حذر وترقب في البورصات الأمريكية بعد أسبوع من التراجع وموجات البيع

الترقب يسود أوساط المضاربين على الانخفاض
الترقب يسود أوساط المضاربين على الانخفاض المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهد الأسبوع الماضي الكثير من الأخبار القاتمة للمشترين المحتملين، فقد تراجعت الأسهم الأمريكية، وكان النمو يتباطأ مع اندلاع موجة أخرى من الإصابات بفيروس كورونا، واتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي لتقليص الحوافز النقدية، وكان القليل من الأسهم فقط داعماً للسوق.

كثَّفت صناديق التحوُّط عمليات البيع، وسط تزايد المخاوف من أنَّ الأسوأ لم يأتِ بعد. و خلال الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع الماضي، تخلَّصت الصناديق من الأسهم بأسرع وتيرة في أربعة أشهر، إذ تجاوزت المبيعات قصيرة الأجل عمليات الشراء طويلة الأجل بنسبة 10 إلى 1، بحسب بيانات العملاء التي جمعتها شركة "غولدمان ساكس" . وأشارت بيانات مماثلة في شركة "مورغان ستانلي" إلى اتجاهات للتخارج للخروج أيضاً.

وكما كان الحال طوال العام، فقد ثبت أنَّ الشكوك كانت في غير محلِّها، فقد تعافى مؤشر "ستاندرد آند بورز" تماماً خلال أيام ، مسجِّلاً ارتفاعات قياسية على طول الطريق. وانضمَِّت الأسهم الأمريكية إلى ارتفاع عالمي يوم الثلاثاء الماضي، فقد تعهد رئيس البنك المركزي الصيني بتثبيت المعروض من الائتمان، وتعزيز كمية الأموال التي تدعم الشركات الصغيرة والاقتصاد الحقيقي.

اقرأ أيضاً: المتداولون الأفراد يرون فقاعة بأسواق الأسهم.. لماذا لا ينسحبون؟

مرونة السوق

يعدُّ ذلك أحدث دليل على مرونة السوق التي تحدَّت جميع المخاوف، بدايةً من التقييمات المرتفعة إلى التباطؤ الاقتصادي. ومع استسلام المضاربين على الهبوط للهزيمة، تدفع تحرُّكاتهم الاتجاه إلى الارتفاع، الذي يعدُّ بالفعل الأسرع منذ تسعة عقود.

ارتفعت سلَّة "غولدمان ساكس" من الأسهم الأكثر مبيعاً قصيرة الأجل بنسبة 1.8% الثلاثاء الماضي، متقدِّمةً كثيرا على صعود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، حيث اضطر المضاربون على الانخفاض إلى تغطية مراكزهم للحدِّ من الخسائر. وفي يوم الإثنين، كان أداء أسهم مؤشر "راسل 3000" في علاقة عكسية مثالية مع الفائدة قصيرة المدى، إذ كلما ارتفعت الفائدة على الأسهم قصيرة الأجل، كان العائد أفضل.

قال تشاد مورغانلاندر، كبير مديري الأموال في شركة "واشنطن كروسينغ أدفيسورز"

(Washington Crossing Advisors): "إنَّني مندهش بنسبة 100% من زخم السوق". وأضاف: "بعضها يعتمد على الأرباح، لكنَّ معظمها يعتمد على السياسة النقدية، ليس فقط هنا في الولايات المتحدة، ولكن في جميع أنحاء العالم، ومن المستحيل أن تكون متشكِّكا عندما تكون لديك سيولة كثيرة جداً".

اقرأ أيضاً: رغم وصولها للذروة.. أسواق الأسهم ما تزال جاذبة وتوقعات بمزيد من الارتفاع

يعتبر كريس هارفي من شركة "ويلز فارغو" أحدث مضارب على الهبوط يعلن استسلامه. وعزز الخبير الاستراتيجي للأسهم هدفه في نهاية العام لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى 4825 نقطة بدلاً من 3850 نقطة سابقاً، مشيراً إلى أنَّ انتعاش الأرباح أسرع من المتوقَّع. وأشار إلى أنَّ السوق القوية عادة ما تولِّد أسعاراً أعلى، موضِّحاً وجود نمط تاريخي، إذ كان المؤشر يميل إلى الاستمرار في الارتفاع لبقية العام بعد تحقيق مكاسب لا تقل عن 10 % في الأشهر الثمانية الأولى.

الشكوك ما تزال قائمة

قفز مؤشر "ستاندر أند بوزر 500" بنسبة 20 % هذا العام، بعد أن مضى ما يقرب من 10 أشهر دون تراجع بنسبة 5%. وفي حين دفع الارتفاع بائعي الأسهم قصيرة الأجل إلى التلاشي تقريباً، إلا أنَّ الشكوك ما تزال قائمة.

مايزال المحللون الاستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا"، وشركة "ستيفل نيكولاوس" (Stifel Nicolaus)، على سبيل المثال، يتوقَّعون أن ينهي المؤشر العام عند 3800 نقطة، بانخفاض 15%.

أما بالنسبة لستيفن دوفر الذي يعتبر أنَّ مشاعر الثقة مؤشر متضارب؛ فإنَّ الحذر المستمر يعدُّ علامة صحية للسوق.

قال "دوفر"، كبير استراتيجيي السوق، ورئيس معهد "فرانكلين تمبلتون إنفستمنت إنستيتيوت": "أحد مخاوفي هو أنَّ جميع المضاربين على الهبوط يبدون في حالة سبات، وعندما يكون الأمر كذلك، فمن الناحية التاريخية؛ كان الأمر مؤشراً على أنَّه تداول من جانب واحد".

وأضاف: "يمكنني أن أخبرك فقط من خلال القصص المتناقلة بأنَّ لدينا مضاربين على الهبوط – هم مضاربون أقوياء - داخل "فرانكلين تمبلتون"، لكنَّهم يهمسون الآن بدلاً من التحدُّث بصوت عالٍ؛ لأنَّهم كانوا مضاربين على الهبوط في العام الماضي."