كورونا يؤجج نار مواقد الشواء الفاخرة ليدخلها عالم الاكتتابات العامة

المصدر: بلومبرغ
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هنا في ألمانيا، يعتبر شراء موقد شواء باهظة الثمن من شركة "ويبر" (Weber) وسيلة التباهي بين الجيران. وكما قال أحد الخبراء في فيلم وثائقي: "فيما لست قادراً حتى الآن على شراء سيارة بورش، لكنني على الأقل لدي واحدة على شرفتي".

تحوز "ويبر" حصة كبيرة من سوق الشواء الألماني تبلغ 44%، مقارنة بحوالي ربع سوق الولايات المتحدة الأكبر حجماً وعالمياً كذلك. الألمان فخورون جداً بأجهزتهم الفاخرة هذه لدرجة أنهم قد لا يدركون أنها تُصنع في ولاية إلينوي الأمريكية. وتسيطر "بي دي تي كابيتال بارتنرز" (BDT Capital Partners)، وهي شركة استثمارية مقرها شيكاغو ويقودها بايرون تروت، على الشركة الأمريكية القائمة منذ نحو 70 عاماً منذ أن استحوذت على حصة أغلبية عام 2010.

تستعد الشركة للسماح لجمهور المستثمرين بالحصول على شريحة أيضاً، حيث تقدمت "ويبر" بطلب للإدراج في سوق الأوراق المالية ما قد يقدر قيمتها بما يصل إلى 6 مليارات دولار، حسب "بلومبرغ نيوز".

"ويبر" ليست الشركة الوحيدة الباحثة عن المال المتآتي من جنون الطهي في الهواء الطلق الذي عززه الوباء. فهناك صانع مواقد الشواء التي تعتمد على كرات الخشب الأمريكي "ترايجر" (Traeger) وشركة "سولو ستوف" (Solo Stove) المتخصصة بالمواقد التي تسمى حفر النار. كلتا الشركتين تخطط لطروحات عامة أولية لكن "ويبر" و "ترايجر" هما الوحيدتان اللتان قدمتا نشرات الاكتتاب حتى الآن.

في الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن شركة "بي بي كيو جايز" (BBQGuys)، وهي بائع تجزئة لمعدات الشواء عبر الإنترنت ومملوكة جزئياً لملوك كرة القدم الأمريكية إيلي وبيتون مانينغ، تتطلع إلى عقد صفقة مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة.

في ظل إقفال المطاعم أثناء فترة الإغلاق الوبائي، اتجه الناس للاستثمار في منازلهم وحدائقهم وأصبحوا أكثر ميلاً لمغامرة الطهي. فقد أصبح الفناء الخلفي غرفة معيشة أخرى وملاذاً أيضاً وأصبح الناس متحمسون للتباهي بكل هذه الأمور أمام ضيوف يتجمعون حول موقد شواء جديد.

قفزت مبيعات "ويبر" بنسبة 18% لتصل إلى 1.5 مليار دولار في آخر عام مالي، في حين زادت مبيعات "ترايجر" ارتفعت بنسبة 50% الى نحو 550 مليون دولار.

كانت معدلات النمو الأخيرة أشد، حيث تضاعفت ايرادات "ترايجر" في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت غنائم "ويبر" بأكثر من 60% في فترة الشتاء التي دامت ستة أشهر.

ازدهار عابر؟

السؤال الذي يطرح نفسه آنياً هو ما إذا كانت كل هذه الأمور تحدث لمرة واحدة فقط بدافع الوباء، أم أن التعلق المزدوج بثقافة عشاق الطعام ونمط الحياة في الهواء الطلق يمكن أن يبقي إنفاق الناس على موقد الشواء موازياً لانفاقهم على السيارات المستعملة. نمو "ويبر" كان أقل إثارة للإعجاب في الأعوام الخمسة التي سبقت الوباء كما أن إيراداتها انخفضت قليلاً عام 2019.

إضافة إلى كونها رموزاً للمكانة، حيث يبلغ سعر أعلى منتجات "ويبر" نحو 4000 دولار، فإن مواقد الشواء الممتازة تخلق حالة من التعلق الشديد بها. إلى ذلك، يستخدم عشاق الطعام الذين يملكون منتج من "ترايجر" مواقدهم وسطياً مرة على الأقل في الأسبوع، كما أن منهم من يحمل علامتها التجارية وشماً أيضاً، بل وبلغ الأمر ببعضهم أنهم سموا أطفالهم باسمها، وفقاً لقول رئيس الشركة. ولدى "ويبر" أكاديميات مخصصة للشوي لتساعد عملاءها على صقل مهاراتهم.

عززت كلتا الشركتين قاعدة عملائهما المحتملين من خلال تقديم مواقد ذات ميزة اتصال تسهل على المبتدئين التباهي كما لو كانوا المحترفين حقيقيين، حيث يمكن لهواة الشواء مراقبة الطهي عبر هواتفهم الذكية والحصول على إشعارات عندما تصبح شرائح اللحم متوسطة النضج بامتياز. كما أن بعض المنتجات يتيح اختيار وصفة من أحد التطبيقات ويتم عبرها أتمتة جزء من عملية الطهي، ليتفرغ الطاهي ليجلس على أرجوحة أو يتحدث مع ضيوفه.

بمجرد التعلق بها، تصبح فكرة وجود شواية واحدة فقط غير كافية خاصة في ظل وجود أساليب عديدة للطهي يمكن الاختيار من بينها، مثل الغاز أو الفحم أو الكهرباء أو المدخن أو الحبيبات الخشبية أو كامادو بيضوية الشكل. تشير شركة "ترايجر" إلى أن ما يقرب من ثلث المنازل التي تمتلك شوايات في الولايات المتحدة لديها أكثر من واحدة.

يمكن أيضاً جني عوائد ثابتة من ملحقات الشواء التابعة للعلامة التجارية بي بي كيو غايز"، بداية من أدوات الطهي والتنظيف والواقيات المقاومة للعوامل الجوية وصولاً لكتب الطبخ والصلصات والتوابل. تشكل هذه المنتجات حوالي ربع مبيعات "ويبر" و "ترايجر".

لم يكشف تروت، وهو مصرفي سابق في بنك "غولدمان ساكس"، عن السعر الذي اشترت به "بي دي تي كابيتال بارتنرز" حصة الأغلبية في "ويبر"، لكنه كان استثماراً مربحاً للغاية على الأرجح. حيث يعادل التقييم البالغ قيمته 6 مليارات دولار 40 ضعف أرباح آخر 12 شهراً. كما أن "ويبر" قدمت توزيعات خاصة بقيمة 261 مليون دولار هذا العام وأرباحاً تزيد عن 400 مليون دولار في 2018، وفقاً لنشرة الاكتتاب.

و ارتفعت ديون "ويبر" طويلة الأجل إلى نحو 1.2 مليار دولار أو نحو 5 أضعاف الأرباح المسجلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث ستستخدم بعض عائدات الاكتتاب العام لتسوية قروض.

من الصعب معرفة ما إذا كان كوفيد قد حقق ارتباطاً دائماً بين الناس وحدائقهم والطهي في الهواء الطلق. راهناً، تفور المبيعات ولا يمكن لوم تروت لطرقه الحديد وهو ساخن.