لمحة تحذيرية عن مشكلات سلاسل التوريد ببريطانيا بعد بريكست

نهاية الشهر الحاري سيشهد إجراءات جديدة في التعاملات التجارية بين بريطانيا وأوروبا
نهاية الشهر الحاري سيشهد إجراءات جديدة في التعاملات التجارية بين بريطانيا وأوروبا Geert Vanden Wijngaert/Bloomberg
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستورد "جريزليز كاستم بايكس Grizzly’s Custom Bikes" لخدمات الدراجات النارية وتحديث دراجات "هارلي ديفيدسون"،المقاعد وأنظمة العادم وغيرها من قطع الغيار المتوفِّرة في السوق من ألمانيا.

وتلقَّت الشركة المالكة لـ"فوكس ستون Folkestone" الواقعة في انجلترا، الشهر الجاري بريداً إلكترونياً مكوناً من سطرين، يحتوي على أنباء سيئة، مضمونها أنَّ مورده الألماني سوف يوقف جميع شحناته لبريطانيا لأجل غير مسمى بسبب بريكست.

وقال بول هايز واتكينز، الذي تعاني أعماله في الوقت الحالي من أجل إيجاد مصدر بديل لقطع الغيار، "لقد شعرت بالإحباط.. وإذا كان هذا هو المستقبل، فقد أضطر للإغلاق".

وتقدِّم تجربة "جريزليز" لمحةً عن مدى الدمار الذي يلحقه بالفعل رحيل بريطانيا عن السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي في يوم 31 ديسمبر بسلاسل توريد الشركات، وتحاول الشركات من جميع الأحجام تجنُّب أن تعلق في التأخيرات المتوقَّعة على الحدود، عندما تسري ضوابط وأعمال ورقية جديدة، حتى إذا نجحت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق تجاري.

وتستورد "سبيكاك Specac Ltd"، صانعة معدَّات المختبرات في ضاحية أوربنغتون بلندن، تركيبات معدنية فرعية من جمهورية التشيك، وتصدِّر حوالي 15% من منتجاتها إلى الاتحاد الأوروبي، ووضعت الشركة حظراً على جميع الصادرات والواردات حتى 15 يناير، حتى تتجنب أي اضطرابات مبكِّرة ناتجة عن بريكست.

أوراق غير صحيحة (خاطئة - غير قانونية)

وقال ديفيد سميث، المدير الإداري لـ"سبيكاك"، الذي استوردت شركته طلبياتها مبكراً لتجنب أزمة الشتاء "سيكون هناك أناس على الطرق ليس لديهم الأوراق المطلوبة الصحيحة.. وإذا لم نفرض حظراً على أنفسنا، فستجد الشركات مثلنا نفسها عالقة في صفوف طويلة".

وتختبر بريطانيا مذاقاً مبكراً للازدحام على الحدود بسبب جنون ملء المخازن، وتمتد صفوف طويلة قرابة الموانىء المزدحمة قبل سريان الخروج مع نهاية الشهر الجاري، مما أجبر صانعة السيارات اليابانية "هوندا موتور كو" على غلق مصنعها بشكل مؤقت في سويندون بانجلترا.

وفي ظلِّ عدم إبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حتى الآن، فإنَّ شراء البضائع في الوقت الحالي يعني تجنُّب دفع تعريفات يمكن فرضها بدءاً من 1 يناير.

وقالت "بوتش آند مت Pooch & Mutt"، المستوردة البريطانية لأطعمة الحيوانات الأليفة من أسبانيا وجمهورية التشيك، إنَّ تكاليف جلب البضائع إلى بريطانيا ارتفعت بنسبة 150% في الأسابيع الماضية، كما أنَّها عانت لحجز أماكن على الشاحنات.

وقال جاي بلاسكي، مؤسس الشركة، الذي يتوقَّع أن تضيف تكلفة الامتثال مع الروتين البريطاني 3% لقاعدة تكاليفه، "الخدمات اللوجستيية بأكملها بمثابة كابوس.. وقد حذَّرنا عملاءنا من أنَّنا قد نضطر لدراسة رفع الأسعار".

وفي مزيد من العلامات على تزايد الضغوط على سلاسل التوريد البريطانية، قالت أكبر شركة مالكة للشاحنات في أوروبا الأسبوع الجاري، إنَّها سوف توقف التوصيل إلى بريطانيا بعد بريكست، إذا كانت هناك عقبات على الحدود.

ويزداد التحدي بشكل خاص على مستوردي المحاصيل الطازجة الذين لا يستطيعون ملء مخازنهم، لأنَّ المنتجات ستفسد.

واشترت بيني لودلو، التي تصنع شركتها وجبات هندية جاهزة فاخرة في سومرسيت، الطماطم والبصل بشكل إضافي من القارة قبل الموعد النهائي لخروج بريطانيا، وقطَّعتهم، ووضعتهم في المجمِّد . وقالت: "سوف تكون هناك تأخيرات في كلِّ شيء، وهو ما سيضرُّ بأعمالنا جميعاً ".