كيف تؤثر التطورات السياسية بأفغانستان في أداء الأسواق؟

المتداولون في قاعة بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة
المتداولون في قاعة بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يضيف المستثمرون الوضع المتطور في أفغانستان إلى قائمة القضايا العالمية التي يتعيَّن مراقبتها، فبالرغم من أنَّ الاستراتيجيين لا يتوقَّعون تأثيراً فورياً في الأسواق بعد سيطرة طالبان بشكل فعَّال على أفغانستان، ولكنَّهم أشاروا إلى سيناريوهات طويلة المدى، مثل احتمال أن تصبح أفغانستان أرضاً خصبة للهجمات الإرهابية الدولية مرَّة أخرى.

كما أنَّ التقدُّم السريع للجماعة المتشدِّدة في الفراغ الذي خلَّفه انسحاب القوات الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي يضغط أيضاً على الرئيس جو بايدن، الذي قال الشهر الماضي فقط، إنَّ هناك فرصة ضئيلة لاجتياح طالبان للبلاد.

يتزايد القلق بشأن الوضع في الكونغرس، إذ يواجه بايدن بالفعل عقبات من بعض المشرِّعين لتفعيل أجندته الاقتصادية التي تزيد قيمتها عن 4 تريليونات دولار.

تراجعت الأسهم يوم الإثنين، في حين ارتفع الدولار وسط مخاوف من أنَّ متحوِّل "دلتا" يبطئ التعافي من الوباء، مع أحدث موجة من التوتر الجيوسياسي، مما زاد من الحالة المزاجية الحذرة.

موجز تعليقات الاستراتيجيين

صورة القوة العظمى

يطرح الانهيار في أفغانستان أسئلة حول الولايات المتحدة ودورها في العالم، وفقًا لما قاله لويس فينسينت غاف، الرئيس التنفيذي لشركة "جافيكال كابيتال" Gavekal Capital. الذي كتب في مذكرة، أنه إذا كان الأمر مثل "لحظة السويس" عام 1956 - في إشارة إلى الأزمة التي ميزت انحدار بريطانيا العظمى كقوة عالمية - فقد تكون هناك تداعيات بعيدة المدى.

إذا انتهت أيام عالم القوة العظمى المفردة ، فإن سقوط كابول سيكون "هبوطياً للدولار وسندات الخزانة الأمريكية، وكذلك هبوطياً للبلدان التي تستمد قوتها من مظلة الأمن الأمريكية.

على العكس من ذلك ، سيكون سوق السندات الصيني وعملة الرينمينبي صعودياً، حيث أن الصين هي القوة الصاعدة في آسيا.

أضاف غاف، سيكون الأمر صعودياً بالنسبة للروبل وسوق السندات في روسيا. وسيستفيد النفط كذلك، نظراً لاحتمال تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وسيكون صعودياً للذهب، حيث أنه يمثل الأصل المضاد للهشاشة في أوقات الصراع الجيوستراتيجي.

الضغط على بايدن

قال شين أوليفر ، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين في "أيه إم بي كابيتال" AMP Capital: "قد يكون ذلك خسارة ماء الوجه للرئيس بايدن ، لكن مرة أخرى، كان ترمب يسير في نفس المسار". وأضاف أوليفر "ما حدث يزيد الضغط على مساعي بايدن للحصول على أكبر قدر من برنامج الإنفاق الخاص به ليتم تمريره، للمساعدة في إبعاد التركيز عن أفغانستان.

السياسة المحلية

السؤال الأساسي في أفغانستان هو سوء التنفيذ وما يكشفه عن عملية اتخاذ القرار المعيبة في البيت الأبيض ، وفقًا لسيباستيان جالي ، كبير محللي الاقتصاد الكلي في صناديق الاستثمار في نورديا. وفي الوقت نفسه ، قال: "سيظل الديمقراطيون يلتفون حول الرئيس حتى لا تكون تلك الأزمة، قضية للسياسة الداخلية".

مخاوف الإرهاب

قال إيليا سبيفاك ، رئيس قسم آسيا الكبرى لدى "ديلي إف إكس" DailyFX ، إن اتصالات أفغانستان بالأسواق الأوسع صغيرة إلى حد ما. وقال: "سيتواجد التأثير عندما تصبح المنطقة نقطة انطلاق للإرهاب مرة أخرى". وأضاف سبيفاك أنه من المرجح أن يتردد المستثمرون في التداول بكثافة بسبب هذا الأمر"ما لم يحدث شيء جديد في هذا الصدد.

حضور محدود

قال جيفري هالي ، كبير محللي السوق في "أواندا آسيا والباسيفيك"، إن الوجود المحدود للشركات العالمية في أفغانستان يقيد بالضرورة تأثيرها الأوسع على الأسواق. وقال "أشك بشدة في أن أي من الشركات الكبرى لديها أي عمليات على نطاق واسع هناك". وأضاف: "للأسف ، سيكون أكبر الصادرات من أفغانستان هم البشر".