"الطاقة الدولية": أزمة الغاز العالمية تتسرب إلى أسواق النفط

ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي يزيد الطلب على أنواع أخرى من الوقود.. وهو الأمر الذي يزيد من حدة نقص خام النفط ويرفع سعره
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي يزيد الطلب على أنواع أخرى من الوقود.. وهو الأمر الذي يزيد من حدة نقص خام النفط ويرفع سعره المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت وكالة الطاقة الدولية إنّ نقص الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا يعزز الطلب على النفط، معمّقاً ما يُعَدّ بالفعل عجزاً كبيراً في المعروض في أسواق الخام.

وارتفع الخام فوق 80 دولاراً للبرميل، وهو المستوى الأعلى في ثلاث سنوات، إذ يتوقع المتداولون أن أسعار الغاز القياسية ستحفز استهلاك أنواع أخرى من الوقود، خصوصاً من أجل توليد الكهرباء، وهو ما يحدث بالفعل. وقد يضيف نحو 500 ألف برميل يومياً من استهلاك النفط في المتوسط خلال الأشهر الستة المقبلة، حسبما قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس.

النفط يجمح بعد إعلان وكالة الطاقة أن شح الغاز يفاقم عجز العرض

وقالت وكالة الطاقة الدولية: "أدى النقص الحاد في إمدادات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والفحم، الذي نتج عن الانتعاش الاقتصادي العالمي المتزايد، إلى ارتفاع حاد في أسعار إمدادات الطاقة، وأدى إلى تحول هائل تجاه المنتجات النفطية".

ارتفاع الطلب

وأضافت الوكالة: "تشير بيانات شهر أغسطس المؤقتة بالفعل إلى وجود طلب مرتفع بشكلٍ غير معقول على زيت الوقود ونواتج التقطير المتوسطة والخام من قِبل محطات الكهرباء في عدد من الدول، من بينها الصين".

ويُظهِر التحليل الأحدث من الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية بشأن سياسة الطاقة، كيف تتسرب تأثيرات النقص الحاد في الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأخرى والاقتصاد الأوسع، وتؤدي الأزمة إلى تعميق العجز الحالي في المعروض النفطي، ما قد يعوق خطة "أوبك" الدقيقة لإنعاش الإنتاج الخامل تدريجياً، كما أنها تضر بالصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة وتهدد بكبح نمو الناتج المحلي الإجمالي وزيادة التضخم.

وارتفع خام برنت بنسبة 0.9% إلى 83.95 دولار للبرميل في الساعة 9:21 صباحاً في لندن، ما رفع الزيادة خلال الأسبوع إلى ما يناهز 2%.

صعود أسعار الغاز في أوروبا رغم تعهد بوتين بدعم الإمدادات

مخاوف تباطؤ الانتعاش الاقتصادي

ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العام الجاري بمقدار 300 ألف برميل يومياً إلى 5.5 مليون برميل يومياً، ورفعته بشكل طفيف لعام 2022 إلى 3.3 مليون برميل يومياً، وقالت الوكالة إن تأثير التحول من الغاز إلى النفط والغاز سيظهر في الغالب في الربع الجاري والتالي.

وأزمة الغاز ليست ذات تأثير صافٍ إيجابي على استهلاك النفط، إذ إن الزيادة في تقديرات الطلب من قِبل وكالة الطاقة الدولية يقابلها التوقعات الأضعف للناتج المحلي الإجمالي الناتج بسبب مشكلات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة بشكل أساسي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية: "لقد اجتاح ارتفاع الأسعار سلسلة الطاقة العالمية بأكملها.. وتضيف أسعار الطاقة المرتفعة إلى الضغوط التضخمية التي قد تؤدي، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، إلى انخفاض النشاط الصناعي وتباطؤ الانتعاش الاقتصادي".

التمسك بخطة "أوبك+"

وأشارت الوكالة إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها التزموا خطتهم لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، "رغم الدعوات من الدول المستهلِكة الرئيسية لزيادة أكبر".

"أوبك+" تعتمد زيادة الإنتاج بـ400 ألف برميل يومياً فقط لشهر نوفمبر

لم تُظهِر "أوبك+" أي علامات على الحيد عن خطتها، وفي حديثه في أسبوع الطاقة الروسي في موسكو، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان التزامه إحياءً تدريجياً ومرحلياً للإمدادات الخاملة، وقال إن الأزمة التي تجتاح أسواق الطاقة الأخرى تظهر العمل الجيد الذي قامت به المجموعة في تنظيم سوق النفط.

العالم يحتاج إلى مزيد من النفط للتدفئة في الشتاء المقبل.. فهل تستجيب "أوبك"؟

قالت وكالة الطاقة الدولية إن إنتاج النفط العالمي سيرتفع بنحو 2.7 مليون برميل يومياً من سبتمبر إلى نهاية العام، مع استمرار "أوبك+" في عكس تخفيضاتها وتعافي إنتاج الولايات المتحدة من الأضرار الناجمة عن إعصار "إيدا".

وأضافت وكالة الطاقة الدولية أنه حتى مع هذه الإضافات ستعاني السوق من عجز في المعروض يبلغ نحو 700 ألف برميل يومياً لبقية العام الجاري، قبل أن تتحول مرة أخرى إلى الفائض في أوائل عام 2022.