![Clive Crook](https://assets.asharqbusiness.com/public/writers/ed23348d-e2ac-4881-b292-608d75f56ef9.jpg)
Clive Crook
Clive Crook is a Bloomberg Opinion columnist and writes editorials on economics, finance and politics. He was chief Washington commentator for the Financial Times, a correspondent and editor for the Economist and a senior editor at the Atlantic.للإتصال بكاتب هذا المقال:https://www.twitter.com/clive_crookتعثّر "غوغل" في طرح "جيميناي" جاء في مصلحة العالم
يحق لمستثمري "غوغل" أن يسخطوا بشأن العجز المذهل الذي شاب طرح الشركة لنظام الذكاء الاصطناعي "جيميناي" (Gemini). لكن بالنسبة لبقية الناس، بمن فيهم أنا مستخدم "غوغل" الممتن والمتفائل دوماً بالتقنية، فقد كان ذلك الأمر نعمة.قدّمت الإخفاقات المضحكة في الصور التي ولّدها روبوت الدردشة الخاص بـ"جيميناي"، مثل صور جنود نازيين متنوعين عرقياً، لمحة مفيدة عن عالمٍ قاتم يشبه ما صوره الكاتب جورج أورويل ملامحه في إحدى أشهر رواياته. وبذلك، سلطت هذه الصور أيضاً الضوء على أسئلة مهمة عن الضبابية والثقة ونطاق التطبيق والحقيقة وهي تستحق مزيداً من الاهتمام فيما نتفكر بالمسار الذي سيقودنا الذكاء الاصطناعي نحوه.إن الذكاء الاصطناعي ابتكار ثوري قد يساهم في تحولات جذرية. وكما هو حال هذا الضرب من الابتكارات، فهو قادر على تحقيق تقدم هائل فيما يتعلق برفاه الإنسان. ما يحتاجه العالم هو عقد أو عقدان من النمو الاقتصادي المدفوع بالذكاء الاصطناعي. مع ذلك، فإن التهليل بشأن الذكاء الاصطناعي القائم فعلاً سابق لأوانه.إن فكرة الذكاء الاصطناعي حماسية جداً والإنجاز الفكري وراؤه مذهل لدرجة أن المرء قد ينجرف نحوه بسهولة. لكن المبتكرين والمستخدمين الفعليين والمستقبليين والجهات التنظيمية بحاجة لأن يمعنوا النظر بحرص أكبر في ما يحدث، خصوصاً فيما يتعلق بالأغراض التي قد يخدمها الذكاء الاصطناعي بشكل مفيد.بقلم: Clive Crookغوغل (ألفابت)
167.02 USD-0.17
![شاشة هاتف عليها جملة ترحب بالمستخدمين على موقع "غوغل ديب مايند" - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/2774946e-c9fc-4607-bece-fb5a58c404c4.jpg)
غوغل (ألفابت)
167.02 USD-0.17
وجود منظمة للتجارة تقوم بوظيفتها كما ينبغي أمر ضروري
دعونا نقول إن حالة الإثارة التي سبقت انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، تحت السيطرة تماماً. ولا يتعلق الأمر هنا بمسألة فشل ذلك التجمع الذي كان مهماً ذات يوم، بل بما إذا كان فشله سيحدث بطريقة تستحق مجرد الملاحظة، إذ يبدو أن الشعور السائد هو: "من يهتم لتلك الأطلال من حطام الليبرالية الجديدة التي لا تقوم بوظيفة تذكر؟".مع ذلك، وبغض النظر عن رأيك في العولمة، يجب أن تهتم. وأمثالي من الليبراليين الجدد غير التائبين يرون في المد المتصاعد للنزعة الحمائية في التجارة، والتشرذم الاقتصادي المتعمد، خطأً فادحاً. فمن وجهة نظرنا التي ترى أن ليبرالية التجارة مسألة جيدة، تعتبر منظمة التجارة العالمية بعد تجديدها وزيادة فعاليتها بشكل مناسب، عنصراً أساسياً في زيادة الرخاء العالمي. ولكن حتى المدافعين المخلصين عن فرض الرسوم الجمركية، والدعم، والتخطيط، وفرض سياسة صناعية، والانحياز للحلفاء والدول الصديقة في التجارة والتصنيع، واشتراط الاستيراد أو إعادة التصدير إلى بلد المنشأ، وكل ما شابه ذلك من قيود، يجب أن يدركوا ضرورة وجود منظمة للتجارة العالمية تقوم بوظيفتها كما ينبغي، فعلى أقل تقدير، ينبغي أن يكون التفتت والتشرذم منظماً ويحافظ على التعاون بين الدول، لا فوضوياً. ولكن حالة التشرذم الفوضوي هي تحديداً ما يتجه إليه الاقتصاد العالمي.اقرأ أيضاً: حرب بايدن التجارية على الصلب تبرز تحولاً إلى الحمائيةبقلم: Clive Crook![شعار منظمة التجارة العالمية (WTO) على المقر الرئيسي للمنظمة، في 11 ديسمبر 2019 في جنيف، سويسرا. - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/d836617a-3e44-45fb-abb1-12e62777d895.jpg)
السيارات الكهربائية وحدها لن تتمكن من حل أزمة المناخ
يُعد الانتشار الواسع في استخدام المركبات الكهربائية أحد المتطلبات الأساسية لمكافحة تغير المناخ، لكن إدارة عملية الانتقال من السيارات التي تعمل بالبنزين إلى نظيرتها التي تعمل بالكهرباء لن تكون سهلة.اقترحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قوانين جديدة لخفض انبعاثات العوادم بشكل كبير، تقوم على إجبار شركات صنع السيارات على تخصيص ثلثي المبيعات الجديدة على الأقل للمركبات الكهربائية خلال العقد المقبل. وسيتعين على الحكومة الأميركية تصحيح كثير من الأوضاع الأخرى، في سبيل نجاح تلك السياسة.الفكرة وراء هذه الخطة واضحة وصريحة، وهي: للقضاء على انبعاثات الكربون بحلول 2050، إذ يتوجب على الولايات المتحدة خفض التلوث الناتج عن السيارات والشاحنات، وسيساعد زيادة عدد المركبات الكهربائية المستخدمة على ذلك.لكن الأرجح ألا تخفض المركبات الكهربائية انبعاثات الكربون بالقدر الذي تصوره مؤيدوها، دون سياسات داعمة. فمن واجب صانعي السياسات أن يقدموا للشعب حساباً نزيهاً بالتكاليف والمنافع الخاصة بها.بقلم: Clive Crookانبعاثات الكربون
67.01 EUR+1.59
![ما زال أمامنا الكثير، ووقت ضئيل لتنفيذه - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/061019da-0941-414b-8d9e-316c0cd3d17b.jpg)
انبعاثات الكربون
67.01 EUR+1.59
استقرار القطاع المصرفي وهم كبير
خلال الأسبوع الماضي، صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، بعد استحواذه على مصرف "فيرست ريبابليك" المتعثر، بقوله: "لا توجد توقُّعات دقيقة بالكامل، لكن برغم ذلك؛ أعتقد أنَّ النظام المصرفي مستقر للغاية". والسؤال الأهم هنا هو: ما الذي لم يصرّح به رئيس أكبر بنك أميركي في حديثه؟الإصرار على تأكيد أنَّ كل الأمور تحت السيطرة ينتشر على نطاق واسع بين قادة القطاع ومسؤولي الجهات التنظيمية وصانعي السياسات على حد سواء. ويمكن فهم أسباب هذا الإصرار إلى حد كبير، حيث لا يرغب أي شخص في نشر موجة من الذعر، لكن هذا هو لب المشكلة أيضاً.فالأعمال المصرفية تتسم بالأساس بأنَّها عمل غير مستقر. وقد لا يكون لدى المودعين سبب وجيه للاعتقاد بأنَّ البنك الذي يتعاملون معه في خطر على وجه التحديد، ولكن إذا سحبوا أموالهم بسرعة منه؛ فستتحول هذه المخاوف إلى حقيقة.بقلم: Clive Crookجيه بي مورغان تشيس اند كو
209.24 USD+1.71
![عملاء مصطافون أمام باب "سيليكون فالي بنك" - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/5f15fb1e-5ed3-44fc-bba4-b845b52374bd.jpg)
جيه بي مورغان تشيس اند كو
209.24 USD+1.71
الأمور الجيدة لجو بايدن قد تكون سيئة للولايات المتحدة
هناك اختيار على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يتبناه فيما يتعلق بالسنتين المقبلتين، ويمكن اختزاله في السؤال التالي: ما هو الأهم، أن يكون رئيساً ناجحاً، أو يقود حزبه لتحقيق النصر؟ لسوء حظ البلاد، لا يمكن الجمع بين هذين الهدفين بسهولة.أثناء خطابه حول حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، كشف "بايدن" عن اختياره المتمثل في بدء حملة للدفاع عن الحكم. لم يدع الجمهوريين للتضافر من أجل التوصل إلى نقاط اتفاق، والسعي لإحراز مزيد من التقدم في المجالات الممكنة. بصفة رئيسية، بدأ يستفز ويُحرج خصومه السياسيين، وقد نجح في ذلك. وبرزت دعوات تقليدية لتعزيز الشراكة بين الحزبين الديمقراطي و الجمهوري، لكنها لم تكن مخلصة بصورة واضحة.الجزء المؤسف لا يتمثل فقط في قرار "بايدن" - لأنه شخصية سياسية قبل أي شيء - لكنّ اختياره له مغزى محدد. باتت السياسة الأميركية بطريقة متنامية عبارة عن منافسة بين التقدميين الملتزمين والمحافظين الملتزمين. التقيت عبر أجزاء كبيرة من البلاد - تمثل الأغلبية بحسب تقديري - بأشخاص ينتمون للوسط المعتدل، لا يبدون إعجابهم بأي من الطرفين ويشعرون بالضجر للغاية من اللعبة السياسية. يعد جذب كتلة الوسط الهدف الأساسي. لأسباب تكتيكية جيدة، من المجدي أن تثير حماسة مؤيديك كما تُغضب (بنفس القدر) منتقديك.بقلم: Clive Crook![الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي (عضو جمهوري عن ولاية كاليفورنيا) قبل إلقاء بايدن خطابه حالة الاتحاد أمام اجتماع مشترك للكونغرس بغرفة مجلس النواب في مبنى الكابيتول في 7 فبراير 2023 بواشنطن العاصمة - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/c36360af-09b1-4931-8a01-44657ce5a7c3.jpg)
هل فات الأوان على رئيسة وزراء بريطانيا لإصلاح الضرر؟
الانطباعات الأولى مهمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية. فقد أعلنت كل من رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس ووزير الخزانة كواسي كوارتنغ الأسبوع الماضي عن انطلاقة جديدة للبلاد مع تحول كبير في السياسة المالية، فيما وصف بأنه توجّه شديد الحماس.خطة رئيسية الوزراء دفعت إلى انهيار الجنيه، وتدمير سوق السندات الحكومية، والإطاحة بجهود بنك إنجلترا لتشديد السياسة النقدية، وبعد هذه البداية الكارثية، قد يكون إصلاح الضرر خارج نطاق سيطرتهما.بطريقة أو بأخرى، كان رد فعل الأسواق المالية على الميزانية المصغرة التي قدمها كوارتنغ مفرطاً. فقد كانت الخطة سيئة التصميم بالتأكيد، لكن توقعاً معقولاً (قبل حدوث فوضى في السوق) كان سيعتبر أن التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق في متناول الجميع. ولم تكن العجوزات والديون المتوقعة غريبة بالمعايير السائدة.كان الاقتصاديون يناقشون قضية التيسير المالي؛ حتى قبل أيام قليلة، كان الرأي القائل بأن هذا ليس وقت الجدل حول الدين العام محترماً، وإن كان خاطئاً. المشكلة هي السياق الأوسع، وكان تصميم ترَس هو تجاهل هذا السياق.اقرأ أيضاً: ترَس تخطط لمزيد من التخفيضات الضريبية ضمن ميزانية 2023بقلم: Clive Crook![ليز ترَس. - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/7b2c4476-a3aa-4bab-a406-80bac99560df.jpg)
أجواء من الركود بانتظار رئيس وزراء بريطانيا القادم
استطاع بنك إنجلترا أن يذهل المحللين الأسبوع الماضي, ولم يكن ذلك بسبب رفعه لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة إلى 1.75%، وإنما بسبب توقعاته القاتمة بشكل غير متوقع لآفاق الاقتصاد البريطاني على المدى المتوسط. إذ توقع البنك ركوداً خفيفاً ولكنه طويل الأمد، مع غياب النمو بشكل تام تقريباً خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع بلوغ التضخم ذروته بما يزيد على 13% قبل نهاية عام 2022. بالإضافة لارتفاع البطالة في سوق العمل من نحو 4% إلى أكثر من 6% بحلول عام 2025.بنك إنجلترا يرفع سعر الفائدة بأعلى وتيرة في 27 عاماً ويحذر من ركود طويلومع أن المسؤولين أكدّوا بشكل محق على عامل عدم اليقين المرتبط بكل هذه التوقعات. إذ يجب أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار قبل استخلاص أي نتائج من التوقعات الجديدة. إلا أنه بالرغم من كل شيء، يبقى من المؤكد أن هذه الأزمةأتت في وقت هو الأسوء بالنسبة للبلاد، في ظل عيشها لما يشبه حالة الشلل السياسي، وانتظارها لتعيين رئيس وزرائها القادم.أسباب الأزمةالسبب المباشر للمحنة الاقتصادية في المملكة المتحدة، كما هو الحال في أي مكان آخر، هو الصدمة التي يعيشها العالم من ارتفاعات أسعار الطاقة. حيث شهد الغاز الطبيعي أكبر زيادة في سعره، بينما تعتمد بريطانيا بشكل فائق على هذا الوقود بالذات. بالإضافة إلى ذلك، فقد جرى تشديد السياسة المالية خلال العام الماضي وكبحت الحكومة جماح الإنفاق الطارئ في فترة الجائحة. كما تُعدُّ الاضطرابات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العامل الثالث لهذه الأزمة. وجنباً إلى جنب مع سوق العمل الذي يعاني من نقص المهارات بشكل غير عادي، يُفسِّر هذا المزيج من صدمة العرض، والتعديل المالي، والاضطراب التجاري الحاد سبب وجود مزيج التضخم المرتفع وتناقص النمو الاقتصادي الذي يتكلم عنه البنك.ومن الواضح الآن أن بنك إنجلترا (مثل الاحتياطي الفيدرالي) كان بطيئاً جداً في رفع أسعار الفائدة. حيث إن البنوك المركزية لا تستطيع التعامل مع مثل هذه التحديات من تلقاء نفسها، بينما يعمل التشكيك في استقلالها - كما فعلت في أميركا المرشحة الرئيسية لقيادة حزب المحافظين، ليز تروس - يجعل الأمور أكثر سوءاً.تروس أم سوناك.. هل يقدر أيهما على وقف نزيف الإسترليني؟في الواقع، تحتاج الحكومة البريطانية إلى استراتيجية واضحة بشأن الضرائب والإنفاق. فيما تفتقر بريطانيا في الوقت الحالي لوجود الحكومة ناهيك عن الاستراتيجية.متطلبات جديدةفضلاً عن ذلك، ستكون هناك حاجة في الدولة إلى دعم الأسر ذات الدخل المنخفض لمنع المعاناة الشديدة عندما تبدأ جولة جديدة من ارتفاع تكاليف الطاقة في وقت لاحق من هذا العام. كما يجب تجديد المساعدات التي جاءت متأخرة في شهر مايو الماضي، مع تقديم المزيد من المساعدات للفئات الأكثر احتياجاً وتقليل المساعدات التي تأخذ شكل المدفوعات الشاملة.في الوقت الحالي، هناك مساحة مالية كافية لذلك (مع الأخذ بعين الاعتبار أن التضخم المرتفع بشكل مؤقت يُعزِّز الإيرادات الضريبية للدولة)، إلا أن الاتجاه طويل الأجل للدين العام قاتم، والخدمات العامة بحاجة ماسة إلى مزيد من الموارد. وبالتالي لابد من إصلاح هذه المشكلات قبل التفكير في التخفيضات الضريبية.ضريبة إهمال سابقمن جهة أخرى، هل تذكرون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ حينها كان الإهمال شبه الكامل لسياسة التجارة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في نقاشات القيادة أمراً صادماً. والآن من الممكن جداً حدوث أزمة جديدة نظراً لعدم إحراز تقدم في حلّ الخلاف القائم حول بروتوكول أيرلندا الشمالية الذي يجب تسويته في أقرب وقت ممكن. كما يجب أن تكون العلاقات الاقتصادية الأكثر دفئاً مع الاتحاد الأوروبي من بين أولويات رئيس الوزراء المقبل للبلاد.ففي ظل ظروف أكثر ملاءمة من الآن، لم تستطع بريطانيا أن تنجح في غضون وجود حالة من العداء مع أقرب شريك تجاري لها. وهي الآن أمامها ما يكفي من التحديات التي ينبغي أن تتغلب عليها دون إضافة أي مشاكل جديدة تمثل "بريسكت" جديد لها إلى هذا المزيج.في الأسابيع الأخيرة، كان منافسو حزب المحافظين لرئاسة البلاد يناقشون غالباً الطروحات الواردة ضمن حزبهم فقط، بينما تتطلّب خطورة تحديات البلاد إجابات عملية لمسائل عاجلة، وأياً كان من سينتصر في الشهر المقبل، فسيتعين عليه أن يبدأ في تقديمها.بقلم: Clive Crook![المرشحان ريشي سوناك وليز تروس، لندن، إنجلترا - 17 يوليو - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/bfe4ea2e-7a38-44d7-b969-81512e67bf35.jpg)
العهد الجديد لأوروبا قد لا يستمر طويلاً
يبدو أنَّ أوتوقراطية حاقدة ذات نزعة توسعية تشعل حرباً على حدود أوروبا قد عالجت الاتحاد الأوروبي من الشعور بالرضا عن الذات بشأن الدفاع عن النفس. فقبل ذلك، أكّدت جائحة كورونا على ضرورة التنسيق بدرجة أعلى في مجالات أخرى. والآن، يتحدّث سياسيو أوروبا عن عهد جديد من التعاون.سيسجل المؤرخون بالتأكيد عملية غزو روسيا لأوكرانيا باعتبارها لحظة تحول؛ برغم صعوبة معرفة نوعية هذا التحول. وربما كان الاحتفاء بوحدة أوروبا الجديدة تحت الضغط سابقاً لأوانه، فقد تؤدي المتطلّبات المطروحة على الاتحاد إلى تدعيم هذه الوحدة، أو قد تؤدي في النهاية إلى تصدعها.من الصعب المبالغة في صدمة أوروبا من قسوة روسيا. فمنذ فترة ليست طويلة، كانت المستشارة الألمانية السابقة ميركل التي تحتفي بشراكة اقتصادية جديدة مع موسكو، هي التي وضعت ألمانيا تحت رحمة صادرات الطاقة الروسية. كان الغزو مفاجأة صادمة. وتحرك الاتحاد الأوروبي سريعاً وفق أي معايير إذ اندفع إلى الفعل المباشر، وبوتيرة أسرع مما كان يظن أي شخص تعوّد على سباته في غالب الأحوال.وافقت الدول الأعضاء بالاتحاد على مجموعة عقوبات غير مسبوقة. وأرسلوا أسلحة إلى أوكرانيا. وتقدّمت السويد وفنلندا بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو قرار لم يكن يطرأ على الذهن قبل هذه الحرب. وسارعت الحكومات إلى زيادة إنفاقها على قطاع الدفاع، متعهدة بتقوية التعبئة المشتركة للسلاح، وتحسين التكامل بين أنظمتها. وفجأة، أصبح السياسيون الأوروبيون يعتبرون الدفاع المشترك الفعال ضرورة ملحة، وليس تطلعاً.الحفاظ على هذه الجهود واستدامتها يتطلّب مع ذلك وحدة سياسية أعمق؛ وهي المنطقة التي عادة ما يتجاوز فيها تطلع الاتحاد الأوروبي قبضته.بقلم: Clive Crook![الاتحاد الأوروبي - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/a1b8fb18-e7c0-46e8-857f-9db7b926ca4a.jpg)
مغامرة إيلون ماسك الجديدة في "تويتر".. ممتعة لِمَن سيتابعها
يمكن أن تعتبروني واحداً من بين أولئك الذين يحتفلون باستحواذ إيلون ماسك على "تويتر". ليس لأنَّه سيكون قادراً على إصلاح منصة التواصل الاجتماعي هذه- فالطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إغلاقها، مما سيجعل من الصعب عليه تبرير إنفاق مبلغ 44 مليار دولار، حتى بالنسبة إلى رجل بثروة ماسك - ولكن لأنَّه سيكون من الرائع متابعته وهو يحاول ذلك. وفي الوقت ذاته؛ فإنَّ السكتة الدماغية التي تسبّبها هذه الأخبار في الدوائر التقدمية، مسلية للغاية.اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يستحوذ على "تويتر".. ما التالي؟في الواقع، نوايا ماسك ليست واضحة. هل يأمل في تحقيق الربح؟ أم يتوقَّع أن يخسر أموالاً في خدمة المصلحة العامة بينما يُسلّي نفسه؟ قد لا يعرف هو نفسه دوافعه، أو ربما لايهتم بمعرفتها. مهما كانت الإجابات؛ من الصعب ألا تُعجبوا بما حققه بالفعل من إنجازات، وبشهيته المذهلة لخوض تحديات جديدة. أما أنا شخصياً، على سبيل المثال، فما أتطلع إليه، هو ما سيحدث بعد ذلك.اقرأ المزيد: خطة إيلون ماسك الرئيسية لـ"تسلا" لن تناسب "تويتر"تُثير تعليقات ماسك حتى الآن أسئلة عديدة. فهو يقول، إنَّ "تويتر"، "يمثّل بشكل ما، ساحة بلدة فعلية"، إذ يجب أن يكون الناس قادرين على التحدث بحرية "ضمن حدود القانون". والمعنى الضمني؛ هو أنَّه سيعكس بعض قرارات المنصة لقمع التعليقات التي تعتبرها ضارة و/أو السماح لبعض المتحدثين المثيرين للجدل، ولا سيما الرئيس السابق دونالد ترمب، بالعودة إلى المنصة. وهذا هو الاحتمال الذي يدفع الكثيرين ممن يسمون أنفسهم ليبراليين، إلى تمزيق ملابسهم غضباً.حرية التعبيركما هو الحال؛ فإنَّ مبدأ "ساحة البلدة" لامعنى له. ففي الأمكنة العامة، تكون حماية حرية التعبير بعيدة المدى. فالسماح بالكلام المخادع أو المثير للاشمئزاز، لن يُنفّر أنصار الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) فحسب؛ بل جميع الأشخاص المحترمين، بغضّ النظر عن ارتباطاتهم الأيديولوجية. كذلك؛ فإنَّ وسائل الحماية هذه، تحظُر القيود المسبقة. وبهذا المعنى، لا يُعد موقع "تويتر" مساحة عامة، ولذلك يحتفظ الموقع بالحق في التحكم بمحتواه، وفي استبعاد المستخدمين. إلا أنَّ النقطة المهمة، هي أنَّ الغالبية العظمى من مستخدميه يريدون منه التحكم في المحتوى، بما يتجاوز ما هو مطلوب بموجب "حدود القانون". فهل يريد ماسك حقاً تجاهل الغالبية العظمى من عملائه الجدد؟الأمر الأكثر منطقية - والأكثر قيمة - هو الالتزام بتنوّع أوسع في الآراء، الذي يقول ماسك إنَّه يريده، جنباً إلى جنب مع الأدوات لمنح المستخدمين المزيد من التحكم. في هذا السياق، يُقدّم فيفيك راماسوامي وجيد روبنفيلد بعض الاقتراحات الجيدة. فهما يقولان على سبيل المثال إنَّه بإمكان "تويتر" الاحتفاظ ببروتوكولات الكلام المُسيء الحالية الخاصة به، مع السماح للمستخدمين بإلغاء الاشتراك فيها. فإذا كنتم تريدون معرفة ما يعتبره "تويتر" بغيضاً، أو جنسياً صريحاً، أو أياً كان، ما عليكم سوى إيقاف تشغيل عوامل التصفية المعنية، إذ يمكن للخوارزميات التي تستخدم أزرار "حظر هذا النوع من المحتوى"، تحسين العملية، وأتمتتها، مع السماح للمستخدمين بالاختيار.استقطاب سياسيفي الواقع، سيكون الإشراف على المحتوى عبر تمكين المستخدم، أفضل من المراقبة المتحيزة للأخبار والآراء التي ينخرط فيها "تويتر" أحياناً. ولسوء الحظ؛ لن يحل المشكلة الأساسية، ولن يقتصر الأمر على "تويتر" بأي حال من الأحوال؛ ففي الولايات المتحدة على الأقل، لم يعد هناك ما يُسمى بالسلطة الموثوقة بها.كما سيكون التوسط لتصفية الأكاذيب، خدمة حقيقية في حال كان الوسطاء موثوقين، وليست لديهم مصالح خاصة، ويُنظر إليهم على أنَّهم كذلك. لكن في الولايات المتحدة، ذهب الاستقطاب السياسي إلى حد أن يكون هذا الأمر مستحيلاً. نعم، غالباً ما ينشأ انعدام الثقة من جنون الشك لدى اليمين السياسي وغريزة تجاهل التعصّب؛ إلا أنَّ هذه الغريزة لا تقتصر فقط على المحافظين وغيرهم من البائسين.أخذ الكثيرون - دعونا نسميهم الوسطاء الموروثين - على عاتقهم الدفاع عن الحقيقة في مواجهة الحقيقة نفسها. ويقع اللوم على الخبراء الأكاديميين، والمراسلين، ومدققي الحقائق وما شابه ذلك، بسبب الانغماس - عن علم أو غير علم - في تحيزاتهم السياسية. وهم يتحكمون في الآراء وليس الحقائق، ويُقوضون سلطتهم نفسها.العيب في نموذج الأعمالسيكون موقع "تويتر" المستحيل - الذي كان مفتوحاً لكل الآراء، ومجهزاً بمدققي الحقائق الموثوقين، ومن غير ذوي المصلحة الخاصة - أفضل من المنصة التي اشتراها ماسك للتو. لكن حتى هذا لن يجعله مكرساً للمنفعة العامة. فعيبه الأكبر، والذي لا يمكن إصلاحه، متضمّن في نموذج أعماله الخاص. فهو منصة مُحسَّنة للاحتجاج لا للمحادثة، ورد الفعل لا المداولات، والازدراء لا الكياسة. وهو يأخذ أسوأ ما في السياسة الأمريكية الحديثة، ويضخّمه.بما أنني مستخدم استعاد حسابه، فقد وجدتُ بشكل عام أنَّ "تويتر" قلّل من احترامي للأشخاص الذين كنت أحترمهم سابقاً، مما جعله يؤدي إلى نتائج عكسية من الناحية المهنية. وفي أحلامي، لا وجود لـ"تويتر".أتعس شيء بالنسبة إلى الليبراليين - الحقيقيين - مثلي هو أن أشهد نجاحه. فبعد كل شيء؛ نجح "تويتر" من خلال منح المستخدمين ما يريدونه، ومن ناحية أخرى؛ فهذا يعني أنَّني لست قلقاً بشأن الضرر الذي قد يلحقه ماسك، بل على العكس من ذلك: قم بتعطيله بقدر ما تستطيع يا إيلون، فليس لدينا ما نخسره سوى تغريداتنا.بقلم: Clive Crook![لوحة جدارية لمؤسس شركة "سبيس إكس"، إيلون ماسك، في متنزه مخصص للشاحنات التي تبيع المأكولات في مدينة في براونزفيل، تكساس، قرب الموقع الذي تستخدمه الشركة لإطلاق صواريخها إلى الفضاء. يشكك كثيرون في نوايا ماسك ورؤيته بشأن حرية التعبير، والتي يقول إنها الدافع وراء شرائه موقع "تويتر" - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/a167422f-3c9a-4a6c-886a-1e511af3ec7b.jpg)
يمكن للوسط محاربة الشعبوية بالشعبوية
يُرجح أن يهزم رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون زعيمة حزب التجمع الوطني الشعبوية شديدة التعصب الوطني مارين لوبان في انتخابات الإعادة الأحد المقبل. سيكون ذلك ساراً، لكن ما قد حدث خلال هذا التنافس مُزعج على أية حال. ماكرون هو في الأساس كل ما تبقى من الحزب الوسطي السياسي الفرنسي، والذي يتجه لأن يتقلص حتى يجد طريقة للرد على خصومه الشعبويين.انهار دعم التيار الرئيسي للأحزاب الاشتراكية والجمهورية وكذلك حزب الخضر الفرنسي خلال الجولة الأولى من الانتخابات، حيث فاز مرشحو اليسار الشعبوي واليمين الشعبوي وحركات راديكالية أخرى بأكثر من نصف الأصوات. سيفوز ماكرون في جولة الإعادة إن مَقَت عدد كاف من أنصار جان لوك ميلينشون، زعيم اليسار الشعبوي، لوبان أكثر من كرههم لماكرون. لكن هذا النصر المُحتمل لا ينبغي أن يخفي حقيقة أن الاعتدال السياسي في فرنسا في حال تراجع، كما في أماكن أخرى. تميل استجابة الحزب الوسطي الأساسية حيال الشعبوية أن تكون مجرد مناهضتها، لكن هذا الأمر فشل في فرنسا، تماماً كما كان الحال في الولايات المتحدة.الاقتصاد الفرنسي يمنح ماكرون دعماً قبل الانتخاباتواضح أن تخطي الشعبوية خطير، فهي تختلط بسهولة مع كراهية الأجانب ومعاداة الرأسمالية والبرامج غير الليبرالية لليمين واليسار، وفي الأشكال السامة التي تصدرها أمثال لوبان ودونالد ترمب، فإن الشعبوية تحمل مفاهيم الوطنية المفرطة ومسايرة ميول الرعاع. يحتاج حزب الوسط إلى قدر من الشعبوية للتغلب على هذه الأشكال الأكثر سُميَّة. يجب أن يدرك الوسط أن الشعبوية لا يتحتم أن تكون غير ليبرالية، لأن الليبرالية الخالية تماماً من الشعبوية ليست ليبرالية حقاً.إن أساس الشعبوية هو الشك في الطبقة السائدة، وهي غريزة ليبرالية لا تشوبها شائبة، حتى حين يكون الحكام من أصحاب الجدارة، سواء أكانوا كذلك فعلاً أو افتراضاً، بدلاً من الأرستقراطيين. يكمن أساس هذا الشك في المطالبة بالمساواة السياسية والاعتقاد بأن جميع المواطنين لهم قيمة ومكانة بغض النظر عن مؤهلاتهم. تدرك الشعبوية أن خيارات السياسة لا تعتمد فقط على المعرفة ولكن أيضاً على القيم، حيث لا يتمتع أصحاب الجدارة بسلطة خاصة. كما أنها تدرك أن خبرة النخبة غالباً ما تكون أضيق وأكثر عُرضة للخطأ مما يعترف به عديد من الخبراء.بقلم: Clive Crook![ماكرون يخطب ود مناصري البيئة أملا في دورة رئاسية جديدة - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/bec87c8c-43f1-480d-845c-748912a360b0.jpg)