هل تصبح العملات المشفرة "صديقاً وقت الضيق" في 2024؟
نستشرف عاماً جديداً وسعيداً للعملات المشفرة يا رفاق! فمنذ بداية العام الحالي، قفزت "بتكوين" 167%، وارتفعت "إيثريوم" بـ91%. إذا كنت توقعت الارتفاع الهائل للعملات المشفرة قبل بداية عام 2023، فأنا أرفع لك القبعة. قارن هذه العوائد مع فئات الأصول الأخرى، فقد صعد مؤشر "ناسداك" بـ36%، ومؤشر "إس أند بي 500" بـ19%، والذهب بـ10.7%. أما إذا كنت متعاملاً في النفط أو سلة واسعة من السلع، فقد انخفضت العوائد بين 10 و12%.قبل عام مضى، اعتقد الكثير منا، وأنا منهم بالتأكيد، أن لعبة العملات المشفرة قد ولّت، وأنه سيثبُت صحة موقف المعارضين لها.انفجرت فقاعة سام بانكمان فريد. (لم يفاجئني هذا التطور)، وقد تم إيداعه في السجن حالياً، بعد إدانته بسبع تهم بالاحتيال المالي، وانهارت بورصته "إف تي إكس" (FTX) منذ فترة طويلة. وبات مصير منصة "بينانس" المنافسة على المحك، بعد تحقيق أجرته وزارة العدل الأميركية. وأقر مؤسسها تشانغ بينغ تشاو بالذنب في انتهاكات بغسل الأموال، واستقال من منصبه كرئيس تنفيذي، ووافق على دفع غرامة 50 مليون دولار، في حين فُرضت غرامة على منصة "بينانس" نفسها تُقدر بـ4.3 مليار دولار.بحلول هذا الوقت من العام الماضي، أقنعتني عاصفة السمعة التي اجتاحت بورصات العملات المشفرة بأن نظام التمويل القائم على سلسلة الكتل "بلوكتشين" بأكمله قد تهاوت أسسه، وأنه يجب عليّ فوراً بيع معظم عملات "بتكوين" و"إيثريوم" والرموز المشفرة الأخرى التي حصلتُ عليها منذ أن تحوّلت إلى الاستثمار في العملات المشفرة في 2017.اقرأ أيضاً: عودة هوس عملات الميم.. و"بتكوين" تقترب من 45 ألف دولاربقلم: Niall Fergusonتركيبة الصين السكانية مؤشر على انحسار لا على هيمنة
لو كان عدد سكان الدول هو العامل الرئيسي في تحديد مسار التاريخ فلربما كانت الصين قد اجتاحت أوروبا في القرن الخامس عشر، ولما كان بوسع بريطانيا أن تحتل الهند في القرن الثامن عشر. إذاً لا يقرر التوزع السكاني مصائر الدول.يمكن لدول صغيرة أن تقوم بأمور عظيمة، فقد قدمت اسكتلندا حين لم يتجاوز تعداد سكانها على الأرجح 1.3 مليون نسمة في منتصف القرن الثامن عشر، إسهامات كبيرة في عصر التنوير والثورة الصناعية وتوسع الإمبراطورية البريطانية. كما يمكن ألا يكون لدول كبيرة شأن يذكر، فبرغم كونها رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إلا أن معظم الأميركيين بالكاد يدركون وجود إندونيسيا.بسبب "كورونا".. أزمة مواليد عالمية تُنذر بتبعات اقتصادية خطيرةكما أن النمو السكاني ليس أمراً طيباً على الدوام، لا سيما في ظل عدم تحقيق مكاسب في الإنتاجية تحول دون أن يجوع الناس فيما يتكاثرون بسرعة. لكن تراجع عدد السكان نادراً ما يكون حسناً، فقد ارتبط صعود بريطانيا ثم الولايات المتحدة إلى مواقع الهيمنة العالمية في القرنين التاسع عشر والعشرين بنمو سكاني سريع في كلتا الحالتين. لذا لا يشكل تباطؤ هذا النمو مدعاة للابتهاج.سرّني حضور الاجتماع السنوي لمجموعة أسبن للاستراتيجيات الاقتصادية، وهي الشقيقة الصغرى لمجموعة أسبن الاستراتيجية الأقدم، الأسبوع الماضي. ذهبت إلى هناك متوقعاً أن يضفي النقاش بين منتقدي الاحتياطي الفيدرالي وقيادته الحالية نوعاً من الحيوية على الاجتماع. لم يخب أملي حيال ذلك، لكن تبين أن الحدث الرئيسي كان مناقشة سلسلة أبحاث مقلقة حول اتجاهات التركيبة السكانية للولايات المتحدة وآثارها، الذي اتضح أنه مهم؛ بل بدا خطيراً إلى حد ما للوهلة الأولى.بقلم: Niall Fergusonعلي بابا غروب هولدينغ - بورصة نيويورك
115.13 USD+1.50
علي بابا غروب هولدينغ - بورصة نيويورك
115.13 USD+1.50