"القابضة" الإماراتية تستحوذ على 45% من أسهم "لويس دريفوس"

لويس دريفوس
لويس دريفوس بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت شركة "القابضة"، ومقرها أبو ظبي، اليوم توقيع اتفاقية استحواذ غير مباشر على 45 في المئة من أسهم شركة" لويس دريفوس"، إحدى أكبر الشركات العالمية العاملة في قطاع تجارة السلع الزراعية ومعالجتها.

وقال بيان صدر الأربعاء على الموقع الإلكتروني للشركة "القابضة"، إنه "في إطار هذه الصفقة، وقعت كذلك (لويس دريفوس) على اتفاقية توريد تجارية طويلة المدى مع (القابضة) لبيع سلع زراعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لكن البيان لم يعلن عن قيمة الصفقة بعد.

وتُعَدّ شركة "لويس دريفوس" إحدى أكبر الشركات التجارية العالمية في قطاع السلع الزراعية، إذ تقدّم خدمات التوريد والمعالجة والتخزين والنقل والتجارة على مستوى العالم، بفضل محفظة أعمالها المتنوعة وحضورها العالمي.

وحقّقَت الشركة خلال النصف الأول من عام 2020 صافي مبيعات بقيمة 16.3 مليار دولار قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك الناتجة من عملياتها المتواصلة بقيمة 634 مليون دولار.

800 مليون دولار استثمارات

وأشار البيان إلى أن هذه الصفقة ستُستثمر كجزء من العائدات التي تبلغ 800 مليون دولار كحد أدنى في "لويس دريفوس"، لدعم خطة عمل الشركة واستراتيجيتها على المدى الطويل، بما في ذلك تسريع الاستثمارات الاستراتيجية عبر سلسلة القيمة.

وقال محمد حسن السويدي، الرئيس التنفيذي لـ"القابضة": "يُعَدّ قطاع الأغذية والزراعة قطاعاً أساسياً وجاذباً للاستثمارات بالنسبة إلى (القابضة)، بما يحقق العوائد المالية، ويعزز منظومة القطاع الاقتصادي محلياً".

وأوضح أن الاستثمار في شركة "لويس دريفوس" يمثّل فرصة استثمارية استراتيجية للقابضة، لأن المحفظة المتنوعة من السلع الزراعية، واتساع نطاق أعمال شركة "لويس دريفوس" عالمياً، سيسهم في تسريع التقدم الذي حدث بالفعل خلال هذا العام على مستوى توسيع محفظة أعمالنا في قطاع الأغذية والزراعة.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن المليارديرة مارغريتا لويس-دريفوس، وافقت على بيع حصة غير مباشرة بنسبة 45% في شركة تداول السلع الزراعية "لويس-دريفوس كو" (Louis Dreyfus Co - LDC) إلى شركة (القابضة)، إحدى الأذرع الاستثمارية لحكومة أبو ظبي، بما يفتح الشركة العائلية العريقة للملكية الأجنبية لأول مرة في تاريخها.

حاجة ماسَّة إلى السيولة

وستمنح الصفقة لويس-دريفوس، التي تسيطر على أكثر من 96% من الشركة القابضة التي تمتلك "LDC"، النقدية التي تحتاج إليها بشدة مقابل التخلي عن نحو نصف الأعمال العائلية.

وكانت المليارديرة تأخذ توزيعات أرباح كبيرة على مدار السنوات الماضية للمساعدة على تسديد مليار دولار اقترضتهم لشراء حصص أعضاء آخرين في العائلة.

وتؤكّد الصفقة الأنباء التي نقلتها "بلومبرغ" في سبتمبر عن المفاوضات مع لويس-دريفوس، ولم يُكشَف عن التفاصيل المالية للصفقة، ولكن قالت الشركتان إن 800 مليون دولار من عائدات البيع ستُستثمر في "لويس دريفوس" لدعم الاستثمار الاستراتيجي.

وبالنسبة إلى صندوق الثروة السيادي، المعروف سابقاً بـ"شركة أبو ظبي التنموية القابضة"، فإن الاستحواذ على حصة أقلية في واحد من أكبر أربعة متداولين للحبوب، والبذور الزيتية، والسكر، سيساعد على تعزيز الأمن الغذائي في الإمارات العربية المتحدة. وفي يونيو الماضي، أجرى الصندوق محادثات مع بنوك للحصول على قروض لتمويل موجة استحواذات تضمنت شراء حصة بنسبة 50 بالمئة في شركة "الظاهرة" القابضة الزراعية.

الاستثمار الحكومي يتزايد في شركات تداول السلع الزراعية

وتأتي الصفقة فيما تسرّع الحكومات حول العالم مجهوداتها للتأكد من أنها ستتمكن من إطعام شعوبها بخاصة بعد الاضطرابات الناتجة عن وباء فيروس كورونا، وكجزء من الاتفاق وقّعَت "لويس دريفوس" اتفاقية توريد طويلة الأجل لبيع السلع الزراعية للإمارات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشتري فيها شركة استثمار حكومية حصة في واحدة من أكبر شركات تداول السلع الزراعية في العالم. فعلى سبيل المثال، تمتلك "تماسيك القابضة السنغافورية الحكومية" حصة أغلبية في "أولام إنترناشونال" (Olam International) التي تتداول سلعاً تتراوح من القهوة إلى القطن. وفي 2012 اشترى صندوق الثروة السيادي السننغافوري "GIC pte" حصة بنسبة 5 بالمئة في "بانج المحدودة" (Bunge Ltd)، وأصبح أكبر مساهميها ثم باع حصته لاحقاً.

وبالنسبة إلى شركة "لويس دريفوس"، ينهي الاتفاق محاولات قائمة منذ وقت طويل من المليارديرة لويس-دريفوس لإيجاد شريك استراتيجي لأعمال الشركة القائمة منذ 169 عاماً والراغبة في بيع حصة أقلية. وتعثرت مجهودات إيجاد مشترٍ أوائل العام الجاري، ولكن الوباء وما نتج عنه من مخاوف في الأمن الغذائي ساعد على إحياء اهتمامات البيع لـ"LDC" (لويس دريفوس)، التي تمثل حرف "D" في اختصار "ABCDs" الذي يضمّ أكبر أربعة متداولي سلع زراعية في العالم.

وقالت لويس-دريفوس: "تشكّل الصفقة المعلن عنها اليوم علامة مميزة في استراتيجية وضعها المجلس الإشرافي منذ عشر سنوات وبدأت بخفض عدد المساهمين في الشركة الأم لـ(LDC)".

علامات جديدة على تعافي "لويس دريفوس" في النصف الأول

وأظهرت عمليات تداول الشركة علامات على التعافي في النصف الأول من 2020 مع ارتفاع صافي الدخل بنسبة 77 بالمئة إلى 126 مليون دولار على العام السابق. وجاء ذلك بعد ثلاث سنوات من النتائج الضعيفة بسبب المعروض الزائد من المحاصيل الفائضة ونقص التقلبات في أسعار السلع التي يتوق لها التجار.

ووزّعَت الشركة أرباحاً قيمتها 302 مليون دولار خلال الربع الأول، وحصلت الوريثة روسية المولد على الجزء الأكبر من الأرباح. وقلّصَت توزيعات الأرباح إجمالي حقوق الملكية إلى 4.48 مليار دولار بنهاية يونيو، بانخفاض من 4.79 مليار دولار قبل ستة أشهر.

وكان "كريدي سويس غروب" مستشار لويس دريفوس بشأن الصفقة، فيما استعان صندوق "ADQ" ببنك "روثستشيلد" (Rothschild).