كيف تسبب "صناديق المكاسب" مخاوف من القمار في ألعاب الفيديو؟

ماذا في الصندوق؟
ماذا في الصندوق؟ المصدر: بليزارد إنترتينمنت (Blizzard Entertainment)
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فتحت ما تُسمى بصناديق المكاسب (Loot Boxes) شهية محبي ألعاب الفيديو، للحصول على نقاط أكثر، والوصول إلى مراحل متقدمة وأكثر إثارة من اللعبة دون عناء، عبر دفع المال دون انتظار، مثلما كان يحدث في الماضي.

ويجرى الاستعانة بصناديق المكاسب "الافتراضية" لما تملكه من عملات وأسلحة أفضل، وسيارات أسرع، وغيرها من الأدوات التي تمنح تفوقًا في اللعبة، إلا أنه مع ازدياد شعبيتها، تصاعد الخلاف حول كونها غير منصفة لأنها تعطي أفضلية تنافسية للاعبين الأغنى.

ويؤمن رافضو "صناديق المكاسب" بأنها أحد أشكال القمار، لأن اللاعبين لا يعرفون ما تحتويه عند شرائها أحيانًا، ما دفع المنظمين إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق مطوري الألعاب.

ما هي صناديق المكاسب؟

تتعدد أشكال "صناديق المكاسب" فمنها بطاقات لعب، أو صناديق "كنوز"، أو حتى دمية على شكل حيوان اللاما كما هو الحال في لعبة (Fortnite) مثلًا، التي تعتمد على إطلاق النار، وتتبع شركة "إبيك غايمز" (Epic Games Inc)، نمطا في معظم ألعابها، فكلما زاد سعر الصندوق، كانت المكاسب أفضل.

وتستخدم بعض الألعاب، مثل (Words With Friends)، صناديق المكاسب كمكافآت عند الدخول إلى اللعبة يوميًا، ويمكن الفوز ببعض من الصناديق مجانًا، لكن يظل شراء معظمها بمقابل مالي أمرًا حقيقيًا، وهذا هو الجانب المثير للقلق، خاصة عندما يكون المشترون أطفالًا.

إذًا.. فما المخاوف؟

في لعبة الورق المجانية المشهورة (South Park: Phone Destroyer) مثلًا، يجمع اللاعبون بطاقات مستوحاة من شخصيات المسلسل الذي تنتجه "كوميدي سينترال" (Comedy Central)، ويستخدمون مجموعة البطاقات التي معهم لمنافسة أشخاص آخرين على هواتفهم الذكية.

وتسمح اللعبة للمشاركين فيها بالحصول على مجموعة بطاقات مجانية كل أربع ساعات، لكن الشركة الناشرة "يوبي سوفت إنترتينمنت إس إيه" (Ubisoft Entertainment SA) تبيع مجموعات مميزة أخرى من البطاقات تحتوي على عدد أكبر من الشخصيات الحصرية، لتصبح أكثر قوة.



ويرى كثيرون أن هذه العملية الشائعة في عالم الألعاب مقلقةٌ بطبيعتها، لأنه من النادر أن تحدد الصناديق نوع المكاسب المتوفرة بداخلها، بما يمثل مقامرة لأن عملية الشراء قد تعطي اللاعب ما يريده أو لا، إضافة إلى ذلك، الأسعار المُحددة من قبل الشركات الناشرة تُشجّع إنفاق أموال أكثر، وهذا بدوره يشجّع اللاعبين على شراء عدد كبير من الصناديق بحثًا عن جائزة ما.

صناديق غير قانونية

أمام ذلك، أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، في نوفمبر 2018 أنها تحقق في استخدام صناديق المكاسب، إذ أصدرت بلجيكا حكمًا يقضي بأن هذه الصناديق تمثل شكلًا غير قانوني من القمار للأطفال والبالغين على حد سواء، ما دفع بعض الشركات الناشرة للتوقف عن بيع ألعابها هناك.

كما حظرت هولندا هذه الألعاب، وهددت الشركات الناشرة بفرض غرامات كبيرة عليها وملاحقتها قضائيًا. بينما قالت لجنة تنظيم المقامرة البريطانية (Gambling Commission) في سبتمبر 2018 إنها تعاونت مع أكثر من عشر لجان منظمة لألعاب القمار من جميع أنحاء أوروبا لدراسة هذه المخاوف.

علاوة على ذلك، تعهدت هذه الدول في إعلان مشترك بأنها ستبحث في "المحتويات المرتبطة بلعب القمار" في ألعاب الفيديو وستجري "حوارًا بنّاءً" مع مطوريها.

النتيجة المتوقعة

وأمام ذلك، توقفت الشركات الناشرة عن استخدام "صناديق المكاسب" في مناطق معينة على المدى القصير، إلى أن تتّضح الجوانب القانونية، أما الاحتمال الآخر فسيكون أن تكشف الشركات الناشرة عن محتويات صندوق المكاسب قبل بيعه، وهذا هو الأسلوب الذي يعتمده مطورو لعبة "فورتنايت" مثلًا.

ويُتوقع أن تفصح الشركات عما يحتويه كل صندوق قبل عملية البيع، كي يعرف المشترون ما الذي يشترونه، لكن يبقى اختفاء الصناديق بشكل كامل أمر مستبعد، لكونها تشكل جزءًا هامًا من أرباح قطاع الألعاب.

ويبرهن نجاح "فورتنايت" على أن هذا النموذج التجاري ناجح؛ فاللعبة نفسها مجانية، لكن "إبيك غايمز" (Epic Games) تجني مئات الملايين من الدولارات عن طريق بيع الاشتراكات والإضافات والملحقات لقاعدة لاعبيها البالغة 200 مليون لاعب.