هل أنت مستعد للاستقالة من عملك؟ يبدو أنَّك لست الوحيد الذي يفكِّر في الأمر، لأنَّ "الاستقالة العظيمة قادمة" كما يقول "أنتوني كلوتز"، الأستاذ المشارك في مجال الإدارة بجامعة "تكساس ايه آند ام".
أجرى "كلوتز" دراسة على ظاهرة استقالة المئات من وظائفهم، ووجد أنَّ "الناس يميلون للإبقاء على وضعهم دون تغيير عندما تكون هناك حالة من عدم اليقين. لذلك؛ فإنَّ هناك الكثير من الاستقالات المؤجَّلة من العام الماضي". ويشير إلى أنَّ الأرقام تُظهر تضاعف عدد الاستقالات نتيجة معرفة الكثيرين لحقيقة التداعيات التي فرضها الوباء على نمط حياتهم، كتلك التي تتعلَّق بالأوقات المخصصة للعائلة، والعمل عن بُعد، والمواصلات، والمواعيد الغرامية، والحياة، والموت، وغير ذلك. وهذا يعني بشكل عام أنَّ الكثير من الموظفين بات بإمكانهم إدارة ظهورهم لروتين المكاتب التي تعمل بدوام كامل من الصباح حتى الرابعة أو الخامسة عصراً.
سألنا "كلوتز" عما يمكن توقُّعه مع تسارع الاستقالات، وهذه إجاباته:
سيواجه الجانبان مزيداً من حالة عدم اليقين، لأنَّ الشركات ستحاول استشكاف كيفية المحافظة على ثقافاتها وعلى موظفيها، ولديها العديد من الخيارات في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، تتساءل إدارات العديد من الشركات حول ما إذا كنت تريد العودة إلى العمل بدوام كامل، أو العمل عن بُعد، أو العمل ثلاثة أيام من المكتب والباقي من المنزل، أو العكس، أو غير ذلك. وسيظلُّ من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الخيارات دائمة أو مؤقتة، وبالتالي من الصعب على الموظفين اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيبقون في وظائفهم أم سيتركونها.
لا، فهناك الكثير من الموظفين الذين لا يريدون الاستقالة. وإذا سمحت لهم شركاتهم بمواصلة العمل من المنزل، أو في مكان العمل لساعات أقل؛ فإنَّهم سيفعلون ذلك، ولن يلجأوا إلى الاستقالة.
فكِّر جيداً في كل الأسباب. هل كل ما يقلقك هو أنَّ شركتك لن تتعاون معك، ولن تتيح لك العمل بدوام جزئي أو عن بُعد أو حتى الحصول على إجازة؟ إذا كان هذا هو الأمر، تأكَّد من فهمك التام لخطط شركتك. فعلى سبيل المثال، إذا طُلب من الجميع العودة إلى المكتب، وقرر أفضل ثلاثة موظفين الاستقالة بسبب ذلك؛ فإنَّ المؤسسة قد تعيد التفكير في قرارها.
فكِّر في العودة إلى المكتب لأسبوع أو أسبوعين على الأقل. اعتبر الأمر اختباراً لافتراضاتك وتوقُّعاتك، إذ عادةً ما يخطئ البشر في التنبؤ بما يمكن أن يشعروا به في الواقع.
قد يكون لدى زملائك في العمل، أفكار مشابهة لما تفكر به. يمكنك أن تتخيَّل فكرة واحدة، وهي أنَّ أحداً لا يرغب حقاً في العودة إلى المكتب، لكن على الأقل سيكون هناك شخص آخر يفكر بطريقة مختلفة. اتصل به لتقول، إنَّك لن تعود إلى العمل، لكن امنح نفسك الوقت الكافي قبل إجراء هذه المحادثة الصعبة.
سيكون من المغري بشكل خاص استخدام الوسائط الإلكترونية، لكن البحث أظهر أنَّ المؤسسات والمديرين عموماً، يتعاملون بشكل سيىء مع إرسال بريد إلكتروني في هذا الخصوص، أو ترك ملاحظة على مكتب المدير.
أخبره أنَّك حاولت، لكن الأمر غير مناسب بالنسبة إليك. سينظر المدير إلى الأمر بتقدير أكبر من لو لم تكن هناك أي محاولة. و أسبابك يجب أن تكون صادقة، برغم أنَّه من الأفضل عدم التعبير صراحةً عن كل الأسباب. وعلى سبيل المثال؛ إذا كانت الوظيفة لا تفي باحتياجاتك، لا داعي لأن تكشف له عن ذلك، وقدِّم له أسباباً محددة، كأن تقول مثلاً، إنَّك تنوي مواصلة دراساتك العليا، أو تواجه صعوبة في المواصلات.
حاول التحكُّم في طريقة التواصل مع المؤسسة التي تعمل لديها، ومع زملائك، ورئيسك في العمل. من خلال رسائل البريد الإلكتروني، لن تكون قادراً على ذلك، إذ غالباً ما تُفهم تلك الرسائل بطريقة خاطئة، وهذا ما لا تريده إن كنت تنوي تقديم استقالتك، وترك انطباع إيجابي في الوقت ذاته.
هناك الكثير من الموظفين الذين يتركون عملهم، ثم يعودون إليه مرة أخرى. قد تجد بعد عام من الآن أنَّ قرارك لم يكن صائباً، وتقرر العودة من جديد إلى المكان الذي تخليت عنه. بالطبع، لن تنجح في ذلك إنْ لم تكن قد تركت وراءك أثراً إيجابياً.