جدل بـ"وول ستريت" حول تقييم "تسلا"

سيارات من إنتاج تسلا تقف أمام مقر الشركة الأمريكية
سيارات من إنتاج تسلا تقف أمام مقر الشركة الأمريكية المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من النادر أن نشهد انقساما بين المحللين حول قيمة إحدى شركات وول ستريت كما يحدث مع سهم "تسلا"، خاصة بتزامن الاستقطاب مع الأداء الباهت لسهم الشركة هذا العام وغياب تأثيره على مؤشر "ستاندرد آند بورذ".

يقيم ألكسندر بوتر من شركة "بايبر ساندلر" السعر المستهدف للسهم عند 1200 دولار على خلفية الهيمنة المحتملة للشركة على سوق السيارات الكهربائية، ويمثل ذلك التقييم نحو ضعف سعر إغلاق السهم البالغ 680.76 دولار بنهاية تعاملات يوم الثلاثاء.

في المقابل، يتوقع كريغ إيروين من شركة "روث كابيتال بارتنرز" تراجع السهم إلى 150 دولارا فقط كسعر مستهدف وسط تسارع تفوق المنافسين في مجال العمل الذي حول تسلا إلى شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم.

يعكس ذلك التباين المخاوف التي دفعت سهم "تسلا" للانخفاض بأكثر من 2% خلال النصف الأول من العام، رغم المكاسب التي حققتها أسهم شركات صناعة السيارات الأخرى.

ويناقض أداء السهم العام الجاري مكاسبه التي تجاوزت ثمانية أضعاف العام الماضي في إشارة إلى شكوك المستثمرين بشأن توقعات النمو القوية للشركة في مواجهة المنافسة المتزايدة وتباطؤ المبيعات في الصين.

قالت جواني فيني مديرة محفظة في "أدفيزور" لإدارة الاستثمارات، إن افتراضات التقييم الحالي للشركة تضع في الاعتبار أنها ستصبح أكبر بائع للسيارات في الولايات المتحدة، ولكن "يبدو أن تحقيق ذلك سيكون أمراً صعباً".

اشتعال المنافسة

يقول باتريك هاميل المحلل في "يو بي إس غروب" إن مبيعات "تسلا" عالمياً بلغت نحو نصف مليون سيارة في عام 2020 وتمثل تلك المبيعات نسبة طفيفة من إجمالي مبيعات سيارات الركاب الصغيرة في الولايات المتحدة البالغة 14.5 مليون سيارة وسط منافسة شديدة من شركات صناعة السيارات التقليدية مثل: "جنرال موتورز" و"فورد موتور" و"فولكس واجن" حيث تعمل تلك الشركات على إطلاق موديلات من السيارات الكهربائية الخاصة بها. ويتزامن ذلك مع تراجع ريادة "تسلا" على باقي الشركات الناشئة في الصين.

تشكل تلك المنافسة تحدياً أمام تحقيق الشركة مستويات صافي الأرباح الحالية، حيث استفادت "تسلا" من بيع أرصدة حوافز الكربون لشركات صناعة السيارات الأخرى التي لم تحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات. ومع زيادة مبيعات شركات السيارات الكهربائية المنافسة سوف ينخفض ذلك المصدر الهام للإيرادات.

رغم اعتماد تقييمات السعر المستهدف لسهم "تسلا" على توقعات بتحقيق الشركة نمواً كبيراً، إلا أن تلك التوقعات تحمل هامشا صغيرا لاحتمال الخطأ. حيث تتداول الشركة بمضاعف ربحية يبلغ 650 مرة وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ مقارنة بمضاعف ربحية 30 مرة لمؤشر "ستاندرد آند بورذ".

ارتفع سهم الشركة بنحو 1.3% ليصل إلى 689.39 دولار في منتصف التداولات الصباحية يوم الأربعاء.

قال إروين من روث كابيتال: "إن تقييم سهم تسلا مفرط في التفاؤل ويتجاهل أكثر من 500 طراز من السيارات الكهربائية التي ستعمل على الطريق بحلول نهاية عام 2025. فتسلا لا تعمل في فراغ والعديد من الشركات لديها تكنولوجيا أفضل".

يترقب المستثمرون والمحللون إعلان الشركة عن بيانات التسليم للربع الثاني في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث يمثل ذلك حافزا رئيسيا للسهم.

إفراط التفاؤل

يثق مشترو سهم "تسلا" من وجود ما يبرر تقييم الشركة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالهيمنة على الصناعة حيث يتشابه الأمر مع شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "ألفابيت"، و"فيسبوك"، و"أمازون".

يرى آخرون أن توقف صعود أسهم "تسلا" مؤقت؛ حيث استمر إقبال المستثمرين على السهم رغم ارتفاع التقييم العام الماضي وسط الارتفاع القوي للأسواق، وخاصة أسهم النمو بعدما أدى الوباء إلى إغلاق جزء كبير من الاقتصاد العالمي.

يتوقع ذلك الفريق عودة الزخم لتداولات أسهم النمو هذا العام فيما يعرف باسم التداولات القائمة على توقعات النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم.

تواصل شركة "أرك" لإدارة الأصول المملوكة لكاثي وود والتي تمتلك 0.6% من أسهم "تسلا" كما في 31 مارس الماضي دعمها للشركة على الرغم من أداء سهم الشركة هذا العام. وتتوقع "أرك" استفادة سهم الشركة من ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية؛ حيث تعتمد توقعاتها المتفائلة على احتمال تقديم الشركة لسيارات ذاتية القيادة بالكامل في غضون أربع سنوات.

وتتوقع "أرك" في حالة المسار الطبيعي للأمور كما هو مخطط لها أن يصل سعر سهم "تسلا" إلى 3000 دولار بحلول عام 2025.