صندوق الاستثمارات العامة السعودي يتعظ من أزمة 2008 ويتوسع دولياً ومحلياً

حي الملك عبد الله المالي في العاصمة السعودية الرياض
حي الملك عبد الله المالي في العاصمة السعودية الرياض المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد خسارته بسببعدم شراء الأسهم بسعر رخيص خلال الأزمة المالية العالمية؛ لن يرتكب صندوق الثروة السيادي السعودي الخطأ نفسه مرَّتين. لذلك، عندما تسببت جائحة فيروس كورونا في انهيار الأسواق، كان الصندوق في حالة تأهب.

وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر بن عثمان الرميان في مقابلة تلفزيونية "تحدَّث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دائماً عن كيف أضعنا فرصةً في عام 2008 للاستثمار في الأسواق الدولية، لذلك نحن مستعدون حالياً". وكان المسؤولان قد تحدثا "عن الأمور التي ينبغي أن نفعلها، إذا واجهنا الموقف نفسه ".

وتلقى الصندوق تحويلات بقيمة 40 مليار دولار من احتياطيات البلاد في مارس حتى يتمكَّن من الاستفادة من الانهيار في الأسواق المالية، وشراء حصص في شركات من بينها، "سيتي غروب"، و"فيسبوك"، و"كارنيفال كورب Carnival Corp" المشغِّلة للسفن السياحية.

رافعة لإنعاش النمو

باع الصندوق معظم تلك الحصص مع نهاية يونيو، وتحوَّل إلى امتلاك نحو 7 مليارات دولار في صناديق يتمُّ تداولها في البورصة.

وقال الرميان: "عندما ظهر فيروس كورونا، لم نتطلع فقط إلى الأسواق الأمريكية؛ بل تطلَّعنا إلى جميع الأسواق الدولية.. دخلنا بعض الأسواق الأمريكية، والأوروبية، والآسيوية. بقينا في بعضه، وغادرنا بعضها الآخر".

ويمثِّل صندوق الثروة السيادي السعودي، والبالغ قيمته 350 مليار دولار رافعة رئيسية بيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنعاش النمو.

ويسعى الأمير إلى إعادة خطَّته الاقتصادية الرئيسية، المعروفة باسم "رؤية 2030"، إلى مسارها، بعد ما قد يكون أعمق ركود تشهده المملكة؛ أكبر مصدِّر للنفط الخام في العالم منذ عقود.

انطلاق الصندوق محلياً

من المقرَّر أن يلعب الصندوق دوراً رئيسياً في الاستثمار بمشاريع التنمية المحلية على مدى السنوات القليلة المقبلة؛ إذ تتطلَّع الحكومة إلى خفض الإنفاق لإبقاء عجز الميزانية تحت السيطرة.

وقال الرميان، إنَّ الصندوق ملتزم، على الأقل في عامي 2021 و2022، باستثمار 150 مليار ريال (40 مليار دولار) سنوياً في السعودية. وأشار إلى أنَّ هذا الرقم سيرتفع سنوياً حتى عام 2030، وقد يصل إلى نحو 200 مليار ريال سنوياً في السنوات اللاحقة.

وقبل خمس سنوات فقط، كان صندوق الثروة السيادي السعودي خاملاً نسبياً، ويركِّز نشاطه محلياً، ويعمل به أقل من 100 موظف.

وقال الرميان، إنَّ الصندوق يعمل به ألف موظف حالياً، ولديه طموحات أن تبلغ أصوله 10 تريليونات ريال.

وفي الوقت الحالي، فإنَّ جميع أصول الصندوق محلية تقريباً. ويمتلك حصصاً كبيرة في بعض أكبر الشركات في المملكة؛ بما في ذلك شركة الاتصالات السعودية، والبنك الأهلي التجاري.

وقال الرميان، إنَّه يريد تحويل هذا الرصيد لتكون حوالي 80% من استثمارات الصندوق محلية.