"دبي للاستثمارات الحكومية" تضم "ميدان" تحت جناحها

رافعات بناء في موقع تطوير مركز "ميدان وان" الضخم بدبي فيما يلوح في الأفق برج خليفة أعلى ناطحة سحاب في العالم
رافعات بناء في موقع تطوير مركز "ميدان وان" الضخم بدبي فيما يلوح في الأفق برج خليفة أعلى ناطحة سحاب في العالم المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وضعت مؤسسة دبي للاستثمار بصمتها مجدداً على سوق العقارات في الإمارة، من خلال سيطرتها على مشاريع مجموعة "ميدان" التابعة لحكومة دبي.

وكشف محمد الشيباني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، الذراع الاستثمارية للإمارة، في ردٍّ عبر البريد الإلكتروني على أسئلة موجهة من بلومبرغ: "لقد شرعنا في مراجعة استراتيجية عمل "ميدان". وهدفنا الرئيسي هو تحسين كفاءة العمليات".

شركة "ميدان"، المُطوِّر لمضمار سباق الخيل في دبي، وتشرف عليها الآن اللجنة الحكومية نفسها التي تولَّت في وقت سابق من هذا العام الإشراف على "نخيل"، إحدى شركات التطوير العقاري العملاقة التي تديرها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية؛ وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر. كما أنَّ المؤسسة أكبر مساهم في شركة "إعمار" العقارية أيضاً، وأكبر مطور في دبي.

وقد عمدت دبي لمواجهة التخمة العقارية، إلى الجمع بين العديد من مطوريها الحكوميين الذين طرحوا على مدى سنوات معروضاً فائضاً من المنازل، والمكاتب، ومراكز التسوق، مما شكَّل عبئاً على قيمة العقارات، بموازاة مواجهة بعض المشاريع لمشاكل مالية بفعل جائحة فيروس كورونا التي أثرت في اقتصاد دبي.

توحيد جزئي

تمثِّل مراجعة أعمال "ميدان" على الأرجح خطوة دمج جزئي لعملياتها مع شركة "نخيل"، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ لأن المداولات خاصة.

وكان الشيباني -الذي يشغل أيضاً منصب مدير ديوان حاكم دبي- قد تمَّ تعيينه خلفاً لـ علي لوتاه رئيساً لمجلس إدارة "نخيل" المطورة لجزر النخلة في الإمارة.

وبحسب الشيباني، سيتمُّ الإبقاء على نشاطي الشركة الرئيسيين (العقارات وسباق الخيل) منفصلين؛ في حين تمَّ تخويل "نخيل" بمعظم الأعمال الإدارية اليومية.

وقال الشيباني: "نعمل على تقليص ديون الشركة، كما نتعهد بشكل كامل بالوفاء بجميع الالتزامات"، موضحاً أنَّ الهدف هو خفض ديون "ميدان" بنسبة 40% بنهاية الربع الحالي.

ومن جهة أخرى، كشف الشيباني عن فضِّ الشراكة مع شركة التطوير الهندية "صبحا ديفيلوبرز ليميتد" التي تمَّ التفاوض عليها في عام 2013. ولم ترد "صبحا" على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات التي سعت للحصول على تعليق.

وشكَّلت مجموعة "ميدان"، و"صبحا" مشروعاً لبناء 1500 منزل على مساحة 4 ملايين متر مربع، وهو مشروع يعرف باسم "ديستركت وان". وقد تمَّ الانتهاء من بناء مئات الفيلات وبيعها. وقال الشيباني، إنَّ "صبحا" لا تزال "شريكاً تجارياً مهماً لميدان".

تأثير "دبي للاستثمارات الحكومية"

تأسست مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية عام 2006، وهي الذراع الاستثمارية الرئيسية لحكومة دبي، وتدير أكثر من 300 مليار دولار من الأصول، وفقاً لمعهد صندوق الثروة السيادية. وتشمل محفظتها حصصاً في شركات مثل طيران الإمارات، أكبر شركة طيران دولي في العالم، وبنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنك في دبي.

وشكَّلت شركة نخيل قلب أزمة ديون دبي عام 2009، إذ دفعت الإمارة إلى حافة التخلف عن السداد. لكن بعد تلقي الدعم من الحكومة، ولديها الآن مشاريع عقارية بمليارات الدراهم، لتطوير البنية التحتية قيد التنفيذ.

وتترافق عملية هيكلة مجموعة "ميدان" وإعادة توزيع مشاريعها وأنشطتها مع مراجعة واسعة النطاق لعملياتها العقارية. فقد تمَّ تعليق بناء المركز التجاري "ميدان ون"، المصمم ليشمل أكثر من 550 متجراً، إلى أجل غير مسمى؛ وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وكانت آفاق المركز التجاري ضعيفة بالفعل، نظراً لموقعه بالقرب من أحد أكبر مراكز التسوق في العالم (دبي مول). وكشف الشيباني أنَّ تقييم مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية لأعمال "ميدان" يتضمن "إعادة تصميم خطَّة التطوير الرئيسية لمركز ميدان وان".

وأضاف: "لقد أوقفنا بعض المشاريع مؤقتاً لإعادة التفكير في جدواها، وكفاءة التكلفة، و كذلك مدى توافقها مع سياق تطوير إمارة دبي، قبل أن نعيد إطلاقها بشكلٍ أقوى".