ماذا يعني أول تباطؤ لمعدلات التضخم في الولايات المتحدة منذ مارس؟

العلم الأمريكي يرفرف خارج مبنى المقر الرئيسي للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
العلم الأمريكي يرفرف خارج مبنى المقر الرئيسي للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة المصور: زاك جيبسون/ بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أظهرت بيانات المؤشر الكلي لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة والذي يتضمن كل شيء بدءا من الطعام والمسكن إلى قص الشعر، ارتفاعاً بنسبة 0.5% في يوليو على أساس شهري، مقابل ارتفاع بنسبة 0.9% في يونيو على أساس شهري، في إشارة إلى تباطؤ الارتفاع في معدلات التضخم.

وصعد مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 5.4% على أساس سنوي، وهو نفس ارتفاع يونيو تقريباً، ورغم أن الارتفاع أبطأ على أساس شهري، إلا أن معدل التضخم لا يزال عند أعلى مستوى في 13 عاما.

وعند استثناء الغذاء وأسعار الطاقة، مثلما يحب أن يفعل صناع السياسة، فإن مؤشر أسعار المستهلكين (الأساسي) سيكون قد ارتفع بنسبة 0.3% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 4.3% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي في يوليو، وازدادت أسعار الطاقة والغذاء على حد سواء بقوة عند +1.6% و+0.7% على التوالي، وشعرت السوق بالراحة إذ توقع البعض تضخما أعلى.

وواصلت الأسعار التي يدفعها الأمريكيون مقابل البضائع والسلع اليومية ارتفاعها في يوليو نتيجة الطلب على السفر والمطاعم، ما أبقى التضخم ساخنا لكنه يقارب توقعات الاقتصاديين.

كيف تعاملت الأسواق مع البيانات

يبدو أن العقود الآجلة لـ"ناسداك 100" هي الأكثر حماسة تجاه بيانات مؤشر أسعار المستهلك المواتية إلى حد بعيد رغم أن مكاسبها كانت هادئة نسبيا، وبالنسبة لـ"ناسداك"، فإن العوائد المنخفضة لسندات الخزانة طويلة الأجل تبشر بالمزيد من المكاسب.

وبما أن بيانات التضخم لم تجلب مفاجأة إيجابية للسندات، فقد تراجعت عائدات سندات الخزانة طويلة الأجل وابتهج مؤشر "ناسداك"، وتذكروا أن المكاسب السابقة في العائدات ترجع إلى عمليات بيع في شركات التكنولوجيا الكبيرة، ومن ناحية أخرى، ظلت العقود الآجلة للشركات الصغيرة في المنطقة الخضراء، ولا تشير بيانات اليوم إلى انتعاش لأي تداولات أخرى، وبالتالي قد ينتهي الأمر بعدم حدوث أي تحركات على الإطلاق في الأسهم.

وتظهر البيانات أن أسعار السيارات المستعملة لم تعد تدفع التضخم للأعلى، لكن الغذاء والطاقة لا يزالان الأهم في الارتفاع التضخمي الخفي رغم تغير بعض العوامل عن الشهر الماضي، وسيكون ذلك بمثابة دلالة على استمرار الضغط على سلاسل التوريد العالمية، وامتداد الأجور المرتفعة نظرا لأن أصحاب العمل يجدون صعوبة كبيرة في جذب المواهب والمهارات.

ولدى قطاع الخدمات الذي يشمل المطاعم والمستشفيات والترفيه والفنادق والسفر أعلى معدلات شواغر للوظائف بما يزيد على 1.6 مليون وظيفة، ويجد صعوبة في دفع مستويات أجور 2019، وفي الواقع، ربما يجب تمرير التكلفة المرتفعة المتعلقة بالرواتب الأعلى وعروض المكافآت والحوافز إلى العملاء، وسننتظر البيانات المستقبلية لتأكيد ذلك.

وتحمل بيانات اليوم رؤية سارة، وهي أن هذه هي أول بيانات تضخم منذ مارس لم تشر إلى اتجاه صعودي، وقد تمنح الاحتياطي الفيدرالي الوقت الإضافي الذي يريده قبل أن يبدأ مناقشة التقليص التدريجي للمحفزات وتشديد السياسة النقدية.