"جيه بي مورغان" ينسحب من بيع سندات بعد عزوف المستثمرين بسبب التسعير

العلامة التجارية لـ"جيه بي مورغان" على مدخل مقر المصرف في نيويورك. الولايات المتحدة
العلامة التجارية لـ"جيه بي مورغان" على مدخل مقر المصرف في نيويورك. الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت مصادر مطلعة، إن بنك "جيه بي مورغان" توقف عن إدارة بيع سندات عامة في منتصف سير عملية التسويق، بعد أن عجزت عن توفير طلب كافٍ بسعر معين.

تم تكليف البنك، إلى جانب "بي إن بي باريبا"، ببيع صفقة قيمتها 75 مليون يورو (92 مليون دولار) لشركة تصنيع مكوّنات السيارات "آلدير بيلزير هولدينغ" (Adler Pelzer Holding) في وقت سابق من هذا الشهر، ولكن عند تسعير المعاملة، قامت "آلدير" بتعيين "بي إن بي باريبا" فقط كمدير للاكتتاب.

ويسلط هذا الحدث الضوء على التنافس المستمر بين البنوك الاستثمارية الأوروبية، والذي أصبح أكثر حدة في السنوات الأخيرة، بسبب تغذية سياسات الأموال الرخيصة الموضوعة من قبل البنوك المركزية، لأحجام قياسية من مبيعات الديون.

شهدت أسواق الولايات المتحدة مستويات مماثلة من المنافسة المتزايدة، ففي مايو الماضي، ألغت "يونايتد إيرلاينز" صفقة سندات قادها "جيه بي مورغان" بسبب خيبة أملها في الشروط المعروضة. وبعد أقل من شهرين، انقضت شركة "غولدمان ساكس" للفوز بدور رئيس في صفقة ديون جديدة بمليارات الدولارات لشركة الطيران.

وامتنع ممثلو "بي إن بي باريبا" و"جيه بي مورغان" عن التعليق.

حدود المستثمرين

يعتبر انسحاب بنك أثناء عملية قائمة لبيع سندات تطوراً غير معتاد، ويُظهر أن هناك حدوداً لما يرغب المستثمرون في دفعه رغم تعطشهم للحصول على العائد.

استغرقت صفقة "آلدير"، التي ستتم إضافتها إلى سندات الشركة الحالية البالغة 350 مليون يورو، أسابيع لإطلاقها، بعدما تم غمر المستثمرين بكمية قياسية من مبيعات السندات من الدرجة غير الاستثمارية، وقاموا بتقديم عرض صغير، قد لا يملك السيولة الكافية للتداول فيه.

ويعني هذا أنه تعيّن على البنوك تكثيف البحث للعثور على المستثمرين المهتمين خلال عملية التسويق، وبالسعر المناسب. وحاول "جيه بي مورغان" تقديم السند في الصفقة بسعر نقدي يتراوح بين 94 و95 يورو للمستثمرين، لكنه لم تتمكن من العثور على طلب كافٍ، وفقاً لمصدر مطلع على الأمر.

تزامنا مع ذلك، تمكن "بي إن بي باريبا" من إبرام الصفقة مع المستثمرين، وإن كان بسعر أقل عند 92.5 يورو للسند، وهو ما يعادل عائداً نسبته 7% تقريباً. وبسبب ندرة الأوراق المالية ذات العوائد المرتفعة هذا العام، جرت عادة زيادة مبيعات السندات رغم تحذيرات المحللين من خطر التقييمات الثرية.

تتجه السندات الأوروبية ذات العائد المرتفع لتحقيق أول خسارة شهرية لها منذ شهر سبتمبر، مع تحقيق عوائد سلبية للقطاع نسبتها - 0.03%، وفقاً لمؤشرات "بلومبرغ باركليز".

كما ظهرت المؤشرات على تراجع الشهية للقطاع في بيانات تدفق الأموال الأخيرة، إذ سحب المستثمرون في أوروبا 189 مليون دولار من الصناديق ذات العائد المرتفع خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب 126 مليون دولار تم سحبها من الأسبوع الذي سبقه.