النفط بأعلى مستوى منذ مارس والذهب يفقد بريقه رغم ضعف الدولار

مشاركون يتفحصون برمجيات أسواق "جي بي مورغان">
مشاركون يتفحصون برمجيات أسواق "جي بي مورغان"> المصدر: Kholood Eid/Bloomberg
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد أسواق السلع انعكاساً في اتجاهاتها الذي تسير فيه منذ مطلع مارس الماضي، الذي بدأت فيه عمليات الاغلاق الاقتصادي بدول العالم نتيجة جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم في مستهل 2020.

وكان الاتجاه الصعودي للذهب منذ مارس الماضي وصل به لمستوى تجاوز 2000 دولار في أغسطس الماضي، فيما كان الهبوط سيد الموقف لسعر النفط، مع تقلب في حركة الدولار أوصلت مؤشره لمستوى فوق 100 نقطة، ثم عادت به دون 93 نقطة حالياً.

ومع تراجع حاد في الطلب على النفط في نهاية الربع الأول من 2020، نتيجة توقف حركة السير في معظم شوارع العالم واغلاق المطارات، هبط سعره في أبريل الماضي لمستوى دون 20 دولاراً لخام برنت، ومستويات صفرية للخام الأمريكي.

اَمال عودة الطلب على النفط

ولكن جاءت أمال الخروج من الجائحة مع إعلان شركات متعددة عن الوصول للقاح ضد فيروس كورونا لتلقي بظلالها على أسعار النفط، مع استعادة التفاؤل بعودة الحياة لطبيعتها، قفز سعر النفط تدريجياً ليصل خلال تعاملات اليوم الثلاثاء لأعلى مستوى منذ الأسبوع الأول من مارس الماضي، لتتداول العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير عند مستوى 47.6 دولار للبرميل، بزيادة تجاوزت نسبتها 4 بالمئة عن تداولات يوم أمس الإثنين، وكذلك قفز سعر الخام الأمريكي بنفس النسبة تقريباً ليلامس مستوى 45 دولاراً للبرميل.

واتفقت دول منظمة أوبك ودول من خارجها بينها روسيا – تحالف أوبك بلس - على خفض الإنتاج بمعدل 10 مليون برميل يومياً بدءاً من مايو الماضي وحتى أغسطس، مع تقليص حجم الخفض ليكون 7.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري، مع احتمال للحفاظ على نفس مستوى خفض الإنتاج لمدة 3 شهور أخرى تمتد حتى مارس 2021.

ارتفاع شهية المخاطرة

وأعلنت شركتي فايزر وموديرنا الأمريكيتين بدلية نوفمبر الجاري، عن الوصول للقاح فعال بنسبة تتجاوز 90 بالمئة ضد فيروس كورونا، وهو ما بدل حال أسواق السلع ليجد الذهب نفسه في مأزق مع تحول الأنظار لأسواق الأسهم وارتفاع شهية المخاطرة لدى المتداولين، لتبدأ عمليات بيع عنيفة على المعدن النفيس ليلامس خلال تعاملات اليوم 1800 دولار للاونصة بنسبة تراجع تجاوز 10 بالمئة عن أعلى مستوى وصل إليه في أغسطس فوق 2000 دولار، وذلك رغم ضعف الدولار والذي هبط لمستويات هي الأدنى منذ مارس 2018.

وساهمت عمليات سحب الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة في بداية أزمة كورونا في ارتفاع الطلب على الدولار ليقفز بنسبة تجاوزت 5 بالمثة خلال الربع الثاني من العام الجاري، حينما وصل مؤشر الدولار الذي يقيس أدائه أمام 6 عملات رئيسية فوق مستوى 100 نقطة، ولكن مع ضخ سيولة بالأسواق ومبادرات التحفيز التي اطلقتها البنوك المركزية، تراجع الدولار مرة أخرى عند مستوى هو الأضعف منذ مارس 2018.