نتائج "أبل" و"فيسبوك" المذهلة ليست مستدامة.. فما الأسباب؟

أبل وفيسبوك أعلنتا عن نتائج آمال قوية في الربع الأول من 2021
أبل وفيسبوك أعلنتا عن نتائج آمال قوية في الربع الأول من 2021 المصدر: غيتي إيمجز
 Tae Kim
Tae Kim

Tae Kim is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Barron's, following an earlier career as an equity analyst.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكمن مشكلة نشر الأرقام التي ترتفع بسرعة في أنَّها تثير سؤالَ متابعةٍ واضح: هل يمكنك أن تتفوَّق على هذا؟ قد تكون الإجابة بالنسبة إلى "أبل"، و"فيسبوك" هي:

لا، أو ليس في أيِّ وقت قريب.

يوم الأربعاء، أظهر عملاقا التكنولوجيا براعتهما في جني الأموال، فقد أبلغت شركة "أبل" عن إيرادات ربع سنوية بلغت 89.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، بزيادة 54% عن العام السابق، لتتجاوز بذلك إجماع بلومبرغ عند 77.3 مليار دولار.

وحققت شركة "فيسبوك" مبيعات بقيمة 26.2 مليار دولار في هذه الفترة، بزيادة قدرها 48% عن العام الماضي، وتفوَّقت بسهولة على متوسط تقدير المحللين البالغ 23.7 مليار دولار.

لقد كان ربعاً قياسياً في مارس لكليهما، برغم أنَّ أداء الأشهر الثلاثة السابقة ما يزال يمثِّل أعلى مستوى لهما.

كما أعلنت "أبل" عن إعادة شراء أسهم بقيمة 90 مليار دولار، وزادت من أرباحها الموزَّعة بنسبة 7%.

ارتفاع متواضع في الأسهم

وبرغم هذه النتائج المبهرة، لم يرتفع تداول أسهم "أبل"، و"فيسبوك" إلا بشكل متواضع في تداولات ما بعد ساعات العمل؛ حوالي 2%، و 6% على التوالي.

هناك سببان لذلك؛ أولاً، تمتَّع كلا السهمين بالفعل بمكاسب صحية خلال العام الماضي، لذا هناك الكثير من الأخبار الجيدة التي تمَّ تسعيرها بالفعل.

ولعل الأهم هو أنَّه: بقدر ما تبدو هذه الأرقام مثيرة للإعجاب على أساس مطلق، إلا أنَّه يجب أخذها في السياق الذي كان فيه الاقتصاد قبل عام.

في مارس الماضي، تراجعت الشركات بشكل كبير عن الإنفاق مع بدء حالة عدم اليقين بشأن انتشار الوباء.

في الوقت نفسه، أغلقت شركة "أبل" العديد من متاجر البيع بالتجزئة الخاصة بها، لذا لم تكن المقارنات شاقة مع المنافسين. وهذا يعني على الجانب الآخر أنَّ احتمال مطابقة هذه العروض في المستقبل سيصبح أكثر صعوبة من الناحية الحسابية. وإليكم السبب:

اختلاف مسار التكنولوجيا بعد الوباء

من المحتمل أن تتبدد العديد من اتجاهات التكنولوجيا التي يحرِّكها الوباء، التي أفادت "أبل"، و"فيسبوك" مع عودة الموظفين إلى مكاتبهم الفعلية.

كما قد ينخفض ​​الطلب على أجهزة "أبل" للعمل من المنزل، بما في ذلك أجهزة "أيباد"، و"ماك".

بالإضافة إلى ذلك، قد يصبح النقص المتزايد في الرقائق في صناعة أشباه الموصلات مشكلة أكبر بالنسبة لأحجام إنتاج الشركة في المستقبل.

اعترف مسؤول تنفيذي في شركة "أبل" في مكالمة الأرباح، أنَّ الشركة تضررت هذا الربع بسبب قيود التوريد. في الوقت نفسه، كررت شركة "فيسبوك" توقُّعات تباطؤ نمو الإيرادات بشكل كبير خلال النصف الثاني من العام.

قد يتسبَّب ذلك في مشاكل للمساهمين بالشركتين. فليس من المعتاد أن يُستخدم تباطؤ الزخم المالي كوصفة لارتفاع أسعار الأسهم.

قد يكون هناك أيضاً تناوب لشركات التكنولوجيا الأخرى ذات ملفات النمو الأفضل.

في وقت سابق من هذا العام، كما توقَّعت "فيسبوك" أنَّ المستهلكين سرعان

ما سَيُحولون الإنفاق من مشتريات التجارة الإلكترونية إلى التجارب المادية كالسفر مع انحسار الوباء.

وبالفعل، قام المستثمرون بالمزايدة على أسهم "ألفابت" هذا العام، متوقِّعين أن ينمو عملاق البحث على الإنترنت بشكل أسرع بسبب انفتاحه الكبير على المتاجر والخدمات التقليدية.

رياح تنظيمية معاكسة

ثم هناك البيئة التنظيمية، التي يبدو أنَّها تزداد سوءاً بالنسبة لـ"أبل"، و"فيسبوك". ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" يوم الثلاثاء، أنَّ الاتحاد الأوروبي سيوجه قريباً اتهامات ضد شركة "أبل"، بزعم أنَّ ممارساتها التجارية في متجر التطبيقات تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي حول عدم المنافسة.

بناءً على الحكم الذي سيصدر، قد يضطر عملاق الهواتف الذكية إلى السماح للمطوِّرين بوضع روابط لبدائل شراء خارجية أرخص من داخل تطبيقها، وهي ممارسة تقيّدها "أبل" حالياً.

أما بالنسبة إلى "فيسبوك"، فإنَّ المشرِّعين يدققون بنشاط في ممارسات تعديل المحتوى لعملاق الوسائط الاجتماعية، واستخدامه لعمليات الاستحواذ لخنق المنافسين الناشئين.

أصبح من غير المقبول سياسياً على الأقل أن يسعى عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى صفقات كبيرة.

نظراً للمخاطر السياسية المتزايدة في الخلفية، واحتمال ألا تكون النتائج الربعية مثيرة للإعجاب بالقدر نفسه في المستقبل؛ فليس من المستغرب أن يكون المستثمرون أقل حماساً بشأن نتائج العملاقين التكنولوجيين. هناك رياح معاكسة تلوح في الأفق.