"بوينغ": اشتروا طائراتنا ونحن نُموِّلكم

ال
ال المصدر: بوينغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقَّعت شركة الاستثمار "كاسل لايك Castlelake" اتفاقية مع شركة "بوينغ"، لتوفير ما يصل إلى 5 مليارات دولار من التمويل لشركات الطيران التي تتطَّلع لشراء طائرات من الشركة الأمريكية المُصنِّعة.

وتحجم "بوينغ كابيتال"، الذراع المالية للشركة، عن إقراض العملاء نظراً لتضخم مستويات ديون "بوينغ". أولاً، بسبب إيقاف طائرتها 737 ماكس، ثم بسبب كورونا ثانياً. فقد فاق إجمالي ديون بوينغ الـ60 مليار دولار مع نهاية سبتمبر، أي أكثر من ضعف ديون الشركة مع نهاية العام الماضي، وأربعة أضعاف ديونها مع نهاية 2018.

وقال "تيم مايرز"، رئيس "بوينغ كابيتال": "نفضِّل استخدام تمويل من طرف ثالث بدلاً من أموال "بوينغ"، لاسيَّما في الوقت الحالي، إذ زادت مديونيتنا على مدار الشهور الـثمانية عشر الماضية". مشيراً إلى أن "كاسل لايك" ستموِّل شراء طرازات 737 ماكس من ضمن طائرات أخرى.

آليات التمويل

تحتاج شركات الطيران بشكل متزايد إلى التمويل، فقد أدَّى الوباء إلى انخفاض حادِّ في الطلب على السفر الجوي، كما أن بعض المقرضين التقليديين تراجعوا عن الإقراض. ومن المتوقَّع أن تستمر الخسائر الفادحة للقطاع حتى عام 2021، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي IATA.

ويخلق هذا فرصة لشركات الاستثمار البديل للتدخل، إذ أطلقت "كاسل لايك"، التي تستثمر في الطيران منذ 15 عاماً، برنامج إقراض طيران جديد في نوفمبر.

وقال "إيفان كاروثرز"، كبير مسؤولي الاستثمار، والمؤسس المشارك لـ"كاسل لايك": "هناك اضطراب كبير في هذه الصناعة، وتركِّز شركات الطيران ذات الإدارة الجيدة حالياً، على حفظ السيولة".

وقالت الشركتان في بيان مشترك، إنَّه بموجب الاتفاقية ستقدِّم "كاسل لايك"، مقرها مينيابوليس، تمويلاً مضموناً له أولوية، وتمويل ميزانين (مزيج من الدَّين والرسملة السهمية) بالإضافة إلى عقود إيجار تمويليٍّ لعملاء بوينغ لشراء الطائرات. وسيتمُّ تقديم القروض لمدد تتراوح ما بين 8 و12 عاماً بحسب الاتفاقية، التي تستمر حتى نهاية عام 2022، على أنَّه يمكن أن تمدد عامين إضافيين.

انسحاب البنوك

تشابهت شركات الطيران العالمية من ناحية الإقبال على الاقتراض منذ مارس، وتعهدت بعلاماتها التجارية، وبرامج وكلاء العملاء والطائرات كضمانات لتأمين الأموال، إذ أدى الوباء إلى محو الإيرادات. وعلى الرغم من توفُّر القروض المصرفية أو السندات أو التمويل الحكومي، لا يزال هناك نقص في التمويل لتلبية طلب شركات الطيران، وفقاً لـ كاروثرز، الذي يشير إلى أنَّ العديد من البنوك، انسحبت من فضاء تمويل شركات الطيران.

بدوره، قال "مايرز": "تواجه الكثير من البنوك اليوم صعوبة في محافظ الطيران الخاصة بها، وقد لا تكون بالقوة نفسها التي كانت عليها سابقاً ".

وتعرَّضت بوينغ لضربة قوية بسبب مشكلة 737 ماكس، وتفشي فيروس كورونا، لكن ظهرت بوادر تبعث على الأمل في الأسابيع الأخيرة، فقد أجاز المنظمون الأمريكيون عودة طراز 737 ماكس للطيران في نوفمبر، بعد توقف دام 20 شهراً. كما حصلت الطائرة على موافقة مبدئية من منظِّم سلامة الطيران في أوروبا.

وارتفعت أسهم الشركة في نوفمبر مع العودة الوشيكة لطائرة 737 ماكس، وتجارب لقاحات كورونا الواعدة التي من شأنها أن تساعد في استعادة حركة السفر العالمي.

وقال "مايرز": "سيكون طراز 737 ماكس منتجاً مرغوباً. فقد خرج من مراجعة صارمة للغاية لأكثر من 20 شهراً مع مختلف الهيئات التنظيمية. وستتمُّ إعادة تشغيلها وستصبح الدعامة الأساسية للعديد من الأساطيل حول العالم.. والمستثمرون ينتظرون ذلك ".