روسيا تُحكم قبضتها على إمدادات الغاز

يُنظر إلى الغاز الروسي على أنه الطريقة الوحيدة لتجنب أزمة إمدادات أعمق في منتصف الشتاء في أوروبا.
يُنظر إلى الغاز الروسي على أنه الطريقة الوحيدة لتجنب أزمة إمدادات أعمق في منتصف الشتاء في أوروبا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت روسيا إحكام قبضتها على سوق الطاقة في أوروبا، بعد أن اختارت الامتناع عن إرسال المزيد من الغاز الطبيعي إلى القارة حتى بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه مستعد لزيادة الإمدادات.

هبطت صادرات "غازبروم" إلى أسواقها الرئيسية في أول أسبوعين من شهر أكتوبر إلى أدنى مستوى لها منذ 2014 على الأقل في ذلك الوقت من العام، في ظل التهام الطلب المحلي معظم مكاسب الإنتاج. ولم تُعطِ نتائج المزادات الخاصة بسعة خطوط الأنابيب في نوفمبر أي مؤشر على أن روسيا تخطط لزيادة شحناتها إلى أوروبا.

علاوةً على ذلك، ما يزال الحد الأقصى للإمدادات سارياً، على الرغم من إصرار بوتين الأسبوع الماضي على أن البلاد "مستعدة لمناقشة أية خطوات إضافية" لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة. وبالفعل فقد دفع ارتفاع تكاليف الطاقة الشركات، بدءاً من شركة الكيماويات العملاقة "باسف" (BASF) إلى شركتي إنتاج الأسمدة "يارا انترناشونال"، و"سي إف إنداستريز هولدينغز"، إلى خفض الإنتاج. حيث يُنظر إلى الغاز الروسي الإضافي على أنه الطريقة الوحيدة لتجنب أزمة إمدادات أعمق في منتصف الشتاء.

كميات محدودة

الجدير بالذكر أن أوروبا ليست المنطقة الوحيدة التي تعاني من أزمة الطاقة. انخفض إنتاج السلع الأساسية في الصين خلال شهر سبتمبر في ظل تقنين الطاقة وضوابط الكربون التي أدت إلى خفض العمليات من مصاهر المعادن إلى مصافي النفط.

يُشار إلى أنه في سلسلة من المزادات يوم الاثنين، اختارت "غازبروم" عدم حجز مساحة إضافية من الغاز على طرق العبور الرئيسية عبر أوكرانيا الشهر المقبل. حيث لم تحجز أياً من 9.8 مليون متر مكعب يومياً من سعة خطوط الأنابيب المعروضة في سودجا، كما لم تحجز أياً من 5.2 مليون متر مكعب يومياً في سوخرانوفكا - كلا النقطتين على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

صعود أسعار الغاز في أوروبا رغم تعهد بوتين بدعم الإمدادات

وستواصل روسيا إرسال كميات محدودة فقط إلى ألمانيا عبر بولندا. وقد حجز التجار 35% فقط من سعة الغاز المعروضة لشهر نوفمبر في محطة ضاغط مالنو، حيث ينتهي خط أنابيب يامال-أوروبا الروسي. وهذا مشابه للمستويات هذا الشهر.

الطلب المحلي

فضلاً عن ذلك، وفي حين أنه ما يزال لدى "غازبروم" خيار حجز سعة بشكل يومي في شهر نوفمبر، إلا أنها لم تفعل ذلك هذا الشهر حتى الآن؛ حيث صرحت روسيا مراراً وتكراراً أنها بحاجة إلى ملء مواقع التخزين المحلية قبل زيادة الصادرات.

بشكل منفصل، نشرت الشركة بيانات تشغيلية أولية تظهر أنها صدّرت في المتوسط 427 مليون متر مكعب من الغاز يومياً حتى الآن هذا الشهر إلى أسواقها الرئيسية، التي تشمل أوروبا وتركيا والصين. كما كانت الأحجام اليومية أقل بنسبة 12% عن متوسط الشهر الماضي، وفقاً لحسابات بلومبرغ بناءً على الأرقام.

بوتين يرى في أزمة الغاز الأوروبية فرصة ذهبية لروسيا

علاوةً على ذلك، تواصل "غازبروم" زيادة إنتاجها الإجمالي من الغاز لتغذية الطلب المحلي المرتفع، حيث بلغ متوسط الإنتاج 1.42 مليار متر مكعب يومياً حتى الآن في أكتوبر. وهذا يمثل ارتفاعاً بنسبة 5% تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأعلى بنسبة 4% من المتوسط لشهر سبتمبر، وفقاً لحسابات بلومبرغ.

الجدير بالذكر أن العقود الآجلة للغاز الأوروبي قد قفزت في سوق تجارة الغاز الطبيعي الإلكترونية في هولندا بنسبة تصل إلى 15%، بعد انخفاضها بنسبة 8.3% يوم الجمعة.

روسيا تستعرض نفوذها في أزمة الغاز الأوروبية بتقديم مزيد من الإمدادات

تدخل أوروبا موسم التدفئة بأدنى مخزونات غاز منذ أكثر من عقد، مما أثار المخاوف بشأن موثوقية إمدادات الشتاء. وقد تحولت مواقع التخزين إلى "صافي سحب" الأسبوع الماضي، إلا أن درجات الحرارة المعتدلة هذا الأسبوع منحت بعض الراحة، مع ارتفاع المخزونات مرة أخرى.

تعليقاً على الموضوع، قال محللو "غولدمان ساكس غروب" في تقرير قبل الحدث، إن النتائج المخيبة للآمال من مزاد خط أنابيب يامال قد تتطلب على الأرجح ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية بما يكفي "لتخفيض الطلب بقدر كافٍ للتعويض عن انخفاض تدفقات خطوط الأنابيب الروسية".