"سوسيتيه جنرال" يحذر من الأسهم المرتبطة بصعود السندات

أسواق الأسهم أكبر مستفيد من معدلات العائد المنخفضة
أسواق الأسهم أكبر مستفيد من معدلات العائد المنخفضة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصدرت أسواق السندات إشارات تحذيرية لأكثر فترات التدول إقبالاً في هذا السوق الصاعدة بعد عملية التدوير القياسية في سوق الأسهم هذا الأسبوع.

وتدفع آمال الحصول على لقاحٍ لفيروس كورونا العائد على سندات الخزانة فئة الأجل 10 سنوات إلى ما يقرب من 1٪، مما يشير إلى أنَّه قد يكون هناك المزيد من المتاعب تنتظر المستثمرين علي صعيد النمو والأسهم النشطة.

وتعدُّ أسواق الأسهم أكبر مستفيد من معدَّلات العائد المنخفضة، بعد أن كانت الطرف الخاسر لأكبر عملية تحول للاستثمار منذ عقود.

ويرى محللون كميون للأوراق المالية في بنك "سوستيه جنرال"، "أنَّ الأسهم التي تربح من العائدات المنخفضة ،كانت الأكثر تكلفة في 20 عاماً على الأقل مقابل تلك التي تخسر جراء انخفاض العائدات.

ومع ذلك ، فإنَّ ارتداداً آخر في السوق يوم الأربعاء، سيزيد إلى نفقاتها التاريخية فقط، كما تبدو بوضوح معدَّلات العائد المرتفعة جاهزة للمساعدة أخيراً في تقييم الأسهم لإنهاء حالة من الفوضى امتدت عدة سنوات.

الاستثمار ومنحنى العائد

لا أحد يعرف ماسيحدث لسندات الخزانة، لكنَّ تقسيم الأسهم إلى شرائح وتصنيفها من خلال علاقتها بمعدَّلات العائد، يبرز تماماً مقدار اعتماد الاستثمار على حركة منحنى العائد (بيع السند قبل موعد الاستحقاق عند انحفاض العائدات لتحقيق مكسب من فارق السعر ) الثابت بشدة عند أدنى مستوياته التاريخية.

قال "أندرو لابثورن"، رئيس الوحدة العالمية للاستراتيجية الكمية في بنك "سوسيتيه جنرال" عبر الهاتف: "إذا كان تقييمك مرتفع الثمن، فمن المرجَّح أنك ستحتاج إلى عائد سندات منخفض لتبرير ذلك".

تطورات لقاح "كورونا"

وأضاف، "إذا بدا أنَّ اللقاح يتقدم كما هو الحال بعد ذلك ، يجب النظر مدَّة عام واحد مقبل، لتوقُّع ماسيحدث للسياسة النقدية ،وما هو الاتجاه التصاعدي لأسهم النمو بالنظر إلى هذا التغيير النظامي؟"

وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.1٪ خلال تعاملات الخميس، في حين قادت أسهم التكنولوجيا جهود المقاومة يوم الأربعاء ، إذ أدَّت آمال الحصول على لقاح كورونا إلى ارتفاع عائدات سندات الخزانة هذا الأسبوع، والمخاطرة في تدوير الأسهم إلى مستويات تاريخية.

وأظهرت مؤشرات بلومبرغ القصيرة وطويلة الأجل أنَّ قوة الدفع لحركة الاسعار الصاعدة التي جذبت الرابحين في العام الماضي مثل الكيانات التكنولوجية، قد سجلت انحفاضاً قياسياً يوم الإثنين، في حين شهدت قيمة التداول أفضل ارتفاع لها على مدار يومين منذ شهر أغسطس الماضي.

جاذبية اقتناء أسهم

وأما بالنسبة لمعظم فترات عام 2020، فقد عزَّز انخفاض عائدات السندات جاذبية امتلاك أسهم على غرار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مع تدفُّقات نقدية طويلة الأجل، وعندما كانت تنخفض معدَّلات العائد بسبب الأخبار الاقتصادية السيئة، يتدفق المستثمرون على هذه الكيانات لقدرتها على زيادة الأرباح بغض النظر عن دورة الأعمال التجارية.

وتحول ذلك عموماً إلى زيادة في النمو، وتحسن العوامل المؤثرة علي القوة الدافعة لحركة سعر التداول (القدرة المالية الذاتية للمستثمرين)، وخسائر في القيمة، التي تميل إلى الرهان على الأسهم الأكثر دورية التي تتأثَّر بحركة الاقتصاد الكلي، علماً أنَّ الطلب على الصفقات الدفاعية في الوباء ، قد أدَّى فقط إلى تكثيف الاختلاف بين الفائزين والخاسرين فقط .

رهانات باهظة الثمن

في تحليل مؤسسة "سانفورد سي بيرنشتاين Sanford C. Bernstein’s "، تميل عوامل الأسهم الأكثر تكلفة مثل جودة الائتمان العالية، والقوة الدافعة لحركة السعر إلى أن يكون لها ارتباط أقوى بالسندات ، في حين كانت العوامل الأرخص مثل القيمة ذات علاقة سلبية.

ويساعد هذا في تفسير التدوير الضخم في الأسواق. فحركة الأسعار أغلى ثمناً مما قد يوحي به ارتباطها بالسندات بحسب ما كتب الخبراء الاستراتيجيون بقيادة "إنيجو فريزر جينكينز "في بيان له، مما يجعل العامل المؤثِّر في حركة السعر عرضة بطريقة خاصة للتغيير في معدَّلات العائد.

وقال الخبراء في بيانهم: "أدَّت أخبار اللقاح هذا الأسبوع إلى أكبر تشتت في أداء أسواق الأسهم، والعوامل المؤثِّرة على حركة الأسعار التي شهدناها طوال العام، يوضح هذا لنا الكثير عن الارتباط المتراكم داخل سوق الأسهم بين القيمة والارتباط بعائدات السندات".

عوامل مؤثرة

ولابد من الإشارة من أجل توضيح الأمر أكثر إلى أنَّ جدلاً قائماً حول العلاقة بين معدَّلات العائد والعوامل المؤثرة في حركة السعر للأسهم. إذ تحتج شركة" أيه كيو آر كابيتال مانجمينت AQR Capital Management LLC" في ورقة بحثية هذا العام أن لا يوجد أي رابط قوي إحصائياً بين عائدات السندات والقيمة، على سبيل المثال.

ويوافق "إدوارد جلادوين" ، مدير محفظة في شركة " يونجيستيشن إس أيه Unigestion SA"، على أنَّ الديناميكية أبعد ما تكون عن كونها مباشرة. ويقول، إنَّ تقلُّبات كبيرة في عامل حركة الأسعار للأسهم، تجعل من الصعب إجراء نداءات للتحرك في اتجاه معين في الوقت الحالي.

وأضاف: "من المرجَّح أن تكون استدامة أي ارتفاع في القيمة مدفوعة باستعداد المستثمرين للعودة إلى الساحة ،بدلاً من التأثير الآلي لبيئة معدَّلات العائد الداعمة، يمكنني أن أتخيل ارتفاع القيمة حتى لو ظلَّت معدَّلات العائد منخفضة".

وأما بالنسبة لأي مستثمر يراهن على قيمة الشراء، فربما ترتفع معدَّلات العائد، ومع ذلك، فإنَّ الخبراء الاستراتيجيين في "برنشتاين "Bernstein يملكون أخباراً سيئة مفادها أنَّهم يتوقَّعون أن تظل عوائد السندات الحقيقية منخفضة.

وكتبوا في بيانهم: "على الرغم من معارك مكافحة الاحتكار لشركات التكنولوجيا، لكنَّ هناك عمراً أطول في العموم لنمو الشركات ذات النمو المرتفع".