شخصنة المواجهة مع "بايدن" ليست في صالح الجمهوريين.. كيف ذلك؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن المصدر: غيتي إيمجز
Ramesh Ponnuru
Ramesh Ponnuru

Ramesh Ponnuru is a Bloomberg Opinion columnist. He is a senior editor at National Review, visiting fellow at the American Enterprise Institute and contributor to CBS News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كان الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج إتش دبليو بوش" (الأب) صعب التفاهم معه، وكان "بيل كلينتون" الذى خلفه في المنصب غير جدير بالثقة. وكان "جورج دبليو بوش " (الابن) الذى تسلَّم منه مقاليد السلطة جاهلاً مغرماً بالكتاب المقدس، وكان خليفته "باراك أوباما" راديكالياً. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، من الأفضل أن نقول، إنَّه دونالد ترمب.

فمَن يكون الرئيس الأمريكي "جو بايدن"؟

نظراً لأنَّ السياسة الأمريكية أصبحت أكثر استقطاباً، فقد ركَّزت أيضاً أكثر فأكثر على شخصية الرئيس، لدرجة أنَّها أصبحت القضية المهيمنة في معظم سنوات ترمب.

النقد الشخصي لا يزال مستمراً

ومع ذلك، فإنَّ النقد القائم على الشخصية لبايدن لم يتوقَّف حتى الآن، وهذه أخبار جيدة للديمقراطيين، إلا أنَّها قد تجعلهم مفرطين في الثقة.

بذل الجمهوريون جهوداً متواصلة لتصويره على أنَّه شخص مصاب بمرض الخرف في العام الماضي، لكن انتهى الأمر بالناخبين على الأرجح إلى الاعتقاد بأنَّ "بايدن" يتمتَّع بالقدرة العقلية ليكون رئيساً مقارنة بترمب.

كما أنَّ التكتيك الجمهوري قد تكون له نتائج عكسية أيضاً من خلال جعل أداء "بايدن" يبدو أفضل مما كان يمكن أن يكون بسبب حالته. لكنَّ معارضي "بايدن"

ما زالوا يحاولون إثبات هذه القضية، بأمل جديد في كل مرة يُظهر فيها الرئيس عمره.

تظل الآراء العامة حول صفات بايدن الشخصية مواتية. واكتشفت جامعة "كوينيبياك" مؤخراً أنَّ الأغلبية تعتبره صادقاً ومتعاطفاً. ووجد مركز "بيو" للأبحاث أنَّ 46% من الأمريكيين يحبون الطريقة التي أدار بها "بايدن" المنصب. هذه ليست أغلبية، لكنَّها أعلى بثلاث مرات من تصنيف ترمب العام الماضي.

حصان طروادة للاشتراكية

حاول الجمهوريون أيضاً ربط "بايدن" باليسار المتشدد، كما حدث عندما وصفه "ترمب" بـ "حصان طروادة للاشتراكية " في خطابه في المؤتمر. هذا لم ينجح أيضاً. ويعدُّه عدد كبير من الناخبين "معتدلاً" أكثر من كونه "ليبرالياً جداً".

الرئيس السابق (ترمب)، الذي تعدُّ موهبته في الإهانة من بين أعظم مواهبه السياسية، جرى خفض وصفه مؤخراً للرئيس الحالي إلى تسميته "القديس جو بايدن". إنَّها لكمة لا تصيب، وموجهة للصحافة أكثر من الرئيس على أيِّ حال.

الديموقراطيون سعداء بشأن فشل الجمهوريين في وصم "بايدن" بوصف يحتوى على ازدراء. وقال "مات بينيت"، رئيس مركز الأبحاث "الطريق الثالث" التابع للحزب الديمقراطي، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إنَّ هذه علامة على أنَّ "بايدن" يعمل بشكلٍ جيد، مضيفاً أنَّه لم يرتكب أي أخطاء جسيمة تقريياً، وليس لديه أي فضائح على الإطلاق، وقد فعل أشياء يحبها الناس.

الشعور بالرضا

استطلاعات الرأي الأخرى رفعت من الروح المعنوية لهؤلاء الديمقراطيين على نحو متزايد. وتشعر أغلبية صغيرة من الجمهور بالرضى إزاء الأداء الوظيفي الذي يحققه "بايدن"، وكانت مبادراته الرئيسية بشأن الإنفاق والضرائب تتمتَّع بالقبول وسط المشاركين في هذه الاستطلاعات.

ومع ذلك، فإنَّ بايدن لديه الكثير من نقاط الضعف. ووجد استطلاع مركز "بيو" نفسه الذي وجد قبولاً واسع النطاق لسمات "بايدن" الشخصية أنَّ غالبية الأمريكيين

لا يعتقدون أنَّه يشاركهم وجهات نظرهم.

لقد حصل على تقييمات منخفضة للغاية في تعامله مع الهجرة والأسلحة، كما اتخذ بعض المواقف غير المقبولة على نطاق واسع شعبياً. وتحظى متطلَّبات تحديد هوية الناخبين، التي يريد بايدن حظرها، بدعم قوي من الناخبين. وعادة ما تكون نتائج استطلاعات الرأي سيئة لمقاطعة كولومبيا، التي يدعمها بايدن.

وجدت الاستطلاعات مخاوف عامة بشأن كل الإنفاق. لقد حصل "بايدن" بالفعل على تقييم سلبي قليلاً بشأن هذه القضية. وإذا نجح في تمرير برامج إنفاق بقيمة تريليوني دولار، فقد يزداد هذا القلق. (وإذا فشل، ستكون لديه مشكلة مختلفة للتعامل معها).

شخصية أقل هيبة

لا يعني هذا أنَّه يمكن للجمهوريين أن يجعلوا "بايدن " يفقد شعبيته، لكن لديهم مواضيع يمكنهم العمل من خلالها. ويتمتَّع "بايدن" بشخصية أقل هيبة؛ لقد فاز بالولايات الحاسمة انتخابياً من خلال فارق أصوات 44 ألف ناخب فقط، وكان يخوض المنافسة ضد رئيس في منصبه لم يكن يحظى بشعبية طوال فترة ولايته، وكانت أرقام أدائه في أهم قضية اليوم- وهي وباء فيروس كورونا- سيئة.

يؤدي انخفاض الوفيات، وتراجع أعباء كوفيد-19، والانتعاش الاقتصادي الناتج عن ذلك، إلى تعزيز موقف "بايدن" في الوقت الحالي. وربما تساعده خطة الإنقاذ التي تركها ترمب في البيت الأبيض في جذب بعض الناخبين أيضاً.

لكن لا يمكن للديمقراطيين الاعتماد على الامتنان العام في الانتخابات النصفية لشهر نوفمبر في عام 2022. ولم يمنع النمو الاقتصادي الحزب في البيت الأبيض من تكبُّد خسائر كبيرة في 1994 أو 2006 أو 2014 أو 2018. (أو في عام 2010، لكنَّه لم يحقق المطلوب منه، لأنَّ الاقتصاد كان ما يزال في حالة سيئة حتى مع نموه).

من بعض النواحي، يبدو أنَّ هناك آفاقَ عودةٍ للجمهوريون أفضل مما كانوا عليه في السنة الأولى لتولي "باراك أوباما" المنصب. وتعدُّ أرقام تقييم أداء "بايدن" أقل مما كانت عليه في حالة "أوباما"، ويبذل أنصاره كل ما في وسعهم لبثِّ رسالة دقيقة مفادها أنَّ لديهم أجندة تقدُّمية أكثر قوة مما كانوا يفعلون في ذلك الوقت.

ومع ذلك، إذا بدأ الجمهوريون في تحقيق مكاسب، فقد نفوِّت الإشارات المبكِّرة؛ لأنَّنا معتادون على الانتباه إلى ذهاب وإياب الرجل في البيت الأبيض. ومن المرجح أن يجر الجمهوريون "بايدن" للسقوط من خلال ربطه بقرارات سيئة أكثر من تشويه سمعته شخصياً.

يمكنهم الفوز، لكن قد يضطرون إلى القيام بذلك من دون طريقة وصمه بلقب.