سيدة تجرب منتجاً من منتجات شركة صناعة مستحضرات التجميل "أموري باسيفيك" الكورية الجنوبية في أحد المتاجر بالعاصمة سيؤل المصدر: بلومبرغ

صناعة التجميل الكورية تتحول إلى القبح

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل ثلاث سنوات، كان سوه كيونغ باي ثاني أغنى شخص في كوريا الجنوبية. أما اليوم فإنه بالكاد يصنف بين العشرة الأوائل، في انعكاس صارخ لطفرة الجمال الكوري المعروف بصناعة المليارديرات، وليس كسرهم.

انخفضت ثروة سوه إلى 3.6 مليار دولار، من حوالي 8 مليارات دولار في عام 2017، وتتكون إلى حد كبير من أسهم في مجموعة مستحضرات التجميل التابعة لعائلته، شركة أموري باسيفك غروب، والتي انخفضت بأكثر من 40% من أعلى مستوى لها في منتصف يناير.

كانت أموري باسيفك، الشركة الأم لعلامات تجارية مثل إينيسفري ولانيغ وسولواسو، تعاني حتى قبل وباء كوفيد 19، وأدى الوباء إلى عدد كبير من التغييرات في نمط الحياة التي جعلت مستحضرات التجميل أقل أهمية في روتين المرأة اليومي.

شعبية منتجات التجميل

وأدى ذلك إلى توقف الثروة الناتجة عن الارتفاع السريع في شعبية منتجات التجميل الكورية وجنون عقد الصفقات الذي أعقب ذلك. أنفقت الشركات الأجنبية ما لا يقل عن 215 مليون دولار للاستحواذ على شركات مستحضرات التجميل هناك من عام 2010 إلى عام 2014، وفقاً لتقرير سبتمبر الصادر عن سامجونغ كي بي إم جي.

في السنوات الخمس التي تلت ذلك، أصبحت البلاد رابع أكبر مُصدر لمنتجات التجميل في العالم، وتضخم حجم الصفقات ليصل إلى 5 مليارات دولار، دون تضمين المعاملات لمبالغ غير معلنة.

كانت شركة هاف أند بي الشهيرة بخط إنتاج د. جارت+ أول استحواذ لصالح شركة إيستي لاودر كوزماتيكس على علامة تجارية آسيوية في مجال التجميل في نوفمبر 2019. حوّلت تلك الصفقة، التي بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار، مؤسسها تشن ووك لي إلى ملياردير. اشترت شركة غولدمان ساكس حصة أقلية في جي بي كلوب، التي اشتهرت بأقنعة الوجه، مما جعل مؤسسها كيم جونغ وونغ أحد أغنى الأشخاص في البلاد.

حصلت شركتا يونيليفر ولوريال وغيرهما من الشركات متعددة الجنسيات أيضاً على حصص في شركات مستحضرات التجميل الكورية، مما أدى إلى مكاسب غير متوقعة لمؤسسيها.

لكن الوباء تسبب في ضربة مزدوجة على صناعة الجمال الكورية. حيث تسبب التباعد الاجتماعي والعمل عن بُعد إلى تقليل الطلب على الماكياج وأدى إلى إغلاق المتاجر. ستكون مبيعات التجزئة لمستحضرات التجميل في الولايات المتحدة، السوق رقم 3 للصادرات الكورية، أقل بحوالي 7% في عام 2020، وفقاً لشركة أبحاث السوق مينتيل.

بالنسبة لكوريا، أدت قيود السفر بسبب فيروس كورونا أيضاً إلى انقطاع تدفق السياح الصينيين ذوي الإنفاق الكبير والتجار الأفراد الذين يشترون البضائع المعفاة من الضرائب بكميات كبيرة ويبيعونها في الوطن. وفي الوقت نفسه، يتمتع عملاء الصين بإمكانية وصول أكبر إلى العلامات التجارية العالمية وهم مهتمون بشكل متزايد بالمنتجات المصنوعة محلياً.

العملاء الصينيون

قالت لينا أوه، المحللة في شركة إيبيست انفيستمنت أند سيكوريتيرز في سيول: "من السذاجة الاعتقاد الآن أن مستحضرات التجميل ذات العلامات المصنوعة في كوريا ستجذب العملاء الصينيين".

لم تصدر هاف أند بي ولا جي بي كلوب بياناتها المالية لعام 2020، كما لم تتم إعادة جدولة خطة جي بي كلوب للاكتتاب العام الأولي في 2019.

بالنسبة لشركة أموري باسيفيك، فقد انخفض مجموع الإيرادات للأشهر التسعة الأولى من العام بنسبة 23% لتصل إلى 3.7 تريليون وون (3.4 مليار دولار أمريكي) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

ولأول مرة في تاريخها، أعلنت المجموعة الشهر الماضي عن خطة لتقديم تقاعد اختياري يستهدف الموظفين الذين عملوا لأكثر من 15 عاماً. رفضت الشركة التعليق على خططها أو على الثروة الشخصية لسوه.

التحول إلى الإنترنت

في الوقت نفسه، أدى الوباء إلى تسريع التحول إلى الإنترنت في صناعة التجميل. إذ شهدت إيرادات شركة أموري باسيفيك نمواً كبيراً في هذا القطاع، مما دفعها إلى إعطاء الأولوية لهذا الجزء من الأعمال.

أطلقت شركة مستحضرات التجميل العملاقة لوريال، التي انخفضت مبيعاتها بنسبة 12% في النصف الأول من عام 2020، 300 خدمة رقمية بما في ذلك دروس التجميل المباشرة.

تخطط أموري باسيفك لتقليل عدد متاجر إينيسفري في الصين، لكنها تتوقع أن تشكل المبيعات الرقمية بشكل عام نصف أعمالها هناك في العام القادم، وفقاً ليانتا سيكيوريتيز كوريا، أما في السوق المحلية، فترى الشركة أن حصة الإيرادات عبر الإنترنت ستنمو إلى 30% بعد أن كانت تمثل 20%.

قالت هاي مي كيم، المحللة في شركة كيب إنفستمنت آند سيكيوريتيز في سيول: "كان الإنفاق على مستحضرات التجميل منخفضاً بالفعل قبل وباء كوفيد الذي جعلها أقل ضرورة. فقط العناصر التي لا غنى عنها مثل منتجات العناية بالبشرة أو تلك الخاصة بمشاكل الوجه تعمل بشكل جيد".

في غضون ذلك، ارتفع عدد المليارديرات الجدد في كوريا الجنوبية، مثل سيو جانغ جين، مؤسس شركة الأدوية سيلتريون، التي تطور علاجاً مضاداً لكوفيد 19. تضاعفت ثروة سيو ثلاث مرات تقريباً هذا العام لتصل إلى 14.6 مليار دولار، مما جعله ثاني أغنى رجل في البلاد.