لافتات في محطة وقود "إكسون موبيل" في ماونتن فيو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

قالت "إكسون" إنها من المحتمل أن تحقق 11 مليار دولار تقريباً في نتائج أعمال الربع الأول، ما يكشف عن ازدهار أرباح الشركات في مختلف أنحاء قطاع النفط، إذ تضغط العقوبات التجارية، وعراقيل الشحن -إضافة إلى ارتفاع الطلب- على خطوط الإمدادات.

يشير ذلك إلى أن الشركة ستحقق أعلى أرباح لها منذ 2008، مع قلب الغزو الروسي لأوكرانيا لأسواق السلع الرئيسية العالمية رأساً على عقب.

"إكسون" تحصد أكبر أرباح منذ 2014 مع ارتفاع أسعار الطاقة

مع ذلك، لا تخلو هذه الأرباح الوفيرة من المخاطر، إذ يطالب عدد من كبار الديمقراطيين في مجلس النواب من "إكسون" ونظيراتها "شيفرون" و"شل" و"بريتش بتروليوم" (BP) وقف توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم فوراً حتى نهاية الحرب، كما وبّخوا الشركات بسبب "التربح من وراء الأزمة في أوكرانيا".

ضغوط كبيرة

يتعرض القادة السياسيون لضغوط كبيرة للتخفيف من وطأة أسعار الطاقة المرتفعة بشدة، واستبعاد شبح الأزمات. وخلال الأسبوع الماضي، ناشد الرئيس الأمريكي جو بايدن شركات القطاع بإعادة استثمار الأرباح في التنقيب عن آبار جديدة، للمساعدة في سد فجوة الإمدادات الناجمة عن تحاشي النفط الخام الروسي. في الوقت نفسه، حذر من فرض جزاءات مالية عقابية على الشركات التي تبطئ وتيرة تطوير المشروعات ممن تعقد عليها الحكومة الفيدرالية توقعات كبيرة.

بايدن يلوّح لمنقّبي النفط بغرامات على أراضي الحفر المؤجرة وغير المستخدمة

انتقد المشرعون إنفاق "إكسون" وشركات التنقيب عن النفط الثلاثة الكبرى الأخرى لما يصل مجموعه إلى 44 مليار دولار على إعادة شراء الأسهم والمدفوعات العام الماضي. كما تخطط لتخصيص 32 مليار دولار أخرى لهذه البنود في 2022، وفقاً لخطاب مُوقع من قبل كارولين بي. ميلوني رئيسة لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب الأمريكي، ورو خانا، رئيس اللجنة الفرعية للبيئة في المجلس.

قال إيد ماركي، العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، في منشور على "فيسبوك": "تفرض (إكسون) أسعاراً كبيرة للغاية مقابل الغاز، في الوقت الذي تحقق فيه أرباحاً قياسية. يجب علينا فرض ضرائب كبيرة على أرباح شركات النفط الغزيرة، ورد تلك الأموال لطبقات الشعب الكادحة في الدولة".

قالت "إكسون"، الاثنين، إن أرباح الربع الأول قد تكون أعلى بنحو ملياري دولار مقارنة بالربع الأخير من 2021، الذي حققت فيه الشركة ربحاً بقيمة 8.8 مليار دولار، وفقاً لملفت إيداع.

صعود النفط

وقفت وراء هذا الصعود عدة عوامل، أبرزها ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن زيادة هوامش أرباح التكرير. اقتربت العقود المستقبلية الدولية للنفط الخام من أعلى مستوى لها في 14 عاماً، لتبلغ بذلك 140 دولاراً للبرميل خلال الفصل الحالي.

بشكل منفصل، وافقت "إكسون" رسمياً على استثمار 10 مليارات دولار في تطوير مشروع "يلوتيل" قبالة ساحل غيانا، بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية والحكومة. ويعد المشروع الرابع والأكبر في المنطقة المعروفة باسم ستابرويك بلوك، ويُتوقع ضخه 250 ألف برميل يومياً اعتباراً من 2025.

شركات نفط عملاقة تتخارج من استثمارات روسية عمرها عقود

كشفت "إكسون" أيضاً عن أن التخارج من تطوير حقل "سخالين–1" في أقصى شرق روسيا قد يكبد الشركة ما يصل إلى 4 مليارات دولار من حصتها. كما تعهدت مؤخراً بالانسحاب من السوق الروسية بسبب العقوبات الدولية، وما وصفه دارين وودز، الرئيس التنفيذي للشركة، بـ"التدمير غير المبرر" في أوكرانيا.

شهدت أسهم "إكسون" تغييراً طفيفاً، وبلغت 8.22 دولار في تمام الساعة 2:57 مساءً بتوقيت نيويورك.