوخ.ربما كان الشخص الوحيد الذي اقترب من مردوخ هو أكسل سبرينغر، المالك اللامع لكل من "بيلد" (Bild) و"دي ويلت" (Die Welt) (ومع ذلك، في حين وُصف سبرينغر كثيراً بأنه النسخة الألمانية من مردوخ، "لا أحد يشير إلى مردوخ على أنه "الأسترالي أكسل سبرينغر".بقلم: Adrian Wooldridgeنيوز كورب
28.12 USD+1.25
![روبرت مردوخ، لدى وصوله لحضور جلسة صباحة ضمن مؤتمر "آلان آند كو." للتكنولوجيا والإعلام، الذي انعقد في صن فالي، بولاية إيداهو، أميركا، بتاريخ 7 يوليو 2016. - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/4d7cf99c-1ff3-4f1a-877a-ee85d95f9c69.jpg)
نيوز كورب
28.12 USD+1.25
الرأسمالية والليبرالية الكلاسيكية في سبيلهما للانفصال
لم تساور مؤسسي الليبرالية الحديثة أية شكوك بشأن العلاقات الإيجابية بين الجانب الفلسفي لكل من الليبرالية والرأسمالية (أو "المجتمع التجاري" كما كانوا سيطلقون عليه). فقد كان آدم سميث يرى أن السعي من أجل الاكتفاء الذاتي يتمخض عنه "ثراء عام". وأشار ديفيد هيوم إلى أن التجار "يسعون إلى قوة النبلاء القديمة" وينتجون تعددية سياسية. أما فولتير، فقد وصف بورصة لندن بأنها معبد للتسامح والقيم العالمية.كان هؤلاء الفلاسفة محقين على نطاق واسع. فقد طغى تقدّم الليبرالية على تقدّم الرأسمالية -بدءاً من البندقية في العصور الوسطى، ثم فلورنسا في عصر النهضة، فالأراضي المنخفضة الهولندية، ثم بشكل مذهل في بريطانيا وأميركا. اللبنات الأساسية لكل من الرأسمالية والليبرالية متطابقة، فيهما تكمن الحقوق الفردية من خلال القانون والعُرف، وحرية الاختيار في كل من السياسة والسوق، وفصل السياسة عن الاقتصاد، والإرادة الحرة والنقاش. الليبرالية والرأسمالية تسودان في العديد من البلدان، ولم يُسجل أي بلد على أنه ليبرالي وغير رأسمالي.مع ذلك، من الأهمية بمكان هنا إضافة وصف جديد: مع أنه لا يمكن الحصول على ليبرالية من دون رأسمالية، فإنه بالتأكيد، يمكن الحصول على رأسمالية من دون ليبرالية. في عام 1930، تعاونت كل من الشركات الألمانية، وحتى أكثر من ذلك، الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات مع النازيين، وكان المثال على ذلك أن "كوكا كولا" لم تكن الجهة الراعية لدورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 فحسب، بل أنها قدمت نفسها كشركة ألمانية. منذ مطلع القرن الحالي، راجت الرأسمالية الاستبدادية. الصين رائدة في التوليف ما بين آليات السوق والقوة الشيوعية.حنين في شمال أوروبا لفرض ضرائب أعلى على الأثرياءبقلم: Adrian Wooldridgeغوغل (ألفابت)
167.02 USD-0.17
![مشاة بأحد شوارع "سيينا" المركزية، في إيطاليا - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/ea859522-423a-474b-a399-c8493914ab17.jpg)
غوغل (ألفابت)
167.02 USD-0.17
لو لم تظهر النيوليبرالية.. لوجب علينا ابتكارها
تتحول "النيوليبرالية" (Neoliberalism) سريعاً إلى أيديولوجية لا تجرؤ على ذكر اسمها. قبل ثلاثين عاماً، تغنى أعضاء النخبة العالمية في انتشاء بمبادئ النيوليبرالية وترانيمها المقدسة؛ أي أفضلية السوق على الدولة، وتبني حرية حركة رأس المال والبضائع، وأن يصبح قطاع الأعمال قطاعاً للأعمال. اليوم، حتى صندوق النقد الدولي، كنيسة هذه العقيدة ومحرابها، يعلن أن زمنها قد ولى. وفي 27 أبريل، ألقى مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خطاباً يمكن إدراجه تحت عنوان: "انتهى عصر النيوليبرالية، وانزاحت الغُمة".فهل كانت غُمة حقاً؟ هل كان العالم سيصبح عالماً أفضل إذا بقي الليبراليون الجدد في مراكزهم البحثية بدلاً من دخول أروقة السلطة؟ وهل سيصبح عالماً أفضل إذا قضينا على النيوليبرالية؟ الإجابة على كلا السؤالين هي بالقطع لا.بقلم: Adrian Wooldridgeمايكروسوفت كورب
418.14 USD+1.64
![قميصان يحملان صورتي ميلتون فريدمان وفريدريش هايك للبيع - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/78438996-d114-4211-a736-c75568cf5b05.jpg)
مايكروسوفت كورب
418.14 USD+1.64
"بريكست" وملحمة العجز السياسي.. وكيفية الخلاص
ثبُت أن الآثار المدمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"بريكست"، قد طالت الجميع بلا استثناء وبشكل عادل. فالاتفاقية لم تضر بالدولة فحسب عبر خفض معدل النمو وصرف الانتباه عن التهديدات المميتة، مثل السُّمنة، لكنها أضرت أيضاً بالحزب الذي حاك الخطة في الأساس.مع أننا لا نزال في شهر أبريل، يبدو من المؤكد أن كتاب تيم بيل الذي يحمل عنوان "حزب المحافظين بعد بريكست: الأزمة والتحوّل" (The Conservative Party After Brexit: Turmoil and Transformation) سيفوز بجائزة أكثر كتب العام إحباطاً. يرسم الكتاب صورة لحزب كان عظيماً في الماضي، لكنه وقع في قبضة الهوس بفكرة واحدة، حيث يسجل الكتاب الوقت المهدر ويعدد الفرص الضائعة. باختصار، إنه كتاب حافل بالأخبار السيئة.بيل، وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة كوين ماري في لندن، وخبير أكاديمي بارز في شؤون حزب المحافظين، يذكّرنا في كتابه المكون من 350 صفحة، بسلسلة من الأحداث التي يفضّل الناس الطبيعيون نسيانها، ومنها مثلاً: سعال تيريزا ماي طيلة كلمتها في مؤتمر الحزب، فيما سقطت أحرف مختلفة من شعار "بناء دولة للجميع" خلفها؛ ووصف جريدة "ديلي ميل" للقضاة البريطانيين بأنهم "أعداء الشعب"؛ واختباء بوريس جونسون في ثلاجة خلال برنامج تليفزيوني صباحي لتجنّب الأسئلة الصعبة؛ ومطالبات مؤيدي "بريكست" بأن تدقّ ساعة "بيغ بن" في لحظة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مع نهاية 2019 وبداية 2020؛ ودومينيك كامينغز –كبير مساعدي جونسون- يخبر لجنة برلمانية بأن رئيسه كان "يتخبّط يمنة ويساراً"؛ فضلاً عن عودة كواسي كوارتنغ على وجه السرعة من اجتماع في واشنطن لتقيله صديقته العزيزة، رئيسة الوزراء ليز ترَس، من منصبه، في الوقت الذي كان يتدهور فيه الاقتصاد البريطاني.بقلم: Adrian Wooldridge![رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك ورؤساء الوزراء السابقين ليز ترس وبوريس جونسون وتيريزا ماي أثناء مراسم "أحد الذكرى" - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/59af5185-d3a1-44bd-b6b1-f60d0e4f6a66.jpg)
فصل جديد من الرأسمالية يبزغ من قلب الأزمة المصرفية
بين ربوع الحي المالي في إدنبرة تختبئ غرفة صغيرة يطلق عليها اسم "مكتبة الأخطاء"، وتوجد فيها معلومات عن كل الكوارث الرأسمالية التي مرت على العالم تقريباً، التي من خلالها يمكننا فهم أبعاد الأزمة المصرفية الحالية. تقع المكتبة على مقربة من المكان الذي عاش فيه أدم سميث، عراب الأسواق الحرة، وتتزين بقميص موقَّع من قبل نيك ليسون، المتداول الداهية الذي أسقط بنك بارينغز (Barings)، وتحتضن صورة للمحتال الأميركي الأسطوري تشارلز بونزي، بالإضافة إلى بعض أعداد الصحف القديمة التي نشرت أخباراً عن عمليات الإنقاذ المالية الحكومية منذ فترة طويلة، فيما تحمل أرففها مجلدات مثل كتاب "أين يخوت العملاء؟".ترفع المكتبة شعاراً يقول: "إنَّ التقدم في العلوم والهندسة يتسم بالتراكمية، أما التقدم في التمويل؛ فيكون دورياً"، وهو قول مأثور للكاتب جيمس غرانت. وقياساً على ما حدث الشهر الجاري يمكن القول إنَّ التاريخ ربما يعيد نفسه، إذ تسببت الجهات التنظيمية مجدداً في أزمة بينما تحاول حل أزمة أخرى، واكتشف مموّلو الأسواق الحرة فجأة مزايا تدخل الدولة، فيما زعمَ محاربو الطبقية الذين توقَّعوا نجاح الانهيارات المصرفية الثلاثة الأخيرة أنَّ الرأسمالية مجحفة، أو انتهت، أو كلا الأمرين معاً.والآن يتوجب علينا مجدداً مواجهة حقيقة أنَّ قواعد التمويل ستتغير، كما يمكننا النظر في تاريخ التنظيم المالي الذي ينطوي على معلومات وفيرة عن إدارة الأزمات.وبالعودة للتاريخ، سنجد أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي في صورته الجديدة قد تم إنشاؤه بعدما اضطر المصرفي المخضرم جون بيربونت مورغان إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطة إنقاذ اقتصادية للقطاع الخاص في 1907، وكان حينها يجتمع مع زملائه المصرفيين في غرفة بمنزله الواقع في 219 ماديسون أفنيو.في عام 1933 بعد انهيار شركات "وول ستريت"، أصدر الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت قانون "غلاس- ستيغال" الذي يفصل بين البنوك الاستثمارية والتجارية، وألغاه بيل كلينتون في 1990 نظراً لإلقاء اللوم على القيود المصرفية في تشجيع الابتكار غير المسؤول في أقسام أخرى من قطاع التمويل، إلا أنَّ الفصل بينهما أعيد إقراره مجدداً في قانون "دود- فرانك" الذي جاء بعد انهيار مصرف "ليمان براذرز" في 2008.بقلم: Adrian Wooldridgeجيه بي مورغان تشيس اند كو
209.24 USD+1.71
![جذور الرأسمالية المتشعبة - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/271e362c-701e-4d1c-9b21-b7bbf724eb76.jpg)
جيه بي مورغان تشيس اند كو
209.24 USD+1.71
أميركا المريضة لن تكون قادرة على منافسة الصين مستقبلاً
إذا كانت الصحة تعني الثروة، كما يقول المثل، فإن المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة يبدو قاتماً. كانت أميركا تتمتع في العادة بمستويات صحة مرتفعة.في العصر الاستعماري، كان الرجال الأميركيون أطول بمعدل بوصتين إلى ثلاث بوصات في المتوسط من نظرائهم الأوروبيين، وذلك طبقاً للسجلات العسكرية، وهي حقيقة تبهر علماء الديموغرافيا التاريخيين ممن يعتقدون أن الطول يتناسب طردياً مع طول العمر والتطور المعرفي والقدرة على العمل.اليوم تتحول تلك الميزة إلى عجز، فالرجل الأميركي أصبح أقصر في المتوسط من نظرائه في شمال أوروبا، وهذه الفجوة تزداد اتساعاً، حيث يعاني ستة من كل عشرة أميركيين من مرض مزمن واحد على الأقل، فيما يعاني أربعة من كل عشرة من مرضين.يقول الكاتب ويليام غالستون، في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "أميركا مجتمع مريض حرفياً".أصبح تدهور الصحة في الولايات المتحدة مشكلة اقتصادية متنامية. فقد انخفض معدل مشاركة الأميركيين في القوى العاملة إلى نسبة محبطة قدرها 62.4%، وبلغ عدد الوظائف الشاغرة 11 مليون وظيفة، مقارنة بـ5.7 مليون باحث عن عمل فقط، فيما اختفى 2.8 مليون شخص من سوق العمل الأميركية منذ فبراير 2020، طبقاً لغرفة التجارة الأميركية. كما يشتكي أرباب العمل من كثرة التغيب عن العمل واضطرابات الوظائف إضافة إلى صعوبة إيجاد عمال لشغل الوظائف الشاغرة.بقلم: Adrian Wooldridge![مركز الأزمات التابع لـ"وان فيفتين" في مدينة دايتون المخصص للمرضى المقيمين - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/6db93d88-b5eb-4009-a7e4-37ad8a01ae75.jpg)