"القائمة الخضراء" في بريطانيا تضرب موسم السفر في إسبانيا وإيطاليا

أين السياح؟.. أعلنت بريطانيا عن ضم البرتغال وجبل طارق وإسرائيل وآيسلندا للقائمة الخضراء للسفر، وهو ما يحرم البريطانيين من وجهات سفرهم المفضلة ويضرب السياحة الصيفية في إسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا
أين السياح؟.. أعلنت بريطانيا عن ضم البرتغال وجبل طارق وإسرائيل وآيسلندا للقائمة الخضراء للسفر، وهو ما يحرم البريطانيين من وجهات سفرهم المفضلة ويضرب السياحة الصيفية في إسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا المصدر: أ ف ب
Andrea Felsted
Andrea Felsted

Andrea Felsted is a Bloomberg Opinion columnist covering the consumer and retail industries. She previously worked at the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل يرغب أحد في عطلة في البرتغال؟

ارتفع الطلب على الرحلات إلى شواطئ "الغارف" في البلاد بعد أن كشفت المملكة المتحدة عما يسمى بـ "القائمة الخضراء" للأماكن المفتوحة للسفر مطلع الشهر الجاري.

انضمَّت البرتغال، وجبل طارق، وإسرائيل، وآيسلندا للقائمة الخضراء، مما يعني أنَّه يمكن للمسافرين الإنجليز حجز الإجازات هناك دون الحاجة إلى القلق بشأن الحجر الصحي عند عودتهم.

قد يكون إدراج عدد قليل نسبياً من البلدان في القائمة المعتمدة أمراً حساساً، نظراً لأنَّ أوروبا قد تخلَّفت عن المملكة المتحدة في التلقيح.

يريد المشرِّعون أيضاً تجنُّب تكرار الموجة الثانية من عدوى كوفيد- 19 في الخريف الماضي، التي أعقبت صيفاً من الإجازات.

لكنَّها تسبَّبت بضربة للاقتصادات السياحية في فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، واليونان، التي من المقرر أن تُفوِّت فرصة زيارة البريطانيين للشاطئ - على المدى القصير على الأقل. فقد تمَّ تصنيفهم باللون "الأصفر" كما في نظام إشارات المرور الذي يحكم السفر الدولي المسموح به اعتباراً من 17 مايو.

ضياع صيف آخر

تعدُّ بريطانيا وألمانيا أكبر البلاد المُصدرة للباحثين عن الشمس في الصيف. ونظراً لأنَّ رحلات البريطانيين إلى وجهاتهم المفضلة أصبحت باهظة الثمن وصعبة بسبب التصنيف ضمن فئة اللون "الأصفر"، التي تتطلَّب من المسافرين الحجر الصحي في المنزل بعد الرحلة، ودفع تكاليف اختبارات متعددة؛ فإنَّ العديد من الوجهات المرغوبة في البحر الأبيض المتوسط تخاطر بضياع صيف آخر.

تعدُّ قائمة بريطانيا مخيبة للآمال بشكلٍ خاص بالنسبة للبلدان ذات الجزر الشهيرة للغاية، مثل: إسبانيا، وإيطاليا، واليونان.

إنَّ وجود "مايوركا"، و"ميكونوس" على الأقل في القائمة الخضراء كان سيحرر البريطانيين من السفر دون الحاجة إلى الحجر الصحي.

تستعد اليونان للانفتاح على السياحة أمام الذين حصلوا على جرعات اللقاح بالكامل أو كانت نتيجة اختبارهم للفيروس سلبية في أسبوع السفر.

قد يعود المصطافون الألمان قريباً، وبدأت "توي" (TUI) رحلاتها إلى البلاد اعتباراً من منتصف الشهر الجاري. لكنَّ القيود التي تفرضها المملكة المتحدة قد تُضعف من أمل اليونان في إعادة الانفتاح على نطاق أوسع.

شركات الطيران في أزمة

ستعاني شركات الطيران أيضاً من وجود العديد من البلدان العالقة في التصنيف الأصفر والأحمر - فالأخيرة لديها قيود أكثر شمولاً، بما في ذلك الدفع مقابل الإقامة في فندق الحجر الصحي. كما ستتأثَّر "فيرجن أتلانتيك"، والخطوط الجوية البريطانية، بشكلٍ خاص، لأنَّ الولايات المتحدة لديها التصنيف الأصفر فقط.

ومع ذلك، من الواضح أنَّ هناك طلباً مكبوتاً ضخماً على السفر الدولي، برغم أنَّ توجيهات حكومة المملكة المتحدة تنصُّ على أنَّه لا ينبغي على الأشخاص في إنجلترا السفر إلى الدول المصنفة باللون الأصفر لقضاء وقت الإجازات، إلا أنَّ بعضهم قد يقررون المضي قدماً على أيِّ حال.

تحاول "توي" (TUI) تسهيل الأمر، وأعلنت الأسبوع الماضي أنَّها ستدعم اختبارات كوفيد، فهي تقدِّم جميع الاختبارات اللازمة للسفر إلى دول القائمة الصفراء مقابل 50 جنيهاً إسترلينياً (70 دولاراً) للشخص الواحد، وهو سعر أرخص بكثير من التكلفة الحالية، التي يمكن أن تصل إلى مئات الجنيهات.

ونظراً لأنَّ العمل من المنزل ما يزال حقيقة واقعة بالنسبة للكثيرين، فقد يقرِّر بعض المسافرين أنَّ رحلةً إلى إسبانيا أو اليونان تستحق التكلفة والوقت الذي يقضونه أساساً في عزلة.

يكمن الأمل الكبير في أن تحصل المزيد من البلدان على التصنيف الأخضر قبل ذروة موسم الصيف في يوليو وأغسطس. كان توقيت العديد من العطلات التي تمَّ حجزها في فبراير، في نشوة الاندفاع بعد وضع رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لخريطة الطريق لإعادة الانفتاح، كانت من يوليو فصاعداً. كما ستتمُّ مراجعة القائمة كل ثلاثة أسابيع.

دفعة للاقتصاد البريطاني

إذا لم تصبح الوجهات الأكثر شعبية ضمن التصنيف الأخضر قبل الصيف، أو إذا تمَّ تغيير وضعها بعد فوات الأوان، فيمكن أن يختار المزيد من البريطانيين البقاء في الوطن.

سيكون ذلك بمثابة دفعة للاقتصاد المحلي، وربما هو سبب آخر لتحذير الحكومة بشأن استئناف السفر الدولي. ولكن قد لا يكون هناك ما يكفي من أماكن الإقامة المناسبة للتجوُّل.

قالت شركة "وايتبريد" (Whitbread) المتخصصة في مجال الضيافة مؤخراً، إنَّ الحجوزات كانت قوية في سلسلة فنادق "بريمير إن" في المدن الساحلية والتاريخية في المملكة المتحدة، وبالقرب من الجبال، والبحيرات.

إذا لم يتم تمديد القائمة الخضراء في الوقت المناسب، فقد نرى المزيد من البريطانيين يستبدلون إسبانيا مقابل "سكيجنيس" الإنجليزية.