توزيعات "أرامكو" السعودية تنجو من انخفاض النفط وتراجع الإيرادات

مستثمر يراقب التداول على سهم أرامكو
مستثمر يراقب التداول على سهم أرامكو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

نجت توزيعات أرباح شركة أرامكو السعودية، البالغة 75 مليار دولار عن عام 2020، من أكبر الاضطرابات التي شهدتها أسواق النفط منذ عقود، حيث تسببت جائحة كورونا وحرب الأسعار في انخفاضٍ تاريخي لسعر النفط الخام.

وستدفع "أرامكو" عملاق النفط السعودي، توزيعات الأرباح التي هي الأكبر بين أي شركة مدرجة في العالم، ومعظمها يذهب إلى الحكومة السعودية لعام 2020 رغم تراجع الأرباح والعائدات.

وتُعدُّ هذه التوزيعات المصدر الرئيسي للنقد في المملكة العربية السعودية، التي تضرر اقتصادها بعد أن ضربت الجائحة أسواق الطاقة وأدّت لإغلاق أعمال معظم الشركات المحلية.

وتعرّضت أكبر شركة نفط في العالم لمزيد من الديون في الأشهر الاثني عشر الماضية للحفاظ على توزيعات الأرباح في مواجهة التدفقات النقدية المتضائلة، رغم أن نسبة المديونية لدى أرامكو لا تزال أقل من تلك العائدة لشركات مثل "رويال دتش شل" (Royal Dutch Shell Plc).

وبلغ صافي أرباح أرامكو للعام الماضي 183.76 مليار ريال، وهو أفضل بقليل من توقعات المحللين، وبانخفاض قدره 44% عن عام 2019، كما انخفض التدفق النقدي الحر بنسبة 40% تقريباً إلى 49 مليار دولار، وهو أقل بكثير من مستوى توزيعات الأرباح (الدولار يعادل 3.75 ريال).

وقفزت نسبة المديونية، وهو مقياس لصافي الدين إلى حقوق الملكية، من سالب 5% في مارس إلى 22% في سبتمبر، وهي نسبة فوق مستهدف الشركة التي لا يتجاوز 15%. وارتفعت بشكل طفيف في الربع الرابع، بحسب نائب الرئيس للشؤون المالية والاستراتيجية خالد الدباغ، علماً أن الشركة ستصدر الأرقام الكاملة للفترة يوم الإثنين.

وقالت "أرامكو" |إن توزيعات الأرباح لن تزيد عن 75 مليار دولار هذا العام، متوقعة أن تبلغ النفقات الرأسمالية 35 مليار دولار، بانخفاض عن التوجيهات السابقة البالغة 45 مليار دولار، الأمر الذي يشير إلى أنها لا تزال حذرة بشأن أسواق النفط، رغم طرح لقاحات فيروس كورونا، وارتفاع أسعار النفط بنسبة 25% منذ نهاية ديسمبر إلى حوالي 65 دولاراً للبرميل، كما لا تزال التوقعات الجديدة أعلى من إنفاق "أرامكو" الاستثماري البالغ 27 مليار دولار في 2020.

آسيا مزدهرة

وترى أرامكو، مقرها الظهران في شرق المملكة العربية السعودية، أن استهلاك الطاقة يتحسن في بعض المناطق - بما في ذلك سوقها الرئيسية في آسيا - مع تعافي الاقتصاد العالمي.

وصرح الرئيس التنفيذي للشركة أمين ناصر للصحفيين اليوم الأحد: "نحن متفائلون للغاية عام 2021 من حيث نمو الطلب، خاصة في النصف الثاني من العام. وقد استجابت الأسعار حتى الآن للانتعاش الاقتصادي الذي نشهده. لكننا بحاجة لأن نكون حذرين، وعلينا مقارنة كل شيء بعام 2020 ".

وأضاف أن استخدام النفط العالمي سيعود تقريباً إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، حيث سيرتفع إلى 99 مليون برميل يومياً بنهاية العام الحالي. وذلك بالمقارنة مع الاستهلاك حالياً بمعدل يبلغ 95 مليون برميل يومياً.

وأشار ناصر إلى أن الطلب من الصين والهند منتعش بشكل خاص. معتبراً أنه في حين أن التعافي أبطأ في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أنه يجب أن يتسارع مع إعطاء لقاح كورونا لمزيد من الناس.

وانخفض متوسط إنتاج أرامكو من النفط الخام إلى 9.2 مليون برميل يومياً خلال عام 2020، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011. ويرجع ذلك إلى تخفيضات الإنتاج التي أقرّها تحالف أوبك+، والذي تتولّى قياداته بشكل مشترك السعودية وروسيا، في شهر مايو 2020 لدعم الأسعار. وشنّت الرياض حرب أسعار قصيرة مع موسكو قبل ذلك، حيث قامت بضخّ النفط بمستويات قياسية ما تسبب في انهيار الأسعار.

مليار دولار 2020 2019
الأرباح الصافية 49 88
الإيرادات 205 295
الأرباح التشغيلية 102 179
التدفق النقدي الحر 49 78


وفي حين أن تخفيضات أوبك+ من المقرر أن تنتهي في أبريل من العام المقبل، فإن أرامكو "تتقدم بشكل جيد للغاية" بالنسبة لخطة زيادة الطاقة الإنتاجية اليومية إلى 13 مليون برميل من 12 مليون برميل، بحسب ناصر

وأغلق سهم أرامكو تعاملات اليوم الأحد مرتفعا بنسبة 0.57% إلى سعر 35.40 ريالاً، رافعاً مكاسب هذا العام إلى 1.1%. وأُدرجت الشركة في بورصة الرياض أواخر عام 2019، وتعهد المسؤولون التنفيذيون بدفع 75 مليار دولار كتوزيعات أرباح سنوية للأعوام العديدة المقبلة. ورغم أن الحكومة السعودية قامت بطرح 2% فقط من أسهم الشركة للاكتتاب العام، فإن قيمتها السوقية البالغة 1.9 تريليون دولار تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد شركة "آبل".

هجمات الطائرات بدون طيار

ويتزايد قلق المستثمرين بشأن ازدياد هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على منشآت أرامكو، والتي أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن معظمها، لكن المسؤولين السعوديين يقولون بأن إيران تقف وراء هذه الهجمات.

وصباح الجمعة الماضي، تعرضت مصفاة أرامكو في العاصمة الرياض، والتي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يومياً، لهجوم بالصواريخ. وجاء ذلك في أعقاب اعتداءات مماثلة على محطة تصدير رأس تنورة التابعة للشركة ومستودع وقود في جدة في وقت سابق من الشهر.

ومع أن الهجمات هذا العام لم تتسبب بأضرار جسيمة، لكنها تؤشر إلى تفاقم التوترات بين المملكة والحوثيين. وتحاول الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية - اللتان تدعمان حكومة اليمن المعترف بها من الأمم المتحدة - إقناع الحوثيين المدعومين من إيران بالتوصل لوقف إطلاق النار.

ويؤكد رئيس أرامكو: "إننا نواصل تعزيز وحماية منشآتنا. في كل مرة نتعرض فيها لهجوم، نُظهر للعالم مدى استعدادنا وسرعة تجاوبنا. ونحن قادرون في ظل أي سيناريو على إعادة تشغيل أحد المرافق، وضمان سلامة وأمن موظفينا، وضمان عملية التوريد لعملائنا".

وأظهرت نتائج أعمال شركة الزيت العربية السعودیة "أرامكو السعودیة" انخفاض صافي أرباح الشركة عن عام 2020 بنسبة بلغت 44.4% لتصل إلى 183.7 مليار ريال، مقابل 330.7 مليار ريال في عام 2019، وفقاً لبيان على موقع الأسهم السعودية "تداول" اليوم الأحد (الدولار يعادل 3.75 ريال).

وعزَت الشركة في بيانها، انخفاض صافي الربح خلال العام الماضي 2020، مقارنة بالعام الأسبق، بشكل أساسي إلى تراجع أسعار النفط الخام وتقلُّص حجم مبيعاته، وأيضاً تدنّي هوامش الأرباح في أعمال التكرير والكيميائيات.

وأعلنت "أرامكو" السعودية في بيان منفصل على موقع "تداول"، توزيع أرباح نقدية للمساهمين بقيمة 70.33 مليار ريال عن الربع الرابع من عام 2020، إذ تبلغ حصة السهم من التوزيع 0.3518 ريال، وهي نفس القيمة التي وزّعتها الشركة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، ليصل إجمالي توزيعات الشركة للعام بأكمله إلى 281 مليار ريال.

وسيكون تاريخ الأحقية لهذه التوزيعات هو 22 مارس الجاري، على أن تكون الأحقية للمساهمين المالكين للأسهم يوم الاستحقاق المقيدين في سجل مساهمي المصدر لدى مركز الإيداع في نهاية ثاني يوم تداول يلي تاريخ الاستحقاق.