متعاملون في قاعة تداول بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 3 يناير 2023. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

أغلقت الأسهم الأميركية منخفضة بعد أن أدى تجدد مخاوف السوق بشأن أوضاع البنوك الإقليمية بالولايات المتحدة إلى انخفاض أسهم البنوك، حتى في الوقت الذي ساعدت فيه أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى على دعم معنويات المستثمرين على نطاق واسع.

تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.4% حيث تعمقت مشاكل مصرف "فيرست ريبابليك بنك" يوم الأربعاء. وانخفض سهم البنك الإقليمي الأميركي بنسبة 30% في جلسة متقلبة أخرى بعد أن قيل إنه يواجه احتمال فرض قيود على اقتراضه من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

انخفضت سندات الخزانة بعد مزاد، حيث من المتوقع أن يصوت المشرعون الأميركيون على مشروع قانون سقف الديون في وقت مبكر من المساء.

في الوقت نفسه، قدمت مؤسسة "باك ويست بانكورب" (PacWest Bancorp) بصيصاً من الأمل في أن مشكلة "فيرست ريبابليك بنك" ليست نذيراً بأزمة في القطاع بكامله. وارتفعت أسهمها بنسبة 7.5% وسط مؤشرات على انتعاش حجم الودائع.

جاءت الخسائر في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.6% بعد أن تجاوزت كل من شركة "ألفابت"، المالكة لشركة "غوغل"، وشركة "مايكروسوفت" توقعات أرباح الربع الأول في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

أنهى سهم "ألفابت" التداول دون تغيير يذكر، بينما ارتفع سهم "مايكروسوفت" بنسبة 7.2% ، حتى مع استخدام المملكة المتحدة حق النقض بشكل منفصل ضد استحواذها على "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard).

السلطات البريطانية تعارض استحواذ "مايكروسوفت" على "أكتيفيجن"

وارتفعت أسهم التكنولوجيا بعد ساعات التداول الرسمية يوم الأربعاء بعد الإعلان عن أرباح شركة "ميتا بلاتفورمز" التي تجاوزت تقديرات السوق.

أزمة البنوك وأسعار الفائدة

أثار الاندفاع إلى سحب الودائع في مصرف "فيرست ريبابليك بنك" تساؤلات حول تأثير رفع أسعار الفائدة بنسب عالية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مؤسسات الإقراض الأميركية وما يمكن أن يفعله البنك المركزي لمنع أزمة البنوك من الانتشار.

تكهن بعض اللاعبين في السوق بأن دورة التقشف النقدي قد تنتهي في وقت أقرب مما كان متوقعاً، على الرغم من أن التضخم ما يزال مرتفعاً.

وينتظر أن يصدر مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يسمى بمعامل انكماش نفقات الاستهلاك الشخصي، يوم الجمعة.

ثقة المستهلك الأميركي تتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو

كتب كريشنا جوها، رئيس استراتيجية البنك المركزي في شركة "إيفركور" (Evercore): "حتى هذه اللحظة، يشعر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بارتياح كبير من المؤشرات على احتواء الأزمة الشديدة في قطاع البنوك، ولم يحدث أي توقف مفاجئ فوري للائتمان المصرفي. لم يعد ذلك مضموناً بتلك الدرجة الآن، ولا يمكننا استبعاد احتمال حدوث تطورات في مصرف (فيرست ريبابليك بنك) بطريقة من شأنها أن تدفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى التجاوز عن رفع أسعار الفائدة في مايو مع الإشارة إلى رفعها في يونيو".

أداء ضعيف للأسهم الأوروبية

في أوروبا، انخفض مؤشر الأسهم الإقليمي بنسبة 0.8% وسط أرباح مخيبة للآمال. وتدهور سهم شركة "داسول سيستم" (Dassault Systemes) المنتجة للبرمجيات بعد عجزها عن تحقيق إيرادات توافق تقديرات السوق. وتراجع سهم شركة "إيه إس إم إنترناشيونال" (ASM International) الهولندية لصناعة أدوات الرقائق بعد أن قدمت توقعات مستقبلية ضعيفة لبقية العام. وانخفض سهم شركة "روش هولدينغ" (Roche Holding) حتى مع تجاوز مبيعاتها في الربع الأول توقعات المحللين. وفي الوقت نفسه، فشلت الأرباح التي تجاوزت التقديرات من بنك "ستاندرد تشارترد" وشركة "إس إي بي" (SEB) السويدية في رفع معنويات المستثمرين.

قال جون وودز، رئيس شؤون الاستثمار في آسيا والمحيط الهادئ بمجموعة "كريدي سويس"، على تلفزيون "بلومبرغ": "تركز الأسواق بشكل كبير على جانب من تقارير الأرباح، ولكنها ربما تتجاهل تأثير تباطؤ الاقتصاد الذي يحدث في الوقت الحالي، لا سيما في الولايات المتحدة. أنا أنظر إلى مجموعة كاملة من الإشارات الفنية، والتي يبدو أنها تشير إلى بيئة استثمار تقوم على تجنب المخاطرة".

بالنظر إلى المستقبل، قال توني ويلش من شركة "سيغنيتشور إف دي" (SignatureFD) إنه يتوقع أن تستمر أرباح قطاع التكنولوجيا في تألقها.

وقال: "علينا دائما التفكير في تقييم السوق مقارنة بالتوقعات. طوال الربع الأول من العام، بدأت السوق في تقييم الأسهم والمراهنة عليها، حسنا، الأمور ليست سيئة بالنسبة لشركات التكنولوجيا الكبيرة كما كنا نعتقد. فسوف تستطيع الحفاظ على هوامش الربح بشكل أفضل مما نعتقد. أشك أنك سوف ترى معدلاً جيداً في تجاوز التقديرات بين هذه الأسهم".

على صعيد الأسواق الأخرى، انخفضت أسعار النفط، وتراجع الذهب، وقلصت عملة "بتكوين" تقدمها.