"كورونا" يضرب أكبر مصانع القفازات الجراحية في العالم

موظف يراقب قفازات اللاتكس على قوالب يدوية الشكل تتحرك على طول خط إنتاج آلي
موظف يراقب قفازات اللاتكس على قوالب يدوية الشكل تتحرك على طول خط إنتاج آلي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ضربت الموجة الجديدة لتفشي فيروس كورونا المثيرة للقلق قلب مكان غير متوقع في ماليزيا، وهو مجمع المصانع المترامي الأطراف لأكبر صانع للقفازات الجراحية في العالم، حيث يعرض هذا التفشي للفيروس قدرات تصدير رئيسية لمركز التصنيع في جنوب شرق آسيا للخطر ، علاوة تهديد مرحلة تعافي اقتصادي في مهدها.

أمرت الحكومة الماليزية الأسبوع الماضي شركة " توب جلف كورب Top Glove Corp " بإغلاق 28 من منشأتها الصناعية على مراحل، بعد أن سجلت منشآتها في مقاطعة كلانج بولاية سيلانجور 1067 حالة إصابة بفيروس كوفيد -19، من أصل 1884 حالة يومية جديدة في ماليزيا.

أرقام قياسية

سجلت الإصابات الجديدة رقما قياسيا يوم الثلاثاء الماضي وصل إلى 2188 في يوم واحد، جاء أكثر من نصفها من التجمع لسكني لشركة " تيراتاي Teratai" ذات الصلة بمساكن العمال التابعة لشركة "توب جلف Top Glove".

ولكن شركة" توب جلف Top Glove" ردت يوم الأربعاء الماضي على ذلك وقالت، إن العدد الكبير من الحالات كان بسبب زيادة عدد الاختبارات للعاملين، وأنها تتوقع أن ينتهي تفشي المرض في منشآتها في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وسجلت ماليزيا الأربعاء 970 إصابة جديدة بكوفيد -19.

وتوضح اصابات التجمع السكني للعاملين في شركة"توب جلف Top Glove " التحديات التي تواجه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ، والتي يبدو أنها كانت مسيطرة على الفيروس، حتى أواخر سبتمبر، عندما ساعدت الحملات الانتخابية للسياسيين الذين شاركوا في انتخابات في ولاية "صباح" في مدينة "بورنيو" في انتشار العدوى في جميع أنحاء البلاد.

عرقلة الانتعاش الاقتصادي

يهدد تجدد تفشى العدوى بإعاقة الانتعاش الاقتصادي في دولة توفر حوالي ثلثي القفازات المطاطية في العالم.

قال محمد سيف الدين سابوان، الخبير الاقتصادي في شركة "كينانجا ريسيرش Kenanga Research " ومقرها كوالالمبور: "إن عودة ظهور عدوى كوفيد -19 قد تهدد تعافي النمو في الربع الأخير من هذا العام وربما في الجزء الأول من العام المقبل حتى نحصل على اللقاح".

وضع الكفاح من أجل وقف عودة ظهور فيروس كورونا ماليزيا خلف إندونيسيا في تصنيف بلومبرغ لمقاومة كوفيد، والذي يقيس نجاح الدول في مكافحة الفيروس مع الحد الأدنى من الاضطرابات الاجتماعية والتجارية. وجرى تصنيف الأخيرة في المرتبة 19، ب10 درجات فوق ماليزيا - على الرغم من كونها نقطة نشطة لتفشة الفيروس في جنوب شرق آسيا.

وقالت شركة " توب جلوف Top Glove" إن الإصابات في التجمع السكني التابع ل "تيراتاي Teratai " نشأت على الأرجح من حالات ظهرت في أوائل أكتوبر في منطقة "ميرو" في مدينة "كلانج".

التجمعات السكنية للعمال

وتعتبر التجمعات السكنية مقر اقامة لآلاف العمال المهاجرين، معظمهم من عدة دول من بينها، نيبال وبنجلاديش، والذين يشكلون العمود الفقري لقطاع القفازات المطاطية في ماليزيا والذي من المتوقع أن يحقق عائدات تصدير تبلغ 29.8 مليار رينجت (7.3 مليار دولار) هذا العام.

ويبدو أن القفزة الكبيرة في عدد الحالات الجديدة تتركز محليا، لكن الفشل في السيطرة على الانتشار قد يضر الشركات إذا تم تمديد القيود الاجتماعية، وفقا لمحمد عبد الرشيد، كبير خبراء الاقتصاد في بنك إسلام ماليزيا بي إتش دي Bank Islam Malaysia Bhd".

وتابع: "لذا فإن إتخاذ القرارات سيعتمد بشكل كبير على البيانات ويجب أن تكون ذكية وديناميكية للغاية".

وليست ماليزيا وحدها في مكافحة تفشي المرض في مساكن العمال المهاجرين المكتظة، كذلك تكافح سنغافورة المجاورة تفشى العدوى في مساكن العمال الأجانب، على الرغم من أن البلاد تمكنت من احتواء خطر العدوى. وأدت قفزة هائلة في عدد حالات الإصابة الجديدة في هذه المساكن قرب بداية الوباء إلى إجبار سنغافورة على اعتماد إجراءات إغلاق صارمة على مستوى الدولة استمرت لأشهر.

السياسات الصحية

وقال "وونج تشن" النائب المعارض بالبرلمان في الاسبوع الماضي: "تحتاج ماليزيا إلى اعتماد سياسات صحية تستخدمها سنغافورة للعمال الموثقين (المسجلين وفقا لنظم العمل والإقامة) وتقديم الدعم المالي للمصانع لتنفيذ تدابير أفضل للإسكان والصحة العامة".

أما بالنسبة للعمال غير المسجلين، فإن الحكومة بحاجة إلى تتبع وتوثيق وتوفير وضع عمل قانوني علي نحو جزئي لهم. وبدون مثل هذه الاجراءات سيستمرون في تشكيل تهديد للصحة العامة للجميع ".

أفادت صحيفة "ستار Star" يوم الخميس نقلا عن وزير الدفاع إسماعيل صبري يعقوب ، أن ماليزيا ستفرض فحصًا إلزاميًا لـ كوفيد 19، على 1.7 مليون عامل أجنبي في البلاد بسبب العدد الكبير من الحالات في المساكن العمالية.

في غضون ذلك ، انتعشت أسهم Top Glove يوم الخميس من بعد انخفاض دام يومين بنسبة 9.5 بالمئة ومع ذلك، فإن السهم معرض لأكبر خسارة شهرية له منذ مارس 2008 ، حيث قالت الشركة إن الإغلاق سيؤخر بعض عمليات التسليم لمدة تصل إلى أربعة أسابيع ويخفض مبيعات السنة المالية 2021 بنسبة 3بالمئة.

ويعتمد استمرار الإنتاج في هذه المصانع والأنشطة الاقتصادية الأخرى علي نحو طبيعي على ما إذا كانت ماليزيا ستتمكن من كبح الموجة الأخيرة من كوفيد-19 دون اللجوء إلى الإغلاق مرة أخرى.

قال "داني وونج تيك مينج"، الرئيس التنفيذي لشركة" اريكا كابيتال اس دي إم Areca Capital Sdn" إنه يرى تجدد تفشى فيروس كورونا على أنه "وضع يمكن التحكم فيه"، حيث يمكن التحكم في المساكن العمالية المرتبطة بالمصنع إذا تم فرض معايير تشغيل أكثر صرامة.