الصين تزيح أمريكا وتصبح أكبر سوق لشركات "آسيا والمحيط الهادئ"

مشهد لمدينة شنغهاي. الصين
مشهد لمدينة شنغهاي. الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجاوزت الصين الولايات المتحدة كأكبر سوق أجنبي للشركات عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لدراسة مسحيَّة جديدة سلَّطت الضوء على طرق عديدة، يسرع بها الوباء التحولات الهيكلية في الاقتصاد العالمي.

ووفقاً للمسح الذي أجراه مصرف "إتش إس بي سي" (أكبر لاعب في التمويل التجاري الدولي) حلَّت الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لـ28% من الشركات الخاضعة للاستطلاع، أي في المركز الثاني بعد حصة الصين البالغة 29%.

وتُعدُّ توقُّعات التجارة بشكل عام قوية بالنظر إلى الاضطرابات الناتجة عن كوفيد-19، التي شجَّعت المطالب بسلاسل توريد أقصر.

وقال 72% من المشاركين في الدراسة، إنَّ توقعاتهم إيجابية على مدار السنوات القليلة المقبلة بالمقارنة مع ـ81% العام الماضي.

كان من المفترض أن تعوق الحرب التجارية التي شنتها واشنطن على بكين خلال العامين الماضيين صعود الصين لصالح الشركات والعاملين في الولايات المتحدة؛ لكن الدراسة أظهرت أنَّ الانفصال عن الصين لا يحدث بالطريقة التي أرادتها حكومة ترمب؛ بل إنَّ الإنتاج يتم توزيعه على المراكز الإقليمية بدلاً من عودته للوطن.

وقالت "ناتالي بليث"، مديرة التمويل التجاري العالمي في "اتش إس بي سي": "تسارع التحوُّل الإقليمي من الغرب إلى الشرق، وكذلك صعود آسيا، ونحن عند مفترق طرق إذ تواصل التجارة الإقليمية الداخلية النمو في عصر الحمائية الأمريكية والوباء".

وأضافت أنَّ هذا الاتجاه سيستمر خاصة بعد توقيع 15 دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي تستهدف تعزيز التجارة الإقليمية مع ارتقاء ثلاثة مليارات شخص إلى صفوف الطبقة المتوسطة.

واستطلع "إتش إس بي سي" أراء حوالي 10.4 ألف شركة في 39 دولة في الفترة من 11 سبتمبر إلى 7 أكتوبر عندما بدأت الموجة الثانية من الوباء في الظهور عبر أوروبا، وقبل فوز "جو بايدن" بالانتخابات الأمريكية في 3 نوفمبر. وكانت التوقُّعات قاتمة فيما يتعلق بتوصُّل بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاتفاق بشأن "بريكسيت".

من بين النتائج الأخرى للدراسة المسحية:

  • %93 من المستجيبين للدراسة قلقون بشأن سلاسل التوريد الخاصة بهم، ويعدُّون الاضطرابات المرتبطة بالتعريفات، أو العقوبات في الدول الموردة أكبر تهديد.
  • %34 من الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قالوا إنَّهم ينوِّعون قاعدة مورِّديهم، بالمقارنة بمع 19% يقلِّصونها. وفي أوروبا قال 21% من المستجيبين إنَّهم ينوِّعون سلاسل توريدهم، في مقابل 20% قالوا إنهم يقلصونها.
  • توقَّعت 60% من الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تراجعاً في المبيعات على مدار العام المقبل، بالمقارنة بمع 77% من الشركات المستطلعة العام الماضي.
  • 62% من الشركات توقَّعت نموَّ المبيعات في الصين على مدار الأشهر الإثني عشر المقبلة بالمقارنة مع ـ86% في استطلاع العام الماضي.