المُضاربون على الليرة التركية يستجدون رفع سعر الفائدة

مدخل شارع بشكتاش في أسطنبول حيث تبدو المحال مغلقة بسبب القيود المفروضة لمجابهة انتشار جائحة كورونا
مدخل شارع بشكتاش في أسطنبول حيث تبدو المحال مغلقة بسبب القيود المفروضة لمجابهة انتشار جائحة كورونا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى تقهقر سعر صرف الليرة التركية بأشد وتيرة بين عملات الأسواق الناشئة.

ومع انعقاد اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي لتحديد مسار الفائدة يوم الخميس، يرى المضاربون على ارتفاع الليرة في ذلك سبباً للتفاؤل.

اهتزاز الجاذبية

انخفضت الليرة التركية بأكثر من 8% منذ منتصف فبراير، ويترقب مديرو الاستثمار، مثل بول غرير من "فيدليتي انترناشيونال" (Fidelity International)، أن يُقدِم محافظ البنك المركزي ناجي إقبال على رفع أسعار الفائدة ووقف هبوط الليرة، مما يعزز جاذبيتها، كونها إحدى العملات ذات العوائد الأعلى في الدول النامية.

ويرى غرير، الذي يراهن بقوة على صعود الليرة، أنه "طالما أن العملة التركية تُقدم عائداً إيجابياً حقيقياً، فسيستمر المستثمرون بالانجذاب إليها".

وبافتراض رفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع التوقعات، ووجود حركة سعرية منظمة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية والأسواق الناشئة، يتوقع غرير "عودة بعض الأموال إلى الليرة مرة أخرى وفق المستويات الحالية".

طريق شبه مسدود

ارتفعت العملة التركية بعدما أجرى الرئيس رجب طيب أردوغان تعديلات على فريقه الاقتصادي في 2020، لكنها وصلت إلى طريق مسدود منتصف فبراير 2021، ما أثار دعوات للبنك المركزي لدعم السوق عن طريق رفع أسعار الفائدة.

ومع صعود التضخم بمعدل أسرع من المتوقع الشهر الماضي، يُرتقب أن يرفع المركزي التركي معدل إعادة الشراء لمدة أسبوع بواقع 100 نقطة أساس (1%) إلى 18% في اجتماعه اليوم الخميس.

ومنذ تعيينه بمنصب محافظ البنك المركزي التركي، رفع إقبال سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 675 نقطة أساس (6.75%)، مما أسعد المستثمرين بالعودة إلى سياسة أكثر تشدداً، وساهم بأن تكون الليرة أفضل عملة بالنسبة لتجارة الفائدة هذا العام، بعد "الروبل" الروسي.

صعود مُتوقّع

يَعتبر هانز غوستافسون، من "سويدبنك"، أن رفع أسعار الفائدة "سيعطي المزيد من الأدلة على أن تركيا غيّرت مسارها، وأنها جادة بإعادة التوازن لاقتصادها"، متوقعاً أن يصعد سعر صرف العملة التركية نحو 15% إلى 6.50 ليرة لكل دولار أمريكي بحلول نهاية العام.

وتولى إقبال منصبه بقيادة المركزي التركي في نوفمبر 2020، بعد أن أقال أردوغان سلفه في عملية إصلاح شهدت أيضاً استقالة وزير الخزانة بيرات البيرق - صهر الرئيس.

وتعرض البيرق لانتقادات من أحزاب المعارضة لسوء إدارة الاقتصاد، واستعادت الليرة نحو 25% من أدنى مستوياتها على الإطلاق، مع تعهد إقبال بالعودة إلى السياسة التقليدية.

ويتوقع هنريك غولبرغ، خبير الاقتصاد في "كوكس بارتنرز" (Coex Partners Ltd) بلندن، أن العملة التركية ستعود في النهاية إلى مستويات أفضل من 6.9 ليرة لكل دولار، مُعتبراً أن الارتفاع في عوائد السندات الأمريكية الذي أضر بالرغبة في المخاطرة سيتلاشى.

ويؤكد أن ارتفاع العوائد الحقيقية في الولايات المتحدة ليس مستداماً. وفي نهاية المطاف، ستعاود العملات الحساسة للمخاطر مثل الليرة التركية الصعود".