دول آسيوية تشعل حرب مزايدة على نفط الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا

مضخة تعمل في حقل نفط في بلدة أوترادا الروسية
مضخة تعمل في حقل نفط في بلدة أوترادا الروسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتدفق شحنات النفط الخام، الواردة من دول منطقة الشرق الأوسط وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بأسعار أعلى إلى جميع أنحاء آسيا، بعد أن دخل المشترون الآسيويون في حرب مزايدة لتأمين الإمدادات.

وتمَّ بيع شحنات شهر يناير من خط أنابيب النفط في شرق سيبيريا، والمحيط الهادي في روسيا (ESPO)، المفضلة لدى شركات التكرير الصينية واليابانية، وفق علاوة أعلى بخمسة أشهر عن أسعار دبي، بعد أن ارتفعت الفروق الفورية لنفط حقول سوكول الروسية دولاراً للبرميل.

وشُوهد المشترون الصينيون في الشرق الأوسط، يشترون درجات مثل "خام داس" الذي تنتجه شركة أبو ظبي الإماراتية، بسعر أعلى من سعره الرسمي، على الرغم من أن الصنف الخفيف الحامض لا يحظى في العادة بشعبية بين وحدات معالجات الدولة.

كان الاهتمام بالشراء عبر آسيا قوياً بعد أن حصلت بعض المصافي على نفط أقل من المعتاد في عقود التوريد لأجل من منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مثل أرامكو السعودية وشركة سومو العراقية.

الطلب الصيني

ونما الطلب الصيني بعد أن تلقت مصافي التكرير الخاصة حصص استيراد الخام التي كانت أكبر بنسبة 20 في المئة من امتياز العام الماضي.

وقال التجار أيضاً:" إن المستوردين الصينيين كانوا يشترون بقوة للحصول على درجات من منتجين آخرين، بما في ذلك البرازيل وأنغولا، ودفعوا ثمن الشحنات التي ستصل عطلات العام القمري الجديد في منتصف فبراير" .

وتم بيع البراميل من الدولة الواقعة في غرب إفريقيا بسرعة أكبر في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تعزيز فروق أسعار تسليم ديسمبر بمقدار 40 إلى 60 سنتاً للبرميل بالمقارنة مع شهر نوفمبر.

ومن المرجح أن يكون هناك المزيد من عمليات الشراء الفورية الصينية هذا الأسبوع، بعد أن أصدرت وحدة من "رونغتشينغ Rongsheng" مناقصة لشراء الخام لتسليمه إلى "زهوشان Zhoushan" في فبراير.

وفي الشهر الماضي، فاجأت الشركة التجار بشراء ملايين براميل النفط، بعد أن استعدت لمضاعفة قدرتها على معالجة النفط الخام.

وكانت وحدات المعالجة والشركات التجارية الأخرى في اليابان وكوريا الجنوبية، تحصل أيضاً على الشحنات من قطر، ومن أماكن بعيدة أيضاً كالولايات المتحدة، فقد عملت آسيا بمثابة حصن ضد الطلب المتعثر على النفط في أوروبا، والأمريكتين،

وخارج شمال آسيا، كما تعزز الطلب على النفط في الهند أيضاً، إذ تعمل المصافي بكامل طاقتها منذ الأسبوع الأول من نوفمبر.

وشهد استهلاك النفط في الدولة الواقعة في جنوب آسيا أول زيادة على أساس سنوي في الشهر الماضي، مما يثبت أن الدولة المستهلكة للكثير من الوقود، تستعيد عافيتها على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وزادت مصافي التكرير، بما في ذلك مؤسسة النفط الهندي، مشترياتها من الخام النيجيري هذا الشهر للتحميل في ديسمبر ويناير، وفق متعاملين من غرب إفريقيا.

وأظهرت خامات بحر الشمال، التي كانت متخلفة عن الأسواق الأخرى، ومضات من الانتعاش أيضاً.

وتبحر الآن ناقلة عملاقة بحمولة مليوني برميل نحو نينغبو في الصين، بعد أن طفت مدة شهر قبالة سواحل المملكة المتحدة.

وتقدمت مجموعة ميركوريا للطاقة، إحدى أكبر شركات تجارة النفط في العالم، بعطاءات للحصول على درجات متعددة من نفط بحر الشمال يوم الاثنين عبر نافذة تسعير تديرها ستاندرد آند بورز غلوبل بلاتس، وسيطر البائعون على النافذة في الأشهر الأخيرة.

كما شهد نفط كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين (CPC)، الغني بالنافثا المستخدم في صناعة البلاستيك، اهتماماً متزايداً من المصافي الآسيوية.

وجرى بيع ما لا يقل عن 7 ملايين برميل للتحميل في ديسمبر إلى الهند والصين وكوريا الجنوبية، بالمقارنة مع نحو 5 ملايين برميل لشهر نوفمبر، وفقاً لمتعاملين.

ومن خلال الدعم القوي بالطلب الآسيوي، فقد تم بيع نفط خط أنابيب بحر قزوين (CPC Blend) مؤخراً بحوالي 75 سنتاً للبرميل، وهو أقل من "خام برنت Dated Brent"، وأعلى سعر في خمسة أشهر.