طائرة من طراز "بوينغ 787 دريملاينر" تقترب من مطار ميامي للهبوط المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

سافر كثير من الناس جواً أخيراً وهم لا يعرفون لإيابهم موعداً، جرّاء اضطرابات متزايدة من الإلغاءات والتأخيرات والتغييرات الجوهرية في مسارات الرحلات.

قال جاك إيزون، مؤسس وشريك إداري في "إمبارك بيوند" (Embark Beyond)، التي تدير حجوزات سفر تبلغ نحو 150 مليون دولار سنوياً: "اعتدنا أن تؤثر هذه الأنواع من المشاكل على 3% إلى 5% من رحلات عملائنا، لكنها أصبحت تؤثر الآن على خمسها إن لم يكن ربعها".

"إياتا" يتوقع تعافي قطاع الطيران في عام 2023

يُعزى جزء كبير من هذا لقلة عدد الطيارين. وقع هذا النقص حين تقاعد آلاف منهم في بدايات الوباء، ولا يمكن لبرامج تدريب الطيارين أن تُخرّج منهم ما يسد العجز القائم في قمرات القيادة بالسرعة الكافية. لذا تُخفض شركات الطيران طاقتها، أي عدد مقاعد الطائرة مضروباً بالأميال المقطوعة، رغم ارتفاع الطلب. ستنخفض الطاقة المحلية بين أكبر ست شركات طيران أمريكية 8.3% عن مستويات 2019 في يونيو و6.6% في يوليو، وفقاً لبيانات شركة "سيريوم" (Cirium) لتتبُّع الرحلات الجوية.

إعادة الحجز

تكمن المشكلة في أن عديداً من هذه التذاكر قد بيعت بالفعل. أصدرت شركة "جيت بلو إيرويز" الجوية (.JetBlue Airways Corp) إعلانات متعددة، أولها في أبريل ثم في مايو، بأنها ستخفض أو تعلق الخدمة الصيفية المخطط لها، ما يؤثر على حوالي 10% من رحلاتها طوال الموسم. يعني إعادة الحجز للمسافرين الذين اشتروا تذاكر، فضلاً عن أوقات انتظار طويلة للتحدث إلى ممثل شركة الطيران لحل هذه المشكلة.

طيارون عادوا إلى التحليق.. لكن بمهارات أقل

تخطط شركة النقل الإقليمية "سكاي ويست" (SkyWest) لإلغاء 29 مساراً تشغلها لصالح شركة "يونايتد إيرلاينز". خفضت شركة "أمريكان ايرلاينز" بعض الرحلات الدولية أو أجلتها مرتين، بما فيها مسارات إلى البرازيل وإسرائيل واسكتلندا، بسبب تأخير مستمر في تسليم طائرات "بوينغ" من طراز "787 دريملاينر". حتى إذا ظلت رحلتك في موعدها المقرر، فإن البيانات الواردة من موقع "فلايت أوير دوت كوم" (FlightAware.com) تشير إلى إمكانية تأخير رحلتك هذا العام بضعف ما كان عليه الحال تقريباً العام الماضي. تعرضت 22% من رحلات أكبر سبع شركات طيران أمريكية حتى 23 مايو لتأخيرات بمتوسط 45 دقيقة. يقارن ذلك مع 12% في نفس الفترة من 2021، مع تأجيل رحلات العام الماضي بمعدل 41 دقيقة.

إن مراقبي الحركة الجوية مرهقون أيضاً. أدى التوسع في فلوريدا برحلات الطائرات الخاصة وعمليات الإطلاق الفضائية التي تغلق المجال الجوي مؤقتاً، وأحوال الطقس القاسي لحدوث اختناق غير مسبوق، ما تسبب بتأخيرات كبيرة وإلغاء رحلات.