أسعار النفط تستأنف الصعود مع استمرار أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس

ومن المرجح أن يكون التأثير على سوق النفط من الانسداد بقناة السويس ضعيفاً، مع انخفاض تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا بسبب إعادة تنظيم التجارة على المدى الطويل.
ومن المرجح أن يكون التأثير على سوق النفط من الانسداد بقناة السويس ضعيفاً، مع انخفاض تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا بسبب إعادة تنظيم التجارة على المدى الطويل. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استأنفت أسعار النفط مكاسبها إذ يقيِّم المستثمرون تداعيات جنوح سفينة الحاويات الضخمة العالقة في قناة السويس بعد أيام قليلة متقلبة شهدت تأرجحاً حاداً في الأسعار حول 60 دولاراً للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 2% يوم الجمعة بعدانخفاضها بنسبة 4.3% في الجلسة السابقة.

وأدى انسداد وتوقف الملاحة في قناة السويس إلى ارتفاع أسعار الشحن وازدحام السفن التي تنتظر المرور عبرالشريان الحيوي، مع توقعات باستمرار الجهود المبذولة لتحريك سفينة الحاويات "ايفر غيفن" حتى يوم الأربعاء على الأقل.

ويؤدي التأخير في تحريك السفينة إلى إجبار مالكي السفن (شركات الشحن) والمستثمرين على التفكير في طريق بديل مكلف حول أفريقيا (طريق رأس الرجاء الصالح).

ومن المرتقب أن تنخفض أسعار البترول للأسبوع الثالث، في أطول سلسلة من الخسائر منذ أبريل، وسط توقعات بهبوط الطلب على المدى القريب.

وتتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة مجدداً، وجددت بعض الدول الأوروبية عمليات الإغلاق، ما يمثل انتكاسة للتعافي.

انسداد قناة السويس

ومن المرجح أن يكون التأثير على سوق النفط من الانسداد بقناة السويس ضعيفاً، مع انخفاض تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا بسبب إعادة تنظيم التجارة على المدى الطويل.

وفي حين يجري شحن الكثير من النفط من بحر الشمال إلى آسيا، فإنه عادة مايتم تحميله على ناقلات أكبر حجماً ولا تمر عبر القناة.

وهناك أيضاً إمدادات وفيرة من المنتجات النفطية بجميع أنحاء المنطقة، إذ تتوافر المخزونات في المركز الرئيسي بسنغافورة ما يكفي لنحو خمس سنوات.

وقال ستيفن إينيس، خبير استراتيجي السوق العالمية في "أكسي" (Axi): "هناك الكثير من التقلبات في السوق حالياً.. التأخير في إعادة فتح قناة السويس يمكن أن يضيف القليل من الدعم (رفع الأسعار)، لكن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، سيحدّ من الاتجاه الصعودي".

الأسعار

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 1.15 دولار إلى 59.71 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية عند الساعة 7:47 صباحاً بتوقيت لندن، ولكنه لا زال منخفضاً بنسبة 2.8% خلال الأسبوع.

وارتفعت أسعار خام برنت تسليم مايو بنسبة 1.7% إلى 63 دولاراً في بورصة أوروبا للعقود الآجلة (آي سي إي) بعد انخفاضها بنسبة 3.8% في الجلسة السابقة.

وارتفع التقلب في سوق النفط مؤخراً إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2020، وانقلب الفارق السعري الفوري لخام برنت العالمي لفترة وجيزة إلى ما يعرف بـالـ"كوانتانغو" (contango) يوم الثلاثاء، والذي يعني ارتفاع أسعار العقود المستقبلية عن الأسعار الفورية. ولكنه ما لبث أن عاد ليستأنف اتجاهه الصعودي بما يعرف بالـ"باكواردايشن" (backwardation)؛ حيث عندما تكون الأسعار الفورية أعلى من المستقبلية.

وجرى بيع النفط بأسعار منخفضة في الأسابيع الأخيرة وسط تراجع الطلب، وارتفاع الدولار، وتصفية المراكز الاستثمارية لفترة طويلة.

وعلى الرغم من الانخفاضات الأخيرة، لاتزال الأسعار مرتفعة بأكثر من 20% حتى الآن منذ بداية 2021. وهناك ثقة في التوقعات على المدى الطويل مع ارتفاع معدلات التطعيم لمواجهة كورونا وإبقاء تحالف "أوبك+" الإمدادات تحت السيطرة. ومن المقرر أن يجتمع التحالف في الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لشهر مايو.