"لوفتهانزا" تسعى لإبعاد الحكومة عن الشركة قبل مغادرة ميركل

شعار شركة لوفتهانزا
شعار شركة لوفتهانزا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى "لوفتهانزا" إلى عقد صفقة بشأن تصفية الحكومة الألمانية لاستثماراتها في شركة الطيران قبل مغادرة حكومة أنغيلا ميركل منصبها ووصول ائتلاف آخر أقل تأييداً للتخارج من شركة الطيران.

ترقى تصريحات كارستن سبور الرئيس التنفيذي للشركة إلى الاعتراف بعدم القدرة على سداد ما تبقى من مديونية خطة الإنقاذ الحكومي البالغة 9 مليارات يورو (10.7 مليار دولار) في الموعد المحدد قبل الانتخابات المزمع عقدها في 26 سبتمبر ولكن هناك بعض المتغيرات التي قد تبقي الحكومة الحالية في السلطة لبضعة أشهر أخرى.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية حزب المحافظين بقيادة ميركل لصالح حزب الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة أولاف شولز والذي يميل إلى احتفاظ الدولة بحصتها في "لوفتهانزا" لفترة أطول.

قال سبور إن "لوفتهانزا" ترغب في إبرام اتفاق لتخارج الحكومة في أقرب وقت ممكن، في ظل خطة المستشارة للتنحي بعد 16 عاما قضتها في السلطة، فيما أكد تفضيله إتمام تلك الصفقة مع الحكومة الحالية.

مهلة التفاوض مع الحكومة الحالية

قال سبور على هامش فاعلية إعلامية في فرانكفورت: "نريد أن نترك هذا الموضوع وراءنا بأسرع ما يمكن. فنحن نفضل أن نكون مدينين للأسواق المالية بدلاً من دافعي الضرائب".

تحتاج "لوفتهانزا" لزيادة رأسمالها بنحو 2 مليار يورو لجمع ما يكفي لإنهاء تخارج الحكومة من حصتها في الشركة البالغة 20% والتي تجعل ألمانيا أكبر مستثمر في شركة الطيران. ومنذ استهدف سبور جمع الأموال في يونيو حتى الشهر الجاري تشهد حالات الإصابة بفيروس كورونا ارتفاعا عالمياً ما أدى إلى توقف تعافي الطيران وانخفاض أسعار أسهم "لوفتهانزا" لتسجل أدنى مستوياتها منذ نوفمبر الماضي.

أدى ذلك إلى تراجع احتمالات البيع السريع للأسهم، مما يعرض "لوفتهانزا" لخطر استمرار مديونيتها لصالح الدولة لفترة أطول، الأمر الذي سوف يفرض قيودا على عمليات الاندماج والاستحواذ وتوزيعات الأرباح لدى المشاريع المشتركة.

يدعم "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" مساهمة الدولة في الاقتصاد بشكل أكبر من "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي تقوده ميركل ما يشير لميل الحزب الاشتراكي لعدم الموافقة على الخروج بسرعة من مساهمة الدولة في "لوفتهانزا"، ما يدفع شركة الطيران إلى سرعة التوصل لاتفاق مع الحكومة قبل الشروع في بيع الأسهم.

أعلنت الحكومة الشهر الماضي عن خطتها لتقليص مساهمتها في الشركة بنحو الربع محطمة بذلك آمال "لوفتهانزا" في تخارج الدولة بالكامل قبل الانتخابات.

رفض سبور الإعلان عن تفاصيل دقيقة بشأن حجم وتوقيت زيادة رأسمال الشركة عن طريق إصدار أسهم؛ حيث أكد مجدداً أن بيع أعمال التموين المتبقية لدى الشركة أو حصة أقلية في ذراع الصيانة التابعة يبقى خيار مطروح لخفض ديونها المتراكمة.

تأتي تعليقات سبور بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي هذا الأسبوع ارتفاع شعبية "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" بمقدار نقطة واحدة ليصل إلى 25% مقابل تراجع شعبية "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" بزعامة ميركل وكذلك حزب الاتحاد غير الرسمي في بافاريا بنقطة واحدة إلى 20%. ليشهد بذلك استمرار تراجع شعبية "الاتحاد المسيحي الديمقراطي " الرسمي وغير الرسمي للأسبوع الخامس على التوالي"

ورغم ما تشير إليه الاستطلاعات من تزايد احتمال خسارة حزب ميركل للانتخابات، إلا أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر حتى تتفق الأحزاب الأخرى على تشكيل ائتلاف جديد ما يمنح "لوفتهانزا" مزيدا من الوقت للتفاوض مع الإدارة الحالية.