"إنفينيتي" تطرح أول سيارة "كروس أوفر " بإمكانيات جيدة لكنها إلى النسيان

سيارة  إنفينيتي إكس كيو 55 -2022 الجديدة كلياً
سيارة إنفينيتي إكس كيو 55 -2022 الجديدة كلياً المصدر: إنفينيتي
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قدَّمت شركة "إنفينيتي" أوَّل سيارة كروس أوفر لها (مزدوجة الأغراض، رياضية وعائلية معاً)، لكنَّ السيارة إنفينيتي "كيو إكس55" التي تبلغ تكلفتها 46.5 ألف دولار ليست جديدة تماماً، فهي مبنية على المنصة نفسها، مع المحرِّك نفسه، والمقصورة الداخلية ، للسيارات مثل سيارة الدفع الرباعي الرياضية "كيو إكس50" البالغة من العمر ثماني سنوات، التي تنتجها العلامة التجارية الفاخرة المملوكة للشركة الأم "نيسان".

قد تتذكَّر أنَّ هذه هي السيارة التي جرى بيعها سابقاً باسم "نيسان سكاي لاين كروس أوفر"ن ثم باسم "إنفينيتي إي إكس".

ونظراً لأنَّ سعر السيارة "كيو إكس55" أعلى بـ 10 آلاف دولار من شقيقتها، فإنَّه جرى وضعها لتبدو كأنَّها البديل الرياضي الأكثر جاذبية للسيارة "إكس كيو 50" ذات مقاعد الركاب الخمسة.

سعر مبالغ فيه

مع شبكة كبيرة الحجم، تذكِّرنا بالآخرين الذين فعلوا ذلك أولاً، والحد الأدنى من التكنولوجيا والاتصال بالإنترنت اللازمين لتحقيق دخولها إلى الفئة الممتازة، تستهدف السيارة "إكس كيو55" الأولاد الكبار في فئة السيارات الفاخرة، وهم السيارة "بي إم دبليو إكس4 "، وسعرها 51.6 ألف دولار، والسيارة "مرسيدس-بينز جي إل سي كوبيه "، وسعرها 51.65 ألف دولار، والسيارة "ماكان" من شركة "بورش" وسعرها 52.1 ألف دولار.

تمتزج بعض العناصر المعاصرة، خاصة المصابيح الخلفية الشبيهة بالجناح والخيارات اللاسلكية، بشكل جيد مع مجموعة سيارات الدفع الرباعي الفاخرة.

وإذا أزلت الشارات، فربما تعتقد أنَّ سيارة شركة "إنفينيتي" هي نفسها سيارة شركة "أودي" أو "جاغوار" ولكن مع تكنولوجيا واستخدام أقل للجلد في الداخل.

لكن تلك السيارات تفاخرت بتقنيات من الدرجة الأولى، وتصميمات مميزة، وأداء مذهل يتناسب مع أسعارها. وتحاول السيارة "كيو إكس55"، التي تبلغ التكلفة نفسها، محاكاة مظاهر الرفاهية، ولكنَّها لا تقدِّم قيمة جيدة.

هذه هي المشكلة في عرض شركة "إنفينيتي" الجديد، فعندما يكون الأمر متعلِّقاً بمواكبة جيران لهم الأسبقية في الابتكار الأصيل، وفلسفة العلامة التجارية الأصيلة، فإنَّها تجعل من السيارة "كروس أوفر" كاسدة بالفعل.

أجهزة مملة

حقاً لا توجد سيارات سيئة هذه الأيام، وذلك بفضل التطورات الحديثة في الإنتاج، والهندسة، والتصنيع، والتكنولوجيا. السيارات الرديئة مثل النماذج الشهيرة الفاشلة والرديئة المعروفة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كانت غير آمنة وغير موثوقة، مثل السيارة "شيفروليه فيغا"، و"ريليانت روبن"، و" ديلوريان دي إم سي – 12".

ومشكلة اليوم أنَّه من المرجح أنَّ المركبات ستصيبك بالممل المميت. فهي سيارات ذات قدرة كبيرة، ومريحة، ومجهَّزة بأحدث المعدَّات، كما أنَّها تعمل مثل "روبوت" إلى حدِّ الذهول. وأيضاً، لا توجد فيها روح، وكأنها ليست أكثر من جهاز ميكروويف.

كان يجب أن تكون السيارة " كيو إكس55" إحدى المركبات التي تقدِّم هذا المنتج الجديد إلى حقل السيارات "كروس أوفر" بميزات ثورية، أو مظهر جديد يشدُّ الانتباه، لكنَّها مجرد سيارة ستختفي وسط الزحام.

تجربة قيادة

في الشهر الماضي، انتهيت من استعارة سيارة لليلة واحدة، وكانت ذات لون رمادي داكن مع تصميم داخلي باللون الأحمر في علم إمارة "موناكو". وقُمت بقيادتها عبر هوليوود وسط حركة المرور المزدحمة بعد الظهر في مدينة لوس أنجلس. ومررت عبر حديقة "غريفيث" باتجاه المرصد، وانطلقت عبر الأراضي الخضراء التي تقع على طريق "مولهولاند".

كانت قيادة جميلة جداً، وكانت السيارة "كيو إكس" جيدة. كما واكب بنجاح المحرك ذو الأسطوانات الأربع مع شاحن توربيني بقوة 268 حصاناً، وبسعة 2.0 لتر مع حركة المرور الكثيفة. ويعمل ناقل الحركة بسرعاته التسع، والمتغير باستمرار، على الرغم من شعورك بانفصاله عن دوَّاسة الوقود في بعض الأحيان. (سيحدث هذا التأثير لمدة 6.4 ثانية للانتقال من صفر إلى 60 ميلاً في الساعة. وسيفعل المستوى الأساسي لسيارة مرسيدس فئة إكس 4 في 6 ثوان) .

لقد نجح التوجيه والفرملة أيضاً، وهو شيء جميل يمكنني قوله عنهما. إنَّهم يفتقرون إلى الدقة والإقناع بكونها مركبات أفضل من غيرها. ويمكنني إلقاء اللوم على نظام "التوجيه بالسلك" الذي يبدو أنَّ "إنفينيتي" تفضِّله لسياراتها، التي تعمل عبر الإشارات الكهربائية، مما يلغي أي اتصال ميكانيكي بين عجلة القيادة والإطارات على الطريق.

قدَّمت "إنفينيتي" هذه التقنية في عام 2014 في السيارة "كيو50"، ولكن انتهى بها الأمر بتعديل هذه الوحدة بالتوجيه الهيدروليكي التقليدي؛ علماً أنَّ قلة من الآخرين استخدموه منذ ذلك الحين. ومنذ ذلك الوقت، من المفترض أنَّ نظام التوجيه بالسلك قد تحسَّن.

ويقول بعضهم، إنَّ هذا النظام أفضل بالنسبة لبعض الأشياء مثل تقنيات الحماية من الصدمات، ودمج التكنولوجيا المستقبلية، ولكنَّه مروع بالنسبة لأي شيء يجب أن يكون ممتعاً مثل القيادة الفعلية. في هذه الأثناء، بدلاً من الجلوس في السيارة "كيو إكس55"، والشعور بالارتباط المباشر، كان لدي شعور غريب بالجلوس عليها، وكأنَّني أجلس على كرسي عادي، وكل ما يتعلَّق بالطريقة التي تقود بها السيارة يعكس هذا الانفصال.

جاءت السيارة بثلاث فئات أنيقة، وهي "لوكس" (مستوى الدخول، مع تنجيد من الجلد الصناعي)، و" إيسينشيال " (بعض الميزات الإضافية مثل المقاعد المكسوة بالجلد، والمقاعد الأمامية التي يجري التحكُّم في درجة حرارتها، وعجلة القيادة المُدفأة)، و"سينسوري" (حوض المطبخ، بما في ذلك الفتح الطبيعي - لمسات من الخشب المسامي، وتحكم أوتوماتيكي في المناخ ثلاثي المناطق، وبوابة رفع تنشط بالحركة، وإضاءة محيطة داخلية).

وتقدِّم السيارة كماليات يمكن أن تشمل نظام كاميرا خارجي بزاوية 360 درجة، ومقاعد أمامية مدفأة ومبردة، وواي فاي، وأنظمة تجنُّب الصدمات، ونظام ستيريو بوز بـ 16 مكبر صوت، وكل ذلك مقابل سعر إضافي. وقُدت السيارة في أفضل إصدار من "سينسوري" ، والذي تصل قيمته إلى 58.77 ألف دولار.

مرَّ اليوم خلف عجلة القيادة بطريقة عادية على غرار مشاهدة فيلم بدون صوت في الخلفية في أحد الحفلات. وترى الأشياء تتحرك، ولكن لا تشعر بأيِّ صلة بمجريات الأحداث من حولك. وفي حين كنت أتوقف بسيارتي في ذلك المساء، جاهدت لأشعر بأيِّ شيء عن قيادتي بخلاف الاستجابة الفاترة - كل الكلمات التي لا يفترض أن تستخدمها ككاتبة، لأنَّها تعطي وصفاً مترهلاً، مثل كلمات "جيد"، أو "لطيف"، أو "ممتع"، أو "ممل".

الراحة الكافية

تحتوي السيارة "كيو إكس 55" على بعض الأشياء التي لا تمتلكها السيارة "كيو إكس50"، التي من المفترض أن تجعل الطراز الأول أكثر إثارة. ويمنحها خط السقف المنخفض في الخلف مظهراً سريعاً يحاكي بعضاً من سيارات "ستيشن واجن" الفاخرة، لكنَّ خط السقف الرياضي المنحدر يقلل من مساحة الارتفاع.

تقلَّصت مساحة الشحن أيضاً، مقارنة بطراز "كيو إكس50"، الذي يستوعب 31.4 قدماً مكعباً خلف الصف الثاني من المقاعد مقارنة بـ 26.9 في طراز "كيو إكس55". وهذا الحجم لا يزال أكبر بالمقارنة بالسيارة "بي إم دبليو إكس4"، الذي يحتوي على 23.7 قدماً مكعبة من المساحة خلف الصف الثاني من المقاعد. ولذلك، فالأمر ليس سيئاً بالكامل.

داخل المقصورة، يأتي الطراز الأساسي "إيسينشيال" من السيارة "كيو إكس55" مزوَّداً بقماش جلدي على المقاعد والمكوِّنات التي تبدو مقتبسة من حاوية بقايا الطعام في سيارات "نيسان".

وتبدو الطرازات أعلى، وتشعر بجودة أفضل، مع حوافٍ من الألومنيوم المصقول الداكن على طول لوحة العدادات، والأبواب في المستويات السفلية للفئة "لوكس"، والفئة "إيسينشيال"، وتطعيمات من خشب القيقب الطبيعي بالمسام المفتوحة التي تتدفق عبر المقصورة في الفئة الفارهة "سينسيوري".

في أماكن أخرى، فإنَّ السيارة على صعيد التصميم الداخلي تبدو عادية. وتوفِّر شاشات الكمبيوتر المزدوجة المكدَّسة النموذجية الآن في لوحة القيادة المركزية (وشاشة العرض العلوية المتاحة) المعلومات للسائق على طول تسع بوصات من الزجاج الأمامي.

يأتي طراز "كيو إكس55" مزودة بميزة الدفع الرباعي، وعجلات أكبر من مقاس طراز "كيو إكس50" الـ 20 بوصة. وكما أنَّها مزوَّدة أيضاً بتقنية "أبل كار بلاي"، وتقنية "أندوريد أوتو"، وكذلك الاتصال اللاسلكي، وهو الأول من نوعه في سيارات شركة "إنفينيتي".

بالإضافة إلى ذلك، تأتي السيارة "كيو إكس55" مع تلك الواجهة الأمامية التي أعيد تنظيمها لتبدو متوعدة، مع فتحات تهوية متداخلة وشبكة مهيبة. ومن المفترض أن تثير مشاعر الرغبة والعاطفة، أو هكذا أرادت الأعمال الورقية التي أرسلتها شركة "إنفينيتي" مع السيارة أن أصدق ذلك. ما شعرت به هو كأنَّني في قيلولة.

يعدُّ طراز "كيو إكس55" سيارة فاخرة مناسبة. ولكن مع التجهيزات الداخلية المملة، وأداء القيادة الباهت، والشكل الخارجي الذي يقلِّد الشركات الكبرى ببساطة، فإنَّه يأتي كتمرين تسويقي. وبدلاً من تلبية أحد احتياجات هذا القطاع، وتوفير سبب حقيقي للوجود، تهدف السيارة "كيو إكس55" إلى خداع المستهلكين بسهولة من خلال الإعلانات، وجرى تصميمها للاستحواذ على حصة في السوق بعيداً عن شركات صناعة السيارات الألمانية في قطاع مربح للغاية. وبناءً على الوقت الذي أمضيته في السيارة،

لا أتوقَّع أن يكون لها تأثير كبير (في السوق).