مناصرو الخصوصية يطاردون "أبل" في المحاكم الإسبانية والألمانية

زبون يرتدي قناعاً واقياً يعاين هاتف iPhone 12 Pro Max من شركة أبل
زبون يرتدي قناعاً واقياً يعاين هاتف iPhone 12 Pro Max من شركة أبل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعدُّ تتبُّع الإعلانات الذي تقوم به شركة "أبل" هدفاً لدعوتين قضائيتين أمام السلطات الإسبانية والألمانية تقدَّم بهما مناصرو الخصوصية، الذين أجبرت دعاوى سابقة لهم "فيسبوك" على تغيير طريقة نقل البيانات.

تتهم "نويب"، وهي مجموعة أسسها مناصر الخصوصية ماكس شريمز، شركة أبل بتثبيت ما يسمى بتعريف المعلنين بشكل غير قانوني على أجهزتها. وقالت المجموعة، إنَّ الخدمة تساعد "أبل" والتطبيقات على تتبُّع سلوك المستخدمين، وتفضيلات استهلاكهم دون موافقتهم.

وقال ستيفانو روسيتي، محامي نويب، في بيان يوم الإثنين: "نريد من خلال شكاوينا تطبيق مبدأ بسيط: أجهزة التتبُّع غير قانونية، ما لم يوافق عليها المستخدم، تعدُّ الهواتف الذكية أكثر الأجهزة حميمية بالنسبة لمعظم الأشخاص، ويجب أن تكون خالية من أدوات التتبُّع افتراضياً."

أبل ليست الأولى

صنع شريمز اسماً لنفسه كطالب قانون من خلال التحدُّث على فيسبوك حول سلامة بيانات الأشخاص، عندما تمَّ نقلها إلى الولايات المتحدة. وفاز بحكم تاريخي من محكمة الاتحاد الأوروبي في عام 2015، وأدَّت شكواه إلى إصدار حكم رئيسي ثانٍ في يوليو ألزم السلطات التنظيمية على جانبي المحيط الأطلسي بإعادة التفكير في قواعد نقل البيانات. فتحت قواعد حماية البيانات التي تم تجديدها في الاتحاد الأوروبي في 2018 الباب أمام دعاوى قضائية جماعية، مما أدى إلى إنشاء "نويب"، وإصدار وعد من جانب شريمز بـ "البحث عن القضايا ذات التأثير الأكبر".

قال روسيتي، إنَّ الشكاوى لا تستند إلى لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبي، أو اللائحة العامة لحماية البيانات، التي تمنح المنظِّمين سلطة فرض غرامات باهظة. لن تحتاج المشكلات المثارة إلى مشاركة هيئة حماية البيانات في إيرلندا، حيث يوجد المقر الرئيسي لـ "أبل" الرئيسي في الاتحاد الأوروبي.

وذكر روسيتي في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يشير الإجراء فقط إلى المستخدمين الألمان والإسبان" الذين اشتكوا من شركة آبل. ومع ذلك، قال، إنَّ آثار أي قرار يمكن أن تمتد إلى ما وراء ألمانيا وإسبانيا، وإنَّه "سيكون من الصعب على الشركة الاستمرار في العمل مع ملايين الأشخاص، ما تم إعلانه أمر غير قانوني في دولتين". كما لم تستجب آبل وسلطتا حماية البيانات فوراً لطلبات التعليق.

ملصق تحذيري للمستخدمين

استخدم مطوِّرو التطبيقات سابقاً برامج تعريف المعلنين IDFA لمساعدة المستخدمين المستهدفين بالإعلانات، وتتبُّع أداء الإعلانات عبر الأجهزة المختلفة. ستطلب الشركة التي تصنع آيفون من مطوِّري التطبيقات وضع ملصق تحذير للمستخدمين قبل جمع معلومات التعريف بالمعلنين IDFA على نظام iOS 14 اعتباراً من بداية العام القادم، كما ستطلب أيضاً من المستخدمين الموافقة على مشاركتها. أثارت هذه التغييرات شكوى ضد الاحتكار من المعلنين الفرنسيين الذين قالوا، إنَّ ذلك قد يؤدي إلى انخفاض عائداتهم.

غوغل تراقب سلوك الاشخاص

كما استهدفت "نويب" في مايو شركة "غوغل" بشكوى، واتهمت عملاق التكنولوجيا الأمريكية بتتبُّع مستخدمي هواتف "أندرويد" من خلال معرِّف فريد يسمح للشركة والأطراف الأخرى بمراقبة سلوك الأشخاص. وفي فبراير فتحت لجنة حماية البيانات الإيرلندية، وهي أيضاً الجهة التنظيمية الرائدة في الاتحاد الأوروبي، تحقيقاً مع شركة غوغل حول مسائل الخصوصية، وحول موضوع معالجة غوغل لبيانات الموقع.

تستند أحدث شكاوى نويب إلى قانون الاتحاد الأوروبي القديم الذي ينظِّم استخدام الشركات لملفات تعريف الارتباط وأجهزة التتبُّع الأخرى. وهي لا تستند إلى اللائحة العامة لحماية البيانات، مما يجبر المنظِّمين في الاتحاد الأوروبي على التعاون في التحقيقات التي كان للانتهاكات المزعومة تأثيرها على مستوى الاتحاد. وقال روسيتي، إنَّهم "لا يطلقون آلية التعاون، ويحاولون تجنُّب الإجراءات التي لا نهاية لها".