منقّبان عن النفط الصخري يربكان المحللين بعد اندماج قيمته 7.4 مليار دولار

منصة حفر نفطية نشطة تقف في ميدلاند، تكساس، الولايات المتحدة
منصة حفر نفطية نشطة تقف في ميدلاند، تكساس، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يطالب مستثمرو النفط الصخري بمزيد من الاندماج في قطاع النفط الأمريكي، ولكن ليس من خلال مثل هذه الصفقة.

أدى اندماج شركة "كابوت أويل آند غاز كورب" مع شركة "سيماريكس إنيرجي" إلى إرباك المستثمرين والمحللين، مما جعلهم يتساءلون عن المنطق وراء هذه الشراكة التي تقول عنها الشركات إنها ستزيد من التنويع. تعمل "سيماريكس" غالباً في مجال استكشاف النفط بتكساس وأوكلاهوما، بينما تُركز "كابوت" على التنقيب عن الغاز الطبيعي في حوض "مارسيللوس" الصخري في أبالاتشيا.

ورغم أن الشركتين تتبعان المسار الذي بدأه مستكشفو النفط الصخري الآخرون مؤخراً من خلال إبرام صفقات لا تنطوي على أي علاوة استحواذ تقريباً، إلا أنها لم تكن كافية لجذب المستثمرين، حيث تراجعت أسهم كل من شركتي الحفر.

محللون في "سيتي غروب" قالوا إن الصفقة على جميع الأسهم والتي تُقدّر قيمتها بنحو 7.4 مليار دولار، كانت بمثابة اقتران غير متوقع لأنها تخلق تنوعاً جغرافياً، على عكس المعاملات الرئيسة الأخرى في القطاع مؤخراً. خفّضت شركة "كي بانك كابيتال ماركتس إنك" تصنيف أسهم "سيماريكس" بسبب عدم وجود علاوة، وما اعتبرته الشركة بلا فائدة إستراتيجية واضحة للمستثمرين. كما قالت بلومبرغ إنتليجنس إنه كان أثر منطقي لـ"سيماريكس" في إيجاد شريك يُركز على حوض "بيرميان".

كتب أندرو ديتمار، المحلل في "إنفيروس"، في بيان رسمي: "تأتي هذه الصفقة مفاجأة بعض الشيء، ولا تتحلى بالوضوح الذي يُمكن إيصاله للمستثمرين. قد يتساءل بعض المستثمرين عن سبب عدم متابعة الفرص في الأحواض، قبل عقد صفقة مفاجئة متعددة الأحواض".

انتعش إبرام الصفقات في قطاع النفط الصخري بعد ارتفاع أسعار النفط من أدنى مستوياتها في حقبة الوباء. وأظهرت بيانات بلومبرغ أن عدد صفقات التنقيب والإنتاج الأمريكية التي تم الإعلان عنها أو إغلاقها هذا العام، تضاعف أكثر من أربعة أضعاف إلى حوالي 26 مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.

وقال توم جوردين، الرئيس التنفيذي لشركة "سيماريكس"، في مقابلة هاتفية: "نحن لا نحاول حقاً تخمين ردود أفعال الناس، لكن هذه خطوة طويلة الأمد وسوف نكسب منتقدينا".

على النقيض من ذلك، اشتعل الحماس في الأسواق قبل أسبوعين بعد إعلان شركتي "بونانزا كريك إنيرجي إنك"، و"إكستراكشين أويل آند غاز إنك" عن صفقة لجميع الأسهم تُقدّر قيمتها بنحو 1.1 مليار دولار، ستجمع بين الأصول في كولورادو. راقت الصفقة المنخفضة الأقساط إلى المساهمين لأنها تهدف إلى تعزيز البصمة الحالية للشركات في المنطقة، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسهم شركتي "بونانزا" و"إكستراكشين".

جوردين أضاف: "أدرك أن هذا يختلف قليلاً عن العديد من الآخرين، ونحن لا نركز بشكل كبير على المدى القصير هنا".

ولا يعتبر اندماج "كابوت" مع "سيماريكس" السيناريو الأفضل. فلقد واجه المنقّبون عن النفط المثقلون بالديون والذين يتعرضون لضغط بسبب الانهيارات المتتالية في سوق النفط، احتمالات قاتمة للإفلاس أو الاندماج مع منافس أقوى. وقال جوردن إن الصفقة، التي تعتبر أكبر اندماج في قطاع الصخر الزيتي الأمريكي منذ ما يقرب من عام، لم تكن دفاعية وستسمح للشركات باللجوء إلى عمليات الاستحواذ الأكبر التي لم يكن بوسعها السعي وراءها بمفردها، وتُقدّر مبالغها بـ 1-2 مليار دولار.

قال جوردين أيضاً إن "هذه خطوة هجومية من جانبنا، وبهذه القوة المالية المجمّعة، ستصبح لدينا مرونة كبيرة لا يتمتع بها أي منا منفرداً."

وستتم إعادة تسمية منتج الطاقة المدمج حديثاً، ليكون مقره في هيوستن تحت قيادة جوردين كرئيس تنفيذي للشركة، بينما سيظل دان دينغز، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة "كابوت" رئيساً تنفيذياً إدارياً.

يتوقع أن تكتمل الصفقة في الربع الرابع شريطة موافقة المساهمين، وفقاً لبيان صادر عن الشركتين، على أن تمنح الصفقة مساهمي "كابوت" حوالي 49.5% من الكيان المندمج، بينما سيحتفظ مساهمو "سيماريكس" بالباقي.