الرهان الخاطئ على أسعار الخام يكبِّد شركات النفط الصخري 12 مليار دولار

صورة أرشيفية لمضخة بئر نفط تابعة لشركة "شيفرون" في سان أردو كاليفورنيا الولايات المتحدة
صورة أرشيفية لمضخة بئر نفط تابعة لشركة "شيفرون" في سان أردو كاليفورنيا الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه شركات استكشاف النفط الصخري خسائر بقيمة 12 مليار دولار تقريباً هذا العام بسبب الرهانات السيئة على أسعار النفط عقب ارتفاعها العالمي، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف".

ومن بين 50 شركة حفر أمريكية شملها استطلاع صادر عن "بلومبرغ إن إي إف"، تسير كل من "ديفون إنيرجي"، و"بايونير ناتشورال ريسورسز"، و"داياموند باك إنيرجي" نحو تكبد أكبر الخسائر بما يفوق مليار دولار في التحوطات المستترة لكل منهم.

ويُعتبر هذا أسوأ أداء تحوطي مُسجل في القطاع منذ منتصف عام 2017.

وقامت المجموعة بأكملها بتحوط على ما يقرب من ثلث الإنتاج المُقدَّر لعام 2021، وعملياً يعني هذا أنها مُجبرة على جني ما يقل بحوالي 5 دولارات عن خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأمريكي.

ارتفاع الأسعار ينقذ الأرباح

وقال بول تشينغ، المحلل في "سكوشيا بنك"، للمدراء التنفيذيين بـ"بيونير" أثناء مؤتمر هاتفي لمناقشة نتائج الربع الثاني يوم الثلاثاء: "شخصياً، أُفضل ألا تقومون بالتحوط. إذا نظرت إلى شركة واحدة أو إلى الصناعة على مدار 10 سنوات أو 20 عاماً أو 30 عاماً، ستجد أن التحوط يؤدي إلى خسارة الأموال. لا أعتقد أن الصناعة حققت أرباحاً على الإطلاق".

رغم أن شركات استكشاف النفط تكبدت خسائر بسبب التحوط، إلا أن ارتفاع النفط الخام كان إيجابياً للصناعة، مما سمح لها بتعزيز توزيعات أرباحها وإعادة شراء الأسهم، بعد كبح الإنتاج وسط انهيار الطلب على الوقود بسبب الوباء خلال العام الماضي.

وعادة ما يقوم المنتجون بالتحوّط للتخفيف من مخاطر التقلبات الرئيسة في الأسعار وتثبيت التدفقات النقدية المستقرة نسبياً، لكن هذه الممارسة تنطوي على المخاطرة بخسارة الأموال أثناء صعود الأسواق.

وقال الرئيس التنفيذي سكوت شيفيلد، في نفس المكالمة إن "بايونير" لن تستخدم التحوّط كوسيلة لحماية أرباحها المتغيرة، وبدلاً من ذلك، ستسمح بتغيير المدفوعات بمرور الوقت من خلال الاعتماد على التدفق النقدي الحر، على حد قوله.

تعافي السوق

في غضون ذلك، تعافت أسعار النفط فعلياً من مستويات ما قبل الوباء، وارتفعت بمقدار النصف تقريباً عند حوالي 71 دولاراً للبرميل هذا العام، بعد عودة الاقتصاد من الإغلاق في عام 2020.

كما قامت المجموعة المُكونة من 50 شركة بتأمين متوسط الحماية ​​عند 49.51 دولاراً للبرميل، لكن التحوّط كان أقل من ذلك لدى بعض الشركات من أمثال "تشيسابيك إنيرجي" عند 42.64 دولاراً.

مع ذلك، ساعد الإنتاج غير المحمي على تعويض تلك الخسائر مع تحقيق بعض الشركات لمتوسط سعري يصل إلى 5.21 دولاراً للبرميل، أي ما يقل عن متوسط ​​سعر النفط الأمريكي خلال الفترة.

ووفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، فإن نسبة 30% من الناتج المحوط هذا العام هي الأدنى على الإطلاق.

تحوط رغم الصعود

ولم تقتصر الخسائر على شركات حفر النفط الخام، فقد أثارت شركة "إي كيو تي"، أكبر مُنتِج أمريكي للغاز الطبيعي، حفيظة المستثمرين الأسبوع الماضي من خلال تعزيز عمليات التحوط في وقتٍ تشهد فيه السلعة ارتفاعاً أيضاً.

وسجلت الشركة فعلياً خسارة غير نقدية بقيمة 1.3 مليار دولار في الربع الثاني من عقود المقايضات وعقود الخيارات.

وقال بول سانكي، محلل صناعة النفط المخضرم ومؤسس شركة "سانكي ريسيرش"، خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "كان حجم التحوط الرهيب أحد سلبيات هذا الربع. وكنتيجة لنتائج التحوّط المخيبة للآمال، يقول لي العاملون بالسوق إنهم يكرهون هذه المجموعة".

نفط