سوائل زائدة على الجزء العلوي من برميل زيوت التشحيم على النفط. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

يتجه النفط إلى تحقيق أكبر مكسب أسبوعي له خلال شهرين تقريباً، بعدما خففت الصين من قيود كورونا المتشددة، كما درست واشنطن وقف مبيعات الخام من الاحتياطي الاستراتيجي مؤقتاً، فيما عزز ضعف الدولار جاذبية السلع.

استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 81 دولاراً للبرميل بعد تحقيقه مكاسب لأربعة أيام متتالية. ويأتي ارتفاع الأسعار قبل اجتماع رئيسي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المقرر عقده في مطلع الأسبوع والموعد النهائي للاتحاد الأوروبي للاتفاق على تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.

في أكبر بلد مستورد للنفط في العالم، أعلنت بكين سماحها لبعض المصابين بعزل أنفسهم في المنزل، وهو تسهيل آخر لسياسة "صفر كوفيد". بالإضافة إلى ذلك، أكد محافظ "بنك الشعب الصيني" يي غانغ أن البنك المركزي يركز الآن على النمو الاقتصادي في البلاد، ما يساعد في تحسن التوقعات بشأن استهلاك الطاقة.

انتعاش حاد

شهدت أسعار النفط انتعاشاً حاداً هذا الأسبوع بعدما تراجعت إلى أدنى مستوى منذ عام 2021 يوم الإثنين، وسط تحسن توقعات الطلب على الطاقة بسبب التخفيف من سياسة "صفر كوفيد" المتشددة في الصين، عقب الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد. كما كانت هناك أيضاً إشارات واضحة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تُبشر بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، بعدما أشار مقياس لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى اتفاع أقل من التقديرات المتوقعة.

في هذا الإطار، قال نيل بيفريدج، كبير محللي النفط في "سانفورد سي برنشتاين" (Sanford C. Bernstein)، على تلفزيون "بلومبرغ" في هونغ كونغ: "تتجه الصين نحو إعادة فتح البلاد أسرع مما توقعنا في أعقاب الاضطرابات التي شاهدناها" و"إذا باشرت الصين بهذه الخطوة خلال العام المقبل، فإن ذلك سيغير مجرى الأمور حقاً".

قفزة في أسعار كافة السلع الرئيسية بعد تخفيف الصين قيود كورونا جزئياً

أسعار النفط والسلع الأساسية تقفز بعد سقوط صواريخ روسية على بولندا

أسعار عقود النفط الآجلة

· ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يناير بنسبة 0.2% ليُتداول عند 81.35 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية عند الساعة 7:50 صباحاً في لندن.

الأسعار الأكثر نشاطا أعلى بأكثر من 6% هذا الأسبوع.

· ارتفع خام برنت تسليم فبراير بنسبة 0.3% إلى 87.15 دولار للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة (ICE).

توقعات مشرقة

ساهمت دعوات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف المبيعات من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي والسماح بإعادة ملء مخزونات الطوارئ في البلاد إلى تعزيز التوقعات الإيجابية. وفي أسواق العملات، أشار مقياس تتبعه "بلومبرغ" إلى مواصلة الدولار تراجعه، ما يمثل عاملاً آخر داعماً للنفط الخام.

يُرتقب أن يعقد تحالف "أوبك+" اجتماعاً افتراضياً في نهاية هذا الأسبوع لاتخاذ قرار بشأن إمدادات النفط، وهناك توقعات تُشير إلى أن الأعضاء سيحافظون على ثبات الإنتاج. كما يراقب التجار عن كثب التفاصيل حول الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي المشحون بحراً، بقيادة مجموعة الدول السبع، مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من تحديد سقف 60 دولاراً للبرميل قبل الموعد النهائي يوم الإثنين.

ما يزال هذا الحد السعري المحتمل البالغ 60 دولاراً للبرميل "أعلى من المستويات الحالية التي تتلقاها روسيا مقابل نفطها الخام"، كما قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "أي إن جي غروب" (ING Groep) في سنغافورة. "إذا تم الاتفاق على هذا المستوى، فلن يكون له تأثير يذكر على عائدات النفط الروسية في الوقت الحالي".

ارتفعت تكاليف شحن الخام الروسي بشكل كبير، حيث يتجنب المزيد من الشركات المالكة للناقلات التجارية قبل أيام من سريان عقوبات الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة. حيث تحاول الشركات التي ما تزال على استعداد لتحميل الخام الروسي وشحنه فرض أسعار أعلى نظراً لخطورة الأمر.