إليكم عشرات التوقعات حول مستقبل الترفيه

السينما والموسيقى والفن
السينما والموسيقى والفن المصدر: Getty images
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

"عندما تعود الحياة لطبيعتها". كم سمعتم هذه العبارة مراراً وتكراراً خلال العام الجاري حتى أصبحت أنا أيضاً أكررها.

عُدت لأبحث في قوائم تشغيل التسجيلات الصوتية التي حفظتها في شهري مارس وأبريل الماضيين، ووجدت نفسي قد قمت بتدوينها بمسميات "كورونا 1"، و"كورونا 2"، وبالطبع فأنا لست مبدعاً باستخدامي تلك المسميات، فغالباً ما أقوم بتسجيل قوائم تشغيل التسجيلات الصوتية بمسميات مرتبطة بلحظة مميزة، أو رحلة، أو حدث معين. وكل قائمة تشغيل منها تمثِّل أسبوعين من حياتي.

حياتنا أثناء الوباء تبدو محدودة للغاية، ومليئة بالمخاطر والأحداث غير الطبيعية ؛ لهذا نتعامل مع تلك الأيام على أنَّها مرحلة وستنتهي يوماً ما، وسنعود مرة أخرى لحياتنا الطبيعية كما كانت قبل تلك المرحلة. ولكن، وبعد مرور تسعة أشهر منذ كنت أستمع للتسجيل الصوتي "كورونا 2"، لاتزال مدينتي تسجِّل مستويات قياسية جديدة من الإصابات.

وليس معنى ذلك أننا سنمضي بقية حياتنا بتلك الطريقة. ولكن من المؤكَّد أنَّنا لن نعود لحياتنا كما كانت قبل الوباء مرة أخرى. فهناك بعض العادات التي اكتسبناها وستبقى معنا؛ ولذلك هذه بعض الأفكار عن العام المقبل، التي قد أكون مخطئاً بشأنها.

اندفاع "آبل" و"أمازون" بقوة نحو التسجيلات الصوتية

قفز تقييم شركة "سبوتيفاي" إلى 60 مليار دولار مقارنة مع نحو 27 مليار دولار في بداية العام، ويرجع ذلك الى الزيادة الكبيرة لاستثمارات الشركة في بثِّ النشرات الصوتية. ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من المشككين بتلك الاستراتيجية، ولكن تلك الزيادة الكبيرة في قيمة الشركة ستجذب انتباه عمالقة التكنولوجيا الذين لا يفوتهم مثل تلك التطورات المستقبلية الكبيرة.

وبالطبع، لن تُفَوت "آبل" ذلك؛ فقد ساعدها بالفعل في إنشاء بث النشرات الصوتية الخاصة بها. ولكن إذا نظرنا إلى آخر 15 عاماً؛ فلن نجد أنَّ الشركة قد قدَّمت ابتكاراً جديداً طوال تلك الفترة. وكذلك لم تقدم "أمازون" جديداً في ذلك المجال سوى "أمازون للتسجيلات الصوتية"، الذي لا يزال يتمُّ التعامل معه كتطبيق للكتب الصوتية. ولهذا بدأت الشركتان الاستثمار بقوة في ذلك الاتجاه، وبشكل مستقل، وأتوقَّع أن تستمرا في ذلك الاستثمار.

"سبوتيفاي" ستفرض عليك رسوماً لاستماع نشراتها الصوتية

في الوقت الذي لا تستطيع شركات التسجيلات الصوتية الحصول على مقابل لنسبة كبيرة من مبيعاتها، يبقى السبب الرئيسي لإطلاق "سبوتيفاي" نشاط النشرات الصوتية من خلال استحداث عمل تجاري. وترى "سبوتيفاي" أنَّ مستقبل النشرات الصوتية سيحمل نشاطاً إعلانياً كبيراً. ولكنَّ التحول من الراديو إلى النشرات الصوتية سيتمُّ ببطء، وسيستغرق المزيد من الوقت. في حين يبقى النشاط الرئيسي لـ"سبوتيفاي" هو تقديم الخدمات مقابل رسوم.

وتعلم الشركة جيداً أنَّ تحصيل رسوم مقابل تقديم خدمة النشرات الصوتية فكرة سيئة، وقد رأت ذلك في تجربة تطبيق "لوميناري" (Luminary). ولكن ماذا لو كان بإمكانك أن تقدم خدمة تتضمن نشرات صوتية بدون إعلانات، بالإضافة لكافة مزايا "سبوتيفاي" مقابل 12 دولاراً فقط في الشهر؟ ترى الشركة أنَّه يمكن إضافة مزيد من الرسوم مقابل خدمتها؛ والإعلان عن أنَّ الزيادة ستكون مُخصَّصة فقط للنشرات الصوتية، وأنه ليس لذلك علاقة بمقدِّمي خدمات الموسيقى من خلال الشركة. (من الطبيعي أن يتقاسموا الرسوم مع أصحاب النشرات الصوتية، ولكن بنسبة ضئيلة).

أخيراً.. "نتفلكس" ستقوم بشيء جديد

إذا سأل أي شخص ريد هستينغز رئيس "نتفلكس" حول ما إذا كان يتطلَّع للدخول في مجال جديد أيَّا كان ذلك يتعلق بالأخبار، أو الرياضة، أو الألعاب، أو الموسيقى، سيلمس من إجابته تردُداً، وإن كانت هناك فرصة كبيرة في النشاط الحالي للشركة، وهو الأمر الذي لا يمكن إنكاره، وخاصة في ظلِّ وصول مشتركي "نتفلكس" إلى 34 مليون عميل خلال العام الجاري، وتحقيقها مبيعات بلغت نحو 5 مليارات دولار.

وبالرغم من ذلك نجد أنَّ "نتفلكس" بدأت في إطلاق أعمال جديدة، واتجهت نحو المنتجات الاستهلاكية، وإنتاج النشرات الصوتية، ومنتجات الترفيه العائلي (الأقرب للألعاب)؛ إذ تتوقَّع الشركة أن يتباطأ نمو أعمالها خلال العام المقبل بالمقارنة مع الطلب الكبير على منتجاتها خلال العام الجاري بسبب تداعيات الجائحة. ولكن ما هو الوقت الذي لا يرى فيه المستثمرون الفرص السانحة؟ (لا أعتقد أنَّ "نتفلكس" ستفعل شيئاً هذا العام، وستستمر خلال العام المقبل في التركيز على الرسوم المتحركة، وعروض اللغات الأجنبية).

"ديزني" ستخطف الأنظار

اذا كنت مُنصفاً أو غير ذلك، فسترى أنَّ خدمة البث "ديزني بلس" (+Disney) الجديدة كانت الأسرع نمواً خلال العام 2020. وسيكون من السهل أن تتوقَّع استمرار النمو في العام الجديد خاصة مع عروض ستوديوهات مارفيل وعالم حرب النجوم المتجدد باستمرار.

وستصبح خدمة "ديزني بلس" معياراً لقياس نجاح باقي خدمات البث الأخرى، مثل "اتش بي أو ماكس" وبيكوك" أو غيرهم؛ بعد ما حققته من أداء متميز. وإذا لم تكن باقي خدمات البث قادرة على الوصول لمستوى "ديزني"؛ ستكون مضطرة أن تحاول فعل ذلك من أجل تحقيق النجاح.

دور السينما ستبقى على قيد الحياة

ستعلن العديد من دور السينما عن إفلاسها، ويفقد العديد وظائفهم. ومع كل تلك التغيرات المتوقَّعة لمستقبل صناعة الأفلام، سينتهي بنا المطاف كما كان يتوقع الجميع دائماً؛ إذ ستزداد نسب مشاهدة الأفلام في المنازل؛ في حين سيبقى عدد محدود من دور السينما.

البيع والشراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي

يمنح كلٌّ من "يوتيوب"، و"انستغرام" الأولوية في الوقت الحالي لبيع المنتجات عن طريق منصاتهم بهدف تحقيق بعض المكاسب التي يمكن أن تعوِّض تقلص الدخل من الإعلانات؛ التي يذهب جانب كبير من إيراداتها للمشاهير. كما تساهم تلك الاستراتيجية في إبطاء صعود النشاط الإعلاني لشركة "أمازون".

الحفلات الغنائية تستعيد جزءاً من نشاطها

يواصل مسؤولو إعداد الحفلات الموسيقية والجهات التي تستضيفها محاولة العودة مثلهم مثل المسابقات الرياضية، ودور السينما؛ حتى إن كانوا آخر من يسعى إلى ذلك ويحقق النجاح. وقد تمَّ بالفعل إحياء العديد من الحفلات خلال العام الجاري. وهناك بعض الفنانين الذين أعلنوا عن إقامة حفلات لهم خلال العام 2021 مثل "غوستين بيبر"، و"ويكند". وهذه توقعات بعض القراء:

1- يتوقَّع غاستن كونولي إعلان شركة وارنر ميديا عن 1 إلى 3 عروض جديدة من سلسلة "هاري بوتر "، مثلما فعلت مع سلسلة "اتش بي أو ماكس".

2- استبعد آرون ليفيتز استمرار بعض خدمات بث النشرات الصوتية بسبب عدم رغبة الكثير في دفع رسوم مقابل الخدمة.

3- يتوقَّع هال كوز أن تشهد سلسلة أفلام الرسوم المتحركة "لوني تيونز" طفرة جديدة كالتي شهدتها "بوكيمون" مع انضمام جيل جديد من الشخصيات إلى لعبة "فورتنايت" لتصبح مثل الإصدار الثاني من فيلم "سبيس جيم".

4- يتوقَّع سكرت رامبيز صعود نجم المطربة فيبي بردغرز التي تلقى إعجاب النقاد لتصبح نجمة البوب (وتخالف بذلك تصنيف بلومبرغ لمطربي البوب)

وقد تلقيت رسالة من تايلور لورنز، وقد أحببتها بالفعل: " كل الصحفيين ممن يقوموا بإذاعة النشرات الصوتية بأنفسهم سيدركون أنَّه ليس من السهل أن تصبح مشهوراً".

أفضل ما تمَّ عرضه في "Screentime" و(نشرات أخرى)

- شركات أمريكية كبرى تنهي خدمات موظفيها رُغم تحقيقها أرباحاً ضخمة

تتناول هذه القصة كيف تقوم شركات أمريكية تنجح في تحقيق أرباح كبيرة بفصل موظفيها من العمل مدَّعية تأثرها بتداعيات الجائحة.

- استعراض رون ودوريندا

الكاتب ديفيد غوفي هربرت، يكتب عن استعراض لزوجين هربا من السجن عن طريق طائرة مروحية.

- العمل من المنزل سيستمر ويزداد. استعدوا لخفض الرواتب

"سيستفيد موظفو الأعمال المكتبية من مرونة أماكن العمل، وإمكانية مغادرتهم للمدن ذات المستوى المعيشي المرتفع حتى مع اتجاه الشركات إلى تعديل رواتبهم".

- اقصاء المسلسل التلفزيوني "الأبطال" (Heroes) بعدما كان سيكون ببطولة ليونارد روبرتس وبيغ بريك

مقال للممثل يعرض فيه كيف لم يتلقَ الدعم من المنتج بسبب خلافه مع نجمة العمل ألي لارتر.

- أمازون تحول مهنة مسؤول المستودعات من متوسطة إلى متدنية

بدأت الشركة بتخفيض أجور موظفيها بقطاع الخدمات اللوجستية، كما تبدي استعدادها للدخول في صراع مع النقابات العمالية بذلك الشأن.

شركات التسجيلات الموسيقية تتوقف عن معاداة التواصل الاجتماعي

بدأت شركات التسجيلات الموسيقية تتعاون مع وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة إيراداتها؛ وذلك بعد سنوات من معارضتها للتعاون معها لعرض الموسيقى، وجذب مستخدمين جدد.

وتمَّ الإعلان خلال الأسبوع الجاري عن صفقة جديدة بين مجموعة "وارنر" الموسيقية، ومنصة التواصل الاجتماعي "تيك توك"؛ عقب الإعلان عن اتفاق تمَّ حديثاً بين شركة "سوني" ومنصة التواصل الاجتماعي المتخصصة في عرض الفيديوهات القصيرة.

وقد شهد العام الجاري توقيع العديد من الاتفاقيات بين كبرى شركات التسجيلات الموسيقية، ومنصات "تيك توك"، و"سناب شات"، و"فيسبوك" التي تزيد إيراداتها من تلك المنتجات عن المليار دولار.

وقد أخبرني أورانا روكساندرا كبير إداريي الإدارة الرقمية في "وارنر للموسيقى" أنَّ الأمر ؛ وكأننا نشهد سنوات من التغيير والتطوير خلال أشهر معدودة".

وقد ساعدت الإيرادات الجديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في تحسُّن دخل تلك الشركات في ظلِّ معاناتها من جمود مبيعات الموسيقى خلال العام الجاري. وفي حين تتعاظم قيمة تلك الشركات بشكل كبير، شهدت مبيعاتها تباطؤاً بعد سنوات من تحقيق نسب نمو في خانة العشرات.

"اتش بي أو ماكس" و"روكو" وأغنية "قبلة وماكياج"

بمناسبة أعياد الميلاد، ستعرض "روكو" بالتعاون مع "اتش بي أو ماكس" "ووندر وومان داي". وينظر الفنان بايشنت هيغين إلى مدى قوة "روكو" المتزايدة في وسائل الإعلام؛ فقد وصلت قيمة الشركة التي تقوم بتلك الأعمال البسيطة إلى 42 مليار دولار؛ وذلك وسط إعلانها عن بيع المزيد من خدماتها لمزودين آخرين.

"سبوتيفاي": أهلاً بالعائلة المالكة.. وداعاً للموظفين

عقدت "سبوتيفاي" صفقة تمتدُّ لسنوات مع الأمير هاري، وزوجته ميغان ماركل تقضي أن يقدم أفراد العائلة المالكة عروضاً لصالح عملاق البث السويدي. وينضمُّ بذلك الأمير هاري وميغان إلى قائمة طويلة من المشاهير الذين تعاقدت معهم "سبوتيفاي" لإنتاج النشرات الصوتية.

ويتزامن ذلك مع معاناة الشركة من مشاكل إدارية بسبب زيادة نفقاتها؛ فقد تمَّ انهاء خدمات بعض التنفيذيين وسط مطالبات من النقابات بزيادة الأجور. هذا إلى جانب

ما تواجهه نشراتها الصوتية من انتقادات بسبب تقديم جو روغان لشخصيات من اليمين المتطرف في نشرة صوتية تحظى بشعبية كبيرة.

بيانات

حقق ألبوم "ايفرمور" للمطربة تايلور سويفت أكثر المبيعات في الولايات المتحدة خلال العام الجاري، الذي يعدُّ ثاني أكثر ألبوماتها مبيعاً بعد ألبومها السابق "فولكلور" الذي حقق أيضاً أعلى مبيعات خلال العام.

كما حقَّق فيلم "ونرد وومان 1984" إيرادات تبلغ 18.8 مليون دولار، وذلك بعد عرضه خلال أول عرض له في عطلة نهاية الأسبوع في الصين. وحقق الفيلم إيرادات أقل من نصف التي حققها الفيلم السابق (يعدُّ الفيلم ثاني أكبر أفلام هوليوود تحقيقاً للإيرادات في الصين بعد فيلم "مولان").

لعبة فيديو كارثية

تراجع سعر سهم شركة "سي دي بروجيكت" بعد طرح لعبتها الجديدة "سايبر بنك 2077" بشكل فوضوي؛ مما جعل أكثر التعليقات المكتوبة عن اللعبة خلال العام 2020، أنَّ اللعبة مليئة بالأخطاء. وقد اتهم الموظفين الإدارة بالتقصير؛ في حين قامت شركة "سوني" بسحب اللعبة من متجر "بلاي ستيشن".

صفقات، صفقات، وصفقات

1- تسعى "يونيفيجن" إلى إصدار خدمة بث صوتي جديدة باللغة الإسبانية.

2- انضمام ملياردير الاتصالات الزيمبابوي ستريف ماسييوا إلى عضوية مجلس إدارة "نتفلكس"، كأول عضو من أفريقيا.

3- اشترت منصة "أكسيوس" النشرة الإخبارية اليومية "مفكرة شارلوت" في إطار سعيها لتحسين الأخبار المحلية؛ إذ تمَّ بيع النشرة الإخبارية بنحو 5 ملايين دولار. ويأتي ذلك بعد عام من ركود الصفقات في مجال الإعلام؛ ويتوقَّع "بن مولين" أن يشهد القطاع عدداً من صفقات الاندماج بين المنصات الإخبارية الرقمية خلال العام المقبل.

4- توصَّلت وكالة الفنانين المبدعين إلى تسوية مع نقابة الكتاب الأمريكية، في حين تبقى "دبليو إم إي" الوكالة الوحيدة التي لم تصل إلى حلٍّ لنزاعها مع النقابة.

قائمة أسبوعية

طلب مني عدد قليل من القراء مشاركتهم أفضل الألبومات خلال العام، وقد اخترت خمسة ألبومات استمعت إليها مراراً وتكراراً. ونعرض أسماء الألبومات في الآتي بدون ترتيب محدد:

- ألبوم "سيركل" للمطرب ماك ميلر.

- ألبوم "فيوتشر نوستالجا" للمطربة دوا ليبا

- ألبوم "آفتر أورز" للمطرب ذا ويكند

- الألبوم الرابع لفرقة "رن ذا جولز"

- فرقة "بلاك بوماز" (قد أغش في ذلك الاختيار لأني اكتشفت الفرقة هذا العام).

يُشرفني أن أذكر

"باد بني"، "بيرنا بوي"، "دومنيك فايك"، "غلاس أنيلمز"، "جيسين ايزبيل"، كيهلاني"، "تيلر سويفت"، "تيم امبالا"، "واكساهاتشي".

برامجي المفضلة خلال العام

"ديف"، "رامي"، "هاي فيديلتي"، "آي مي ديستروي يو"، "كوينز غاميت"، "ذا بويز"، "ذا بيرو"، "ذا لاست دانس"، "بوش".

النشرات الصوتية المفضلة

"ويسل بلوار"، "غاستروبود"، "إي اس بي إن ديلي"، "أول سونغز كونسيدرد"، "لوست نوتس"، "بونغا بونغا"، "رابيت هوتيل"، "فوودلاينز".