تجدد الخلافات في "فولكس واغن" بشأن اختيارات المديرين التنفيذيين

هربرت ديس
هربرت ديس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يكافح هربرت ديس، رئيس شركة "فولكس واغن الألمانية لصناعة السيارات، لكسب التأييد لاختياراته لشغل المناصب التنفيذية العليا، ويدفع مجلس الإدارة إلى دعم إصلاحات أكثر أهمية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

واقترح ديس أكثر من ثلاثة مرشحين لخلافة المدير المالي فرانك ويتر، الذي لم ينل دعم أصحاب المصلحة الرئيسيين، قبل تصويت مجلس الإشراف في شركة صناعة السيارات، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لأن المناقشات كانت سرية.

وكان أحد المرشحين هو أرنو أنتليتز، المدير المالي لشركة "أودي Audi" الذي انتقل إلى قسم السيارات الفاخرة في مارس، بعد صدام مع قادة عماليين أقوياء في وظيفته السابقة، كمديرٍ مالي لعلامة سيارات فولكس واغن الرئيسية، على حد قول الأشخاص.

ولا يوجد اتفاق حتى الآن على شغل منصب رئيس إدارة المشتريات الشاغر. ويعتبر هذان المنصبان رئيسيين لجهود ديس لخفض التكاليف وتعزيز الكفاءة في شركة فولكس واغن، التي وافقت على خطة استثمارية بقيمة 150 مليار يورو (178 مليار دولار).

هربرت ديس

ويحاول ديس (62 سنة) منذ أربعة أعوام إحداث تغيير في الهيكل غير العملي لدى "فولكس واغن" العملاقة، والتركيز على عملياتها الرئيسية في صناعة السيارات، لكن جهوده حتى الآن لم تسفر إلا عن تحقيق نتائج متواضعة.

وفي محادثات مع كبار أصحاب المصلحة، أثار الرئيس التنفيذي احتمال تمديد عقده إلى ما بعد عام 2023، لكن الفوز بدعم أغلبية الثلثين المطلوبة من مجلس الإشراف في فولكس واغن، سيكون بمثابة معركة شاقة، وفقاً لما ذكره الأشخاص.

وعادة ما يكون العقد جاهزاً للتجديد قبل عام من انتهاء مدته.

وقال رئيس مجلس أعمال فولكس واغن وعضو مجلس الإدارة الإشرافي، بيرند أوستيرلوه، في منشور على موقع "لينكد إن LinkedIn" يوم الأربعاء: إنه غير مدرك لأي خلاف ويريد مواصلة العمل مع ديس "لتطوير فولكس واغن بنجاح في السنوات القادمة".

ورفضت فولكس واغن التعليق. ولم يستجب ممثلو عائلة بورشه وبايش، اللتان تمتلكان غالبية أسهم الشركة التي لها حق التصويت، لطلبات التعليق.

الدفع الكهربائي

وأعطى ديس دفعة قوية للسيارات الكهربائية التي يرى المحللون أنها أصبحت ميزة تنافسية، لكن أسلوبه الحاسم في الإدارة أثار قلق العاملين في الشركة. والتحق ديس بشركة فولكس واغن قبل 5 سنوات قادماً من شركة (بي إم دبليو إيه جي BMW AG)، ونحى العديد من المديرين التنفيذيين جانباً في تغيير شامل للإدارة هذا الصيف.

ويمكن أن يعرقل تجدد الخلاف الداخلي جهود فولكس واغن لتحدي قيادة شركة تسلا للسيارات الكهربائية، من خلال إنفاق 73 مليار يورو على التكنولوجيا، خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال ديس: إن بقاء الشركة يعتمد على خوض تحول هائل لتشغيل سياراتها بالبطاريات والبرامج المتطورة.

ويخطط المدير المالي لـ "فولكس واغن"، فرانك ويتر 61 عاماً، تخليه عن المنصب في نهاية يونيو 2021 لأسباب شخصية.

وتبحث شركة صناعة السيارات عن مدير مشتريات، منذ أن أعلنت في يونيو من هذا العام، أن "ستيفان سومر" سيغادر بعد أقل من عامين في الوظيفة.

أمر مزعج جداً

وشكك بعض المستثمرين في التزام "فولكس واغن" بالإصلاح، مشيرين إلى التكاليف الباهظة للشركة، والخطوات الأكثر أهمية التي اتخذتها الشركات المنافسة لإعادة هيكلة العمليات الموروثة.

وكثيراً ما اشتبك ديس مع النقابات المؤثرة، التي غالباً ما تدعمها ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، ثاني أكبر مساهم في الشركة بحصة 20 بالمئة.

وأزال مجلس الإدارة السيطرة المباشرة للرئيس التنفيذي على العلامة التجارية، التي تحمل الاسم نفسه لشركة فولكس واغن في يونيو، بعد رفض طلبه لتمديد العقد وخلافات أخرى.

وتدعم عائلتا بورش وبايش عموماً جهود ديس للإصلاح. لكن عشيرة الملياردير التي تمتلك 53 بالمئة من حصص التصويت، تميل إلى تجنب النزاعات المباشرة مع نقابات العمال وولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، التي تتمتع بحقوق نقض واسعة النطاق مدعومة من قبل لوائح الشركة.

وكتب أرندت إلينجهورست المحلل في "سانفورد سي بيرنشتاين" خطاباً مفتوحاً إلى زعيمي العائلتين، وولفجانج بورش، وهانز ميشيل بايش الأسبوع الماضي، يحثهما على توضيح ما إذا كان ديس لا يزال يتمتع بدعمهما الكامل.

وقال إلينجهورست: "إنه أمر مزعج للغاية أن نرى الخلاف العام المستمر بين مجلس العمال والإدارة" بدون تحديد.

وتابع "من المستحيل إدارة شركة عندما يتم تقويض كل قرار إداري مثير للجدل من داخلها".