المتداولون الأفراد يرون فقاعة بأسواق الأسهم.. لماذا لا ينسحبون؟

الأفراد يدفعون الأسواق للمزيد من تضخم الأسعار.
الأفراد يدفعون الأسواق للمزيد من تضخم الأسعار. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يرى المستثمرون الأفراد في الأسهم أن السوق في حالة فقاعة، وفقاً لدراسة مسحية، ومع ذلك، لا يريدون تفويتها.

ووجد استطلاع رأي أجرته شركة "إي تريد فاينانشال" (E*Trade Financial) أن ثلاثة أرباع المستثمرين الأفراد يعتقدون أن السوق في حالة فقاعة "كاملة أو إلى حد ما"، بزيادة نسبتها 3% عن استطلاع الرأي الفصلي السابق، وفي نفس الوقت، ازدادت المعنويات المتفائلة إلى مستويات ما قبل الوباء إلى 61%.

وقال مايك ليوينغارت، مدير استراتيجية الاستثمار في الشركة: "ازداد التفاؤل مع صعود السوق إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، وازدياد توزيع الأمصال، واستمرار تدابير التحفيز، وارتفاع تقديرات الأرباح".

وتتمتع الأسهم بموجة صعود منذ أكثر من عام، ورغم انطلاق صافرات الإنذار من فقاعة أغلب الوقت، دفعت أحدث سلسلة صعود التقييمات لمستويات غير مشهودة منذ عصر فقاعة الدوت الكوم، وفي ظل ارتفاع عائدات السندات، تزايدت الأصوات المحذّرة لدرجة أن المستثمرين الأفراد بدؤوا ينتبهون، ولكن أغلبهم يتجاهلها - مثلما فعلوا عندما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 83% من أدنى مستوى وصل إليه أثناء الوباء - ويراهنون على استمرار جني المكاسب طالما أن الحكومة تواصل الإنفاق، ويبقي الاحتياطي الفيدرالي على السياسة الميسرة.

وواصل المستثمرون الأفراد الشراء في الوقت الذي تجنب فيه المحترفون السوق، وراهنوا مبكراً على الأسهم التي تستفيد من العودة للنشاط الاقتصادي الطبيعي، وخلال الاثني عشر شهراً الماضية، ضخوا ما متوسطه 1.2 مليار دولار في الأسهم يومياً، وفقاً لبيانات "فانداتراك" (VandaTrack).

التفاؤل يرتفع لدى الأفراد

ويعتقد البعض أن الشراء الذي لا هوادة فيه من قبل المستثمرين الأفراد يعزز المخاوف من أن هذه الفئة تستعد للانسحاب، ما يهدد بمخاطر في السوق الأوسع، وارتفعت مخصصات الأسر الأمريكية للأسهم بنسبة 40% في أبريل، متجاوزة ذروة الدوت كوم، ووصلت لأعلى مستوى مشهود منذ أوائل خمسينات القرن الماضي، وفقاً لأحد تقديرات "جى بي مورغان تشيس آند كو".

وخلال أوقات مختلفة من العام الماضي، أثارت نوبات الشراء من قبل المستثمرين الأفراد مخاوف المحترفين الذين حذروا من أن مشاركتهم، المشابهة لأوائل الألفية الجديدة، تشير إلى حماسة مفرطة، ومع ذلك لم يتوقف الأفراد عن الشراء بعد، وكانوا صافي مشترين لسهم "بنك أوف أمريكا كورب" للأسبوع السادس على التوالي، وفقاً لأحدث بيانات البنك بشأن صناديق العملاء، وهو ما يتناقض مع سلوك المستثمرين المخضرمين الذين استفادوا من المكاسب لبيع ممتلكاتهم.

وأجرت "إي تريد" استطلاعها على حوالي 1000 من المستثمرين الأفراد يديرون 10 آلاف دولار على الأقل في حسابه للتداول على الإنترنت، كما أظهر البحث أيضاً أن نصفهم تقريباً يعتقدون أن الاقتصاد في وضع أفضل بزيادة نسبتها 15% عن نتائج الاستطلاع السابق، ورغم أن المخاوف المرتبطة بالفيروس تراجعت وسط توزيع الأمصال حالياً، فقد ارتفعت مخاوف التقلبات السوقية، وتصنّف الآن كأكبر تهديد لمحافظ المستثمرين، وفق الاستطلاع.

ويرى ماكس غوخمان، مدير تخصيص الأصول في "باسيفيك لايف فاند أدفيزرز"(Pacific Life Fund Advisors)، أن مواصلة المستثمرين الأفراد لعب دور كبير في الأسواق تعتمد على ما يحدث عندما يكون هناك تراجع كبير.

وقال، مشيراً إلى الجملة الشهيرة التي تصف التفاؤل بصعود السوق: "ماذا سيحدث عندما لا يكون هناك وقود كاف لدفع المركبة الصاروخية إلى القمر؟ قد يدرك حشد الأيادي الماسية (وصف للمستثمرين الأفراد) أنهم دفعوا الكثير جداً مقابل أحجار الزركونيا عديمة القيمة.. وبقائهم في السوق بعد ذلك من عدمه سيحدد تأثيرهم طويل الأجل على الأسواق".