"تسلا واي" و"تايكان" يتذيَّلا قائمة السيارات الكهربائية الموثوق بها

سيارة تسلا واي.
سيارة تسلا واي. المصدر: تسلا
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحمل آخر الاستطلاعات التي تقيس موثوقية السيارات من منظمة تقرير المستهلك غير الربحية "Consumer Report" رسالةً لمالكي السيارات الكهربائية الحديثة، وتقول فحواها: "من المرجَّح أن تواجهوا بعض المشكلات المنغِّصة".

وفشل الطراز "واي" الجديد من شركة "تسلا" (Tesla Inc) في الحصول على توصية المنظمة بسبب عيوب وصفتها بـ"الأساسية" في التصنيع، كالانحرافاتٍ في الهيكل، والألوان غير المتطابقة، حتى إ أعلن "تقرير المستهلك" في بيان له من خلال مسح أُجري على أكثر من 300 ألف سيارة أنَّ أحد المستهلكين أبلغ عن وجود شعر بشريٍّ عالق في الطلاء.

ولقد وضعت تقييمات الموثوقية هذه شركة "تسلا"، التي جاءت سياراتها من طراز "واي" و"إس سيدان" تحت المتوسط، في المرتبة الثانية قبل الأخيرة في الترتيب العام للسيارات في المجلة، ولكنها ليست الوحيدة ضمن العلامات التجارية التي تواجه مخاوف بخصوص إنتاجها من السيارات الكهربائية.

وفي حين تخوض "بورش" (Porsche) المملوكة لشركة "فولكس فاغن" أول تجربة لها في مجال طاقة البطاريات النقيَّة من خلال سيارة "تايكان" (Taycan)، إلا أنَّ هذه الأخيرة فقدت توصيتها بالتقرير بسبب احتمالية وجود صعوبة في نظام اتصالات السيارة والتكنولوجيا الترفيهية بها، لكنَّ "تقرير المستهلك" رفض الإدلاء بمزيد من الأحكام حتى حصوله على معلومات أكثر.

كما أشار التقرير إلى أنَّ سيارة "إس يو في إي-ترون" (e-Tron SUV) الكهربائية من "أودي"، الوحدة الشقيقة لـ"فولكس فاغن"، صُنِّفَت على أنها "أسوأ بكثير من المتوسط" بسبب عيوب في نظام القيادة ومعدات الطاقة أيضاً.

وأشارت "بورش" إلى أنَّها تتطلَّع إلى تقييم "تقرير المستهلك" لـ"تايكان" بمجرد توفر البيانات الكافية للقيام بذلك.

وقال "ماركوس كابيل"، المتحدِّث باسم "بورش"، ضمن رسالة بريد إلكتروني: "نحن نشعر أنَّ الحكم على (تايكان) استناداً إلى اتجاهات الصناعة الأوسع نطاقاً بدلاً من الاعتماد على البيانات المحددة الخاصة بالسيارة، قد يكون مضللاً للمستهلكين".

نماذج جديدة.. عثرات أكثر

يواجه مصنِّعو السيارات عادةً معظم العثرات والتحديات بشكل خاصٍّ في مرحلة إدخال التقنيات الجديدة لأول مرة في سياراتهم. وقد تكون الإصدارات الأخيرة من السيارات الكهربائية عرضة للعيوب بشكل خاصٍّ، كونها تمثل النماذج الأُولى بين عشرات السيارات الجديدة المتوقع طرحها لأول مرة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

من جهته، يقول "جيك فيشر"، وهو كبير مديري اختبارات السيارات في "تقرير المستهلك"، إنَّ تقارير المستهلك تتنبأ بتسجيل معدل موثوقية أقل من المتوسط لمجموعة من هذه المركبات الكهربائية الجديدة، لا سيَّما سيارة "موستانج ماخ-إي" (Mustang Mach-E) من شركة "فورد موتور"، وسيارة "مرسيديس إي كيو سي" (Mercedes EQC) من شركة "دايملر"، وسيارة "البيك أب آر 1 تي" من شركة "ريفيان أوتوموتيف" (Rivian Automotive Inc) التي تدعمها شركة "أمازون"، وهو الآن بصدد إعادة تقييم الطريقة التي تُقاس بها الجودة للتكيُّف مع العصر الكهربائي الجديد.

وأردف "فيشر" عن النماذج الكهربائية الجديدة قائلاً: "هي تتمتَّع بالبساطة، فليس لديها نظام نقل أو وقود، إلا أنه بالرغم من ذلك تُعَدُّ المركبات الكهربائية جديدة بالنسبة إلى المصنٍّعين، وعادةً ما تقترن بكثير من التقنيات الحديثة، مما يعني وجود فرصة أكبر لحدوث أمر سيئ".

ويضيف "فيشر" أنَّ "تسلا" فريدة من نوعها في هذا التقييم لأنها تقدًّم السيارات العاملة بالبطاريات على مدى سنوات، إلا أنَّ غالبية مشكلاتها تتعلق بمبادئ التصنيع.

ومن الجدير بالذكر أنَّ سيارة "سيدان موديل 3" (Model 3 sedan) الوحيدة التي نجحت في الحصول على توصية من "تقرير المستهلك"من بين نماذجها الأربعة. واحتلت شركة "تسلا"، وهي مُصنِّع السيارات الأكبر قيمة في العالم، المرتبة 25 من بين 26 علامة تجارية شملها الاستطلاع.

وعن حالة شركة "تسلا"، قال فيشر: "هُم تقريباً يعدُّون أساسيات التصنيع التي يتعيَّن على شركات السيارات الأخرى التعامل معها من المسلَّمات". وأردف: "(تسلا) بحاجة إلى أخذ هذه الأمور على محمل الجدِّ أيضاً، وهو ما سيمكِّنهم من إنتاج مجموعة نماذج مقنعة للغاية".

لكن "إيلون ماسك"، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، لا يرى أنَّ ذلك يمثِّل مشكلة طويلة الأمد بالنسبة إلى علامته التجارية، إذ يرى أنَّ القوة التنافسية الرئيسية لشركة "تسلا" في المستقبل، ستتمثل في "التصنيع الممتاز".

وقال "فيشر" معلِّقاً على أرباح شركة "تسلا" للربع الثالث، بأنَّها "مخالفة للبديهة، ولكنني على ثقة تامة أنَّ هذا ما سيحدث".

ولم تَرد شركة "تسلا" على طلب للتعليق عبر البريد الإلكتروني.

أطراف القائمة

وهناك شركة "فورد" التي تعيَّن على "جيم فارلي"، الرئيس التنفيذي الجديد لها، العمل على رفع درجات موثوقيتها أيضاً، إذ كانت سيارة "إكسبلورر إس يو في" (Explorer SUV) الطراز الأقل موثوقية في هذه القائمة. وهي التي كان إطلاقها المتعثِّر في شيكاغو، قد أدَّى إلى تراجع أرباحها العام الماضي، وكان المالكون قد اشتكوا من ناقل الحركة، ومشكلات إلكترونية داخل السيارة، وتحدِّيات في معدَّات الطاقة، ومشكلات مع المحرك، وهيكل السيارة.

أما شركة "مازدا موتور" فتصدَّرت المركز الأول للمرة الأُولى على الإطلاق بسبب تبنِّيها عمليات إعادة تصميم متواضعة فحسب، وهو المسار نفسه الذي سلكته شركة "تويوتا موتور" اليابانية مع علامتها التجارية الفاخرة "لكزس".