أداء بورصة الكويت لا يعكس ترقيتها المرتقبة لمؤشر MSCI

قاعة تداول بورصة الكويت
قاعة تداول بورصة الكويت المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في الوقت الذي تتجه فيه مؤسسة MSCI للإعلان الرسمي غداً عن ترقية بورصة الكويت، وإضافتها لمؤشر الأسواق الناشئة، تشهد الأسهم الكويتية حالة من فقدان الزخم لاتعكس حالة تلك الترقية.

وتدخل هذا الشهر شركات كويتية ضمن المؤشر القياسي لأسهم الأسواق الناشئة الذي تعده شركة "مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" ("أم إس سي آي MSCI). وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعوبة إدراك ذلك عند مراقبة أداء مؤشر الأسهم المحلية الرئيسي الذي أخفق في تحقيق ارتفاع على النحو المعتاد قبل الوصول إلى مثل هذه المكانة.

ترقب الإعلان الرسمي

من المقرر أن تعلن "أم إس سي آي" عن مراجعتها نصف السنوية لمؤشرها في 10 نوفمبر، لتكشف عن إضافة أسهم كويتية إلى مؤشر" MSCI للأسواق الناشئة" الذي يتابعه مديرو الصناديق على نطاق واسع. وقد جرى تأجيل انضمام الدولة الخليجية، الذي كان متوقعاً في البداية في مايو، بسبب الصعوبات المرتبطة بتفشي فيروس كورونا.

وجرت العادة أن يندفع المستثمرون لشراء الأسهم في الأسواق التي سيتم ترقيتها حديثاً في اللحظة التي يتم فيها الإعلان عن الترقية المنتظرة، للحصول على بداية مبكرة لتدفق الأموال من صناديق الاستثمار المسماة "الصناديق الخاملة" المتعقبة لهذا النوع من الصفقات ،فتجري الأمور على هذا المنوال كما حدث مع دول أخرى في المنطقة، مثل الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وقطر.

لكن القيود الناجمة عن فيروس كورونا، وتراجع أسعار النفط مع انخفاض الطلب العالمي، والضربة التي تعرض لها الاقتصاد الكويتي قد ثبط سوق الأسهم. وانخفض مؤشر السوق الأول الكويتي، بنسبة 13 بالمئة منذ بداية العام، متراجعاً لمستوى أقل مما كان عليه قبل إعلان شركة "أم إس سي آي" أول مرة عن نيتها ترقية أسهم الكويت.

صعوبة توقع الاتجاه:

وقال "إم آر راغو"، نائب الرئيس التنفيذي في "مارمور مينا إنتليجنس Marmore Mena Intelligence. ": " بالنظر إلى الشكوك حول وتيرة التعافي للاقتصادات المحلية والعالمية جراء كوفيد-19، ، سيكون من الصعب توقع اتجاه السوق بعد علمية الإدراج في مؤشر " أم إس سي أي "الأسواق الناشئة MSCI EM". وتابع: "إنه من الملاحظ عادة حدوث عمليات جني للأرباح بعد ترقية المؤشر، إذ يميل السوق إلى الارتفاع في أعقاب النشوة المحيطة بإدراج المؤشر."

ومما يفاقم المعضلة، تلك التقييمات المرتفعة للأسهم المحلية ،فيتم تداول المؤشر الكويتي بمضاعفات أعلى من مجموعة الأسواق الناشئة عند مقارنة السعر بالأرباح المقدرة في العام المقبل، مما يجعلها أقل جاذبية للمستثمرين النشطين الذين لا يتعقبون بالضرورة المؤشرات.

وقال "صلاح شما"، رئيس الاستثمار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في شركة فرانكلين تمبلتون لأسواق المال في الأسواق الناشئة Franklin Templeton Emerging Markets Equity": "لقد كان للآثار بعيدة المدى لوباء كوفيد -19 تأثير سلبي حقيقي على توقعات أرباح السوق". وتابع: "تزامن ذلك مع التقييمات المرتفعة ،فقد أعد المستثمرون أنفسهم لإدراج السوق الكويتي في مؤشر الأسواق الناشئة الأوسع."

يتوقع "شما" أن تهبط التقييمات علي نحو كبير من أعلى مستوياتها الحالية مع عودة الأرباح إلى طبيعتها في عام 2021 وتراجع المضاربة على الأسهم حديثة الإدراج. وأضاف : "سنستمر في التعامل الانتقائي في الكويت ،ونفضل الشركات المرنة التي لديها ميزانيات ومرونة للتكيف مع العالم الجديد بعد كوفيد -19."

تدفقات متوقعة بقيمة 2.9 مليار دولار :

من المؤكد أن الأسهم الكويتية تتداول عند مستويات مرتفعة منذ الترقية السابقة من قبل " فوتسي رسل FTSE Russell" في عام 2017 ، وكانت الأفضل أداءً في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الماضي. وتتوقع شركة "كامكو للاستثمار Kamco Investment Co. " تدفقات بنحو 2.9 مليار دولار من المستثمرين المتعقبين لصفقات الإدراج بعد التنفيذ الكامل للترقية، وهي قيمة أقل من التوقعات الأولية البالغة 3.1 مليار دولار.

وقال (جنيد أنصاري) نائب الرئيس لاستراتيجية الاستثمار والبحوث في كامكو، في رسالة منه : "يجري تداول أسهم بورصة الكويت حالياً عند مستويات أوائل 2019 ، وهي الفترة السابقة على تأكيد الترقية للأسواق الناشئة من قبل شركة " إم إس سي أي MSCI". وتابع: "قد يؤدي هذا إلى ارتفاع كبير في السوق ككل."

ومع ذلك ، فإن جائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الاقتصاد الكويتي، وربحية الشركات، يمثلان المخاطر الرئيسية على المدى القريب بحسب رسالة "أنصاري".