من يصنع كرات القدم التي نركلها حول العالم؟

مدينة سيالكوت الباكستانية تنتج قرابة 70% من كرات القدم في العالم، بما فيها كرات كأس العالم في قطر

07:05 صباحاً 26 نوفمبر 2022 حدثت فى 10:58 صباحاً 01 ديسمبر 2023
كرة قدم مثبتة على جهاز لاختبار الجودة داخل مصنع في بلدة سيالكوت الباكستانية التي تعتبر بمثابة عاصمة صناعة كرات القدم في العالم المصدر: بلومبرغ

إذا كنت تمتلك كرة قدم في منزلك، فهناك احتمال كبير بأن تكون مصنوعة في مدينة سيالكوت في شمال شرق باكستان بالقرب من حدود كشمير. تم تصنيع أكثر من ثلثي كرات كرة القدم في العالم في مصانع المدينة البالغ عددها 1000، وهذا يشمل كرة "أديداس الرحلة"، وهي الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر التي أنطلقت في شهر نوفمبر.

يعمل حوالي 60 ألف شخص في صناعة كرات القدم في سيالكوت، وهذا الرقم يعادل نحو 8% من إجمالي سكان المدينة. ويعمل هؤلاء غالباً لساعات طويلة ويخيطون أطراف الكرات يدوياً.

اقرأ أيضاً: ماذا بنت قطر لأغلى كأس عالم على الإطلاق؟

سيدة تخيط طرف قطعة لإنتاج كرة قدم داخل مصنع في بلدة سيالكوت الباكستانية التي تعتبر بمثابة عاصمة صناعة كرات القدم في العالم المصدر: بلومبرغ

يتم إنتاج أكثر من 80% من الكرات المصنعة في سيالكوت اعتماداً على الخياطة اليدوية، وهي عملية كثيفة العمالة تجعل الكرة أكثر تحملاً، وتعطيها ثباتاً وحركة إنسيابية أعلى. وعادةً ما تكون الدُرزات أعمق، وبغرز محكمة أكثر من تلك التي تتم خياطتها بالآلات.

في الشركة المصنعة لكرات كرة القدم "أنور خواجة إندستريز" (Anwar Khawaja Industries)، يتقاضى الخياطون نحو 160 روبية (حوالي 0.75 دولار) نظير الكرة الواحدة، حيث تحتاج كل كرة ثلاث ساعات لإكمال تصنيعها. يمكن أن يجني الخياط الواحد حوالي 9600 روبية شهرياً نظير التصنيع بمعدل ثلاث كرات في اليوم. لكن هذا الأجر يعتبر منخفضاً حتى بالنسبة لمنطقة فقيرة مثل سيالكوت، حيث يبلغ الأجر الملائم للمعيشة هناك نحو 20 ألف روبية شهرياً، طبقاً لتقديرات الباحثين.

اقرأ أيضاً: أندية كرة القدم الأوروبية المدعومة عربياً تُنفق 350 مليون دولار لشراء لاعبين

تشكّل النساء الغالبية العظمى من عمال الخياطة. وفي يوم عمل عادي في مصانع "أنور خواجة إندستريز"، قد تقوم النساء بخياطة كرتين، ثم يعدن إلى المنزل لطهي الطعام لأطفالهن، ثم يواصلن عملهن في قرية قريبة في فترة بعد الظهيرة.

سيدة تخيط أطراف قطع لإنتاج كرة قدم داخل مصنع في بلدة سيالكوت الباكستانية التي تعتبر بمثابة عاصمة صناعة كرات القدم في العالم المصدر: بلومبرغ

يعمل الرجال عادة في مراحل تصنيعية مختلفة عن النساء، حيث يجهزون الخامات أو يختبرون الجودة. وقبل تطبيق قوانين العمل في عام 1997، كانت المصانع في سيالكوت توظف الأطفال بدءاً من سن الخامسة جنباً إلى جنب مع والديهم. وفي عام 2016، صنف أحد التقارير حظر عمالة الأطفال باعتباره تهديداً للصناعة في سيالكوت، نظراً "لإقصائه شريحة كاملة من مشروع جيل من العمالة الماهرة"، ما يؤدي إلى نقص مستمر في العمالة.

يضيف العمال مواد لاصقة إلى المادة النسيجية حتى يتم تشكيل جزء من الجلد الصناعي لكرة القدم. يأتي القطن، والبوليستر، والبولي يوريثان، وهي مكونات الجلد الصناعي، من بلدان مختلفة. تُستخدم الخامات القادمة من الصين لصنع الكرات الأرخص، بينما تخصص الخامات القادمة من كوريا الجنوبية للكرات عالية الجودة؛ في حين تُستخدم المكونات القادمة من اليابان لصناعة كرات الدوري الألماني أو البطولات الأوروبية الأخرى.

عمال يتفحصون كرات جديدة داخل مصنع في بلدة سيالكوت الباكستانية التي تعتبر بمثابة عاصمة صناعة كرات القدم في العالم المصدر: بلومبرغ

كرة القدم العادية في مصنع "أنور خواجة" تتكون من 20 شكلاً سداسياً و12 شكلاً خماسياً ترتبط سوياً من خلال 690 دُرزة. رغم ذلك، هناك عدد متزايد من الكرات يتم تجميعها باستخدام الصمغ الساخن، في عملية تُعرف بالترابط الحراري. هذه الكرات ما زالت تحافظ على الجودة المرتفعة بالإضافة إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، لكن تكلفة نقلها أعلى. وبخلاف الكرات المخيطة لا يمكن تفريغها من الهواء أو إصلاحها.

وتخضع كرات القدم المصنوعة لاختبارات دقيقة للتأكد من تلبيتها معايير الفيفا. فعادةً ما يتم إخضاع الكرة لاختبارات للتأكد من استدارتها المثالية المتناسبة للارتداد والتحليق والحركة على أرض الواقع.

يُباع حوالي 40 مليون كرة قدم سنوياً حول العالم، ويُتوقع ارتفاع المبيعات من الكرات خلال فترة كأس العالم.