مديرو صناديق التحوط يواجهون اختبار "بقاء الأنسب" في 2020

أحد المارة في شارع وليامز قرب بورصة نيويورك. نيويورك، الولايات المتحدة
أحد المارة في شارع وليامز قرب بورصة نيويورك. نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ظلت صناديق التحوط طوال سنوات تلوم الأسواق الهادئة على عائداتها غير الملهمة؛ لكن هذا العذر لن يمر في هذا العام. إذ ينبغي أن تكون الأسواق المتقلبة منجماً للمال؛ لكن الكثير من الصناعات تعاني والعملاء يفقدون صبرهم.

ويقول تيم نغ، كبير مسؤولي الاستثمار في "كليربوك غلوبال أدفايزرز" (Clearbook Global Advisors) التي تستثمر في صناديق التحوط: "هذا العام سيميز بين البالغين والأطفال؛ فإن كنت فعلاً مديراً تمتلك الحوافز الصحيحة وتعي الأوراق المالية من القاعدة إلى قمة الهرم وتعمل ضمن أي مستوى للأصول فينبغي أن تكون هذه السنة هي التي تقوم فيها بعمل جيد. كل شيء كنت تريده طوال سنوات موجود".

فقدان الثقة

كسبت صناعة صناديق التحوط التي تقدر قيمتها بـ 3.3 تريليون دولار 0.4 بالمئة حتى أكتوبر، وفقاً لمؤشرات بلومبرغ لصناديق التحوط (Bloomberg Hedge Fund Indices)، لتأتي في أعقاب كل من الأسهم والسندات. وإذا اطلعنا على مؤشر أبحاث صناديق التحوط لدى "هيدج فند ريسرتش إنك" (hedge Fund Research Inc.) سنجد الأداء أسوأ، فهو يُظهر انخفاضاً بأكثر من 4 بالمئة. احتلت "بريفان هاورد" لإدارة الأصول (Brevan Howard Asset Management) و"كواتو" للإدارة (Coatue Management) مكانهما بين أكبر الفائزين، بينما نجد في خانة الخاسرين شركة "بريدجووتر أسوسيتس" (Bridgewater Associates) التي تراجعت قيمة أصولها الأساسية 19 بالمئة حتى 5 نوفمبر. ويتساءل بعض المستثمرين في صناديق التحوط التي تعاني لماذا الاحتفاظ بها إن لم يكن باستطاعتهم جني المال من قبل وليس باستطاعتهم فعل ذلك الآن؟

وبحسب أدم تاباك، رئيس الاستثمار في "ويلز فارغو" لإدارة الثروات الخاصة (Wells Fargo Private Wealth Management) "تزداد الصعوبة في الثقة بصناديق التحوط، فالكثير منها غير محمي بالشكل الكافي عند التراجع والآخرون لم يقدموا ما يكفي من الجوانب الإيجابية".

ويقول تاباك إنه لا يقتطع الأموال من المحافظ الاستثمارية للعملاء، رغم أن التوصية بفعل ذلك كبيرة. لكنه يعتقد أن مزيداً من صناديق التحوط ستغلق أبوابها. ويسانده في الرأي تيم نغ، كبير مسؤولي الاستثمار في "كليربوك غلوبال أدفايزرز" بقوله "البقاء للأنسب" في صناعة قوامها أكثر من 8000 صندوق.

يعكف صندوق مكتب عائلة فوربس (Forbes Family Trust) الذي يضم أموال عائلات متعددة بقيمة 10 مليارات دولار على تحليل عائدات الصندوق لثلاث وخمس سنوات لتحديد ما إذا كانت لا تزال مناسبة، حسب المدير نيل داتا، الذي يضع نفسه في موضع المستثمرين المتسائلين لماذا يدفعون 2 و20 بالمئة لصناديق لا تقدر على تحقيق عوائد أناء تقلّب السوق؛ في إشارة إلى معيار الرسوم طويلة الأجل المحدد تقريباً عند 2 بالمئة كرسوم إدارة و20 بالمئة من الأرباح.

بدأ بعض المستثمرين بالتخلي عن صناديق التحوط بالفعل

قالت أليسون ويليامز المحللة في "بلومبرغ إنتليجنس" (Bloomberg Intelligence) في مذكرة لها خلال الأسبوع الماضي إن نظام تقاعد الموظفين في القطاع العام في ولاية ديلاوير قام بتسييل وديعته لدى صندوق "بريدجووتر بيور ألفا ميجر ماركتس" والتي تبلغ قيمتها 180 مليون دولار، بناء على بيانات من تقرير الرواتب التقاعدية والاستثمارات. كما خفضت شركة فيريتاس لتأمين التقاعد (Veritas Pension Insurance) مخصصاتها في صناديق التحوط بنسبة 45 بالمئة بعد فشلها في تقديم تنويع ذي معنى.

مر أكثر من عقد على السياسة النقدية المتساهلة التي قمعت تنوع حركة الأسهم لتجعل من الصعب على صناديق التحوط الربح من فروقات الأسعار بين الشركات القوية والضعيفة. كما ساعدت تلك السياسة أيضاً في إيجاد أطول سوق صاعد على الإطلاق، ما يجعل المراهنة ضد أي شخص أمراً في غاية الخطورة.

توقعات صعبة

مع صدمات هذا العام على مختلف الجبهات، الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والصحية، أصبح توقع ما سيحدث في الأسواق أمراً أكثر صعوبة. وعندما ظهر وباء كوفيد-19، ارتفع ما يسمى بمقياس الخوف الذي يتتبع تقلبات الأسهم في السوق، ووصل إلى مستويات مرتفعة هي الأعلى منذ الأزمة المالية الأخيرة. حتى مع انتعاش الأسهم من أدنى مستوياتها في شهر مارس، فعلى المدراء التعامل مع فترات مد وجزر في أسعار الأصول.

لا يزال هناك تفاؤل بالمستقبل بالنسبة لصناعة صناديق التحوط، لكنه مزاجي. ويقول أدم تاباك، رئيس الاستثمار في "ويلز فارغو"، والذي يتوقع استمرار اضطراب الأسواق: "ينبغي العودة إلى بيئات تركز على الأمان أكثر من التجريب. وهو أمر صعب في الواقع لأننا جميعاً قلنا الأمر نفسه في العام الماضي والذي سبقه".