إشارات البيع الفنية أثبتت عدم جدواها في سوق الأسهم حتى الآن

شاشات تعرض معلومات عن سوق الأسهم من خلال نافذة لبورصة ناسداك في حي تايمز سكوير. نيويورك، الولايات المتحدة
شاشات تعرض معلومات عن سوق الأسهم من خلال نافذة لبورصة ناسداك في حي تايمز سكوير. نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إذا خرجت من السوق بسبب مؤشر نطاقات "بولينجر" لحركة الأسعار، أو هربت من مؤشر القوة النسبية، أو اتبعت مؤشر السوق الاتجاهي في عام 2021، فلا شك أن قراراتك هذه قد كلفتك.

هذه النتيجة تمثل شهادة على المسار المباشر للأسهم وأن جميع الإشارات التي أخبرت المستثمرين أن يفعلوا أي شيء عدا الشراء قد ألحقت بهم ضرراً هذا العام. وفي الواقع، عند تطبيقها على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، نرى أن 15 من 22 مؤشراً فنياً تتبعها بلومبرغ قد خسرت أموالاً بالفعل، وفقاً لبيانات الاختبار العكسي (التنبؤ اعتماداً على البيانات التاريخية). وكلها أخفقت بالمقارنة مع استراتيجية الشراء والاحتفاظ بالأسهم البسيطة، والتي ارتفعت بنسبة 11%.

بالطبع، يستخدم القليل من المستثمرين الدراسات الفنية دون غيرها، وحتى عندما يفعلون ذلك، فهم نادراً ما يعتمدون على أسلوب رسم بياني واحد ليفضي إلى قرارات معينة. ولكن إذا كان هناك شيء ينبغي قوله فهو أنه من العبث القول إن السوق قد بلغت القمة في عام تكون الرحلة فيه بالأساس باتجاه واحد.

وفي هذا الصدد يقول "لاري ويليامز"، 78 عاماً، مبتكر مؤشر "ويليام % آر" (Williams % R) المصمم لرصد التحول في زخم الأوراق المالية: "ما رأيناه هذا العام هو سوق قوية جداً لم تسجل الكثير من التراجعات". خسرت استراتيجية "الشراء والبيع" القائمة على هذا المؤشر بنسبة 7.8% منذ نهاية شهر ديسمبر الماضي.

ويضيف ويليامز: "لم تعط جميع مؤشرات ذروة الشراء والبيع، مثل مؤشري ومؤشرات آي شخص آخر ، العديد من إشارات الشراء؛ بل الكثير من إشارات البيع".

الرهان الأكثر خطورة

تزداد صعوبة مقاومة إغراء جني الأرباح والخروج بعدما حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أفضل أداء له منذ 12 شهراً منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وما يزيد القلق هو تواجد أعداد كثيرة من الرسوم البيانية التي تشير إلى أن السوق قد بلغت ذروتها.

في وقت سابق من هذا الشهر، ارتفع المؤشر بنسبة 16% فوق المتوسط المتحرك لـ​​200 يوم، وهو إنجاز لم يحدث قبل شهر ديسمبر الماضي سوى بضع مرات خلال العقود الثلاثة الماضية. علاوة على ذلك، تجاوز مؤشر القوة النسبية مستوى 70 نقطة على أساس أسبوعي وشهري، في إشارة إلى أن السوق قد ارتفعت كثيراً وبسرعة كبيرة.

أضف إلى ذلك تحذير الخبراء من تقييمات الأسعار التي تأخذ شكل فقاعات وعودة المخاوف من تفاقم تفشي فيروس كورونا، وكلها وصفة للبيع. على سبيل المثال، وصلت صناديق التحوط إلى نقاط الخروج هذا الشهر، وتدافعت للخروج من أسهم التكنولوجيا قبل أيام فقط من إعلان كل من "آبل" و"أمازون" عن تقارير النتائج المالية الخاصة بهما.

ومع ذلك، فقد ثبت أن تجنب سوق الأوراق المالية لأي فترة زمنية هو الرهان الأكثر خطورة على الإطلاق. وحتى الآن، لم يتراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500 " أكثر من 5% هذا العام. في الوقت نفسه، فإن تفويت مكاسب الأيام الكبيرة يعد عقاباً أكبر من أي وقت مضى. بخلاف الجلسات الخمس الأولى، تضاءلت مكاسب المؤشر من نسبة 11% إلى 2%.

ويقول مارك ستويكل، الرئيس التنفيذي لصندوق "آدامز ": "لمحاولة تخمين أن هذا هو الوقت المناسب للخروج من السوق، يمكنك أيضاً الذهاب إلى لاس فيغاس.. هناك قدر كبير من المخاطرة عند القيام بذلك".

بانتظار الإشارة

يميل نموذج بلومبرغ للاختبار العكسي إلى الشراء في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عندما يبلغ إشارة "الشراء" ولا يبيع حتى يُظهر إشارة "البيع". عند هذه اللحظة، فإن الوضع يكون باتجاه البيع ويبقى على ذلك إلى أن تظهر إشارات الاتجاه المعاكس.

انخفضت الإستراتيجية التي تتبع إشارات مؤشر القوة النسبية بنسبة 10% هذا العام. وحدث الضرر مع دخول الأسهم العام بزخم جامح أدى إلى اتخاذ قرارات بالبيع. وظلت المعاملات دون تغيير منذ ذلك الحين حيث لم يتراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بسرعة ومدة طويلة كافية لتحفيز قرار الشراء السريع.

عانى مؤشر التباعد والتقارب للمتوسط ا​لمتحرك والمعروف باسم "ماكد" (MACD) من خسارة 9.8%. ومن أصل 9 إشارات للشراء أظهرها المؤشر كانت هناك أربعة خاسرة. بالإضافة إلى ذلك، كانت توصيات أربع لبيع الأسهم خاسرة أيضاً.

البحث عن أدوات جديدة

لقد كانت تلك تكلفة المراهنة على عكس الزخم في السوق، فقد تغلب أداء مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بالفعل على متوسط ​​الهدف لنهاية العام الذي وضعه استراتيجيو وول ستريت.

يقول جيف ديغراف، المؤسس المشارك لشركة الأبحاث الكلية "رينيسانس"، والذي جرى تصنيفه كأفضل محلل تقني في استطلاع سنوي لـ" إنيستيتوشينال انفيستور" لمدة 11 عاماً على التوالي حتى عام 2015: "اليوم، ولجزء كبير من عام 2020، استوعبت السوق ظروف ذروة الشراء بمزيد من القوة، أو في أفضل الأحوال توقف مؤقت". تابع : "تعتبر معرفة ظروف ذروة الشراء أو البيع غير مجدية بدون تحديد الاتجاه الأساسي للسوق أولاً".

يوافقه على ذلك لاري ويليامز"، الذي يمارس التداول منذ عام 1962. لم يجر كسر قواعد أدوات التحليل الفني، كما يقول، ولكن في السوق الصاعدة التي تتمتع بمرونة، يحتاج المستثمرون إلى استخدامها في السياق الصحيح. ويضيف: "يجب أن يكون لديك أداة مختلفة، إذا صح التعبير، لوظيفة تقوم بها". وضرب مثلاً بأنه لديه مطرقة يمكن استخدامها لبناء منزل، ولكن إذا استخدم المطرقة لحفر حفرة في الأرض، فسيكون ذلك صعباً حقاً.