تباطؤ مبيعات الائتمان الأميركي الممتاز.. وتزايد الاقتراض

تمثال جورج واشنطن في وول ستريت مقابل بورصة نيويورك. صعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 5 سنوات في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوى له خلال 20 شهراً عند 1.24% وسط تزايد المخاوف من التضخم.
تمثال جورج واشنطن في وول ستريت مقابل بورصة نيويورك. صعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 5 سنوات في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوى له خلال 20 شهراً عند 1.24% وسط تزايد المخاوف من التضخم. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المرجح أن تشهد أسواق الإصدار الأمريكية من النوع الممتاز تراجعاً خلال الأسبوع القادم، في ظل التوقعات المبدئية بوصول الطروحات الجديدة إلى 15 مليار دولار، متضمنة بيع سندات لأحد البنوك الكبرى. من جهة أخرى، تتزامن النهاية النشطة لشهر أكتوبر مع حلول موعد استحقاق سداد التزامات قروض ذات رافعة مالية لـ 17 صفقة على الأقل.

مستثمرو السندات يواجهون عاماً خطراً مع قلة الأماكن الملائمة للاختباء

بلغت مبيعات الديون من الدرجة الاستثمارية 51 مليار دولار خلال الأسبوع الجاري، لتسجل بذلك الأسبوع السادس على التوالي الذي تتخطى فيه قيمة المبيعات حاجز الـ 50 مليار دولار خلال عام 2021. في غضون العام الحالي. واستفادت جهات الإصدار من التقلبات التي هزت الأسواق على مدى الأسابيع الأخيرة، وفي صدارتها المبيعات الكبيرة لكل من شركة "أيركاب هولدينغز" (AerCap Holdings) و"غولدمان ساكس غروب".

يعني ذلك أن حجم مبيعات شهر أكتوبر الحالي البالغة 96.5 مليار دولار ستتواكب فعلياً مع التوقعات البالغة 100 مليار دولار تقريباً، مع بقاء أسبوع كامل على نهاية الشهر.

تجاوزت السندات من الدرجة الاستثمارية المخاوف من التقلبات السعرية، في الوقت الذي استقر فيه الهامش وفقاً لـ"مؤشر بلومبرغ لديون الشركات الأمريكية من الدرجة الاستثمارية" عند 85 نقطة أساس على مدى 5 جلسات تداول متتالية خلال الأسبوع الجاري، في ظل وفرة كبيرة في الإمدادات. صعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 5 سنوات في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوى له خلال 20 شهراً عند 1.24% وسط تزايد المخاوف من التضخم.

عائد السندات الأمريكية لأجل 5 سنوات يتجاوز 1.2% وسط توقعات برفع الفائدة مرتين في 2022

العرض

كتب محللون استراتيجيون في "سيتي غروب" بقيادة دانيال سوريد يوم الجمعة: "مع انتقال التركيز باتجاه تحديد مدى سرعة تشديد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للسياسة النقدية، يتنامى لدى مستثمري الائتمان من الدرجة الاستثمارية شعور بضغوط لتقليص الفترات الزمنية لاستثماراتهم، لتفادي تعديل أسعار الفائدة الأساسية بطريقة مفاجئة على غرار ما حدث من اضطراب حاد في عام 2013 عندما تم تشديد السياسة النقدية".

من جهة أخرى، حذر محللون استراتيجيون في "بنك أوف أمريكا" الأسبوع الحالي من أن وجود منحنى عائد أكثر تسطيحاً جراء الزيادة في عوائد سندات الخزانة للآجال قصيرة ومتوسطة الأجل، ربما تنجم عنه مشكلات في أسواق الائتمان، وهو ما سيسفر عنه تراجع محفزات طلب المستثمرين الأجانب.

باول: الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ تخفيف شراء السندات.. والتضخم سينخفض

ومن المحتمل في الفترة المقبلة أن نشهد بيع أحد أكبر ستة بنوك أمريكية لسندات بنفسه بعد إعلان البنوك عن نتائج أعمالها. بالفعل، باعت بنوك "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس" و"بنك أوف أمريكا" ديوناً حديثة بعد صدور نتائج أعمال الربع الثالث من العام الحالي.

من المتوقع أن يصدر كبار المقترضين والمرشحين لبيع السندات، بمن فيهم شركة "أمازون" و"أنهاوسر - بوش إنبيف" (Anheuser-Busch InBev) و"أبل" و"كاتربيلر"، و"شيفرون" و"إكسون موبيل"، و"فيسبوك" و"جنرال إليكتريك"، و"جنرال موتورز"، و"لوكهيد مارتن"، و"كوكاكولا" تقارير نتائج أعمالهم.

عوائد سندات الخزينة

عائد مرتفع

في الوقت الذي استطاعت فيه الأصول ذات المخاطر، مثل السندات مرتفعة العوائد، حتى وقتنا هذا، تجاهل مخاوف الاقتصاد الكلي، "من الممكن أن يكون التقلب المستمر في أسعار الفائدة أحد المصادر المحتملة للمخاطر التي تتهدد التقييمات، وستخلق فرصاً داخل سوق الائتمان على أقل تقدير". وفق ما كتبه برادلي روجوف المحلل الاستراتيجي لدى "باركليز" يوم الجمعة.

وأضاف أن المخاوف الوشيكة إزاء المفاوضات الجارية حول سقف الديون الأمريكية والتعرض لأصول الصين ومخاطر التضخم وخفض الاحتياطي الفيدرالي التدريجي لبرنامج التحفيز، تفتح جميعها مجالاً لاعتبار السندات المضمونة بأصول "غير مضمونة".

على صعيد أسواق الإصدار، فإن القروض الأمريكية ذات الرافعة المالية على موعد مع أسبوع نشط ، مع حلول مواعيد الالتزامات لـ 17 صفقة على الأقل. ومن المتوقع حدوث اجتماعين على مستوى مصرفي على الأقل، بخصوص حصول شركة "سيغنيتشير أفياشن" على قرض محدد الأجل وحصول شركة "تريكوربراون هولدينغز" المتخصصة في التعبئة والتغليف على قرض محدد الأجل بهدف تمويل صفقة استحواذها على شركة "فيترويليات" (Vetroelite) العاملة في توريد العبوات الزجاجية.

من المنتظر أن تبيع "لايف سكان غلوبال"، التي تعود ملكيتها لوحدات تابعة لشركة "بلاتينيوم إيكويتي" سندات بسعر فائدة حر بقيمة 800 مليون دولار، وهي أول عملية لطرح سندات بسعر فائدة حر منذ طرح شركة "فارسيتي براندس هولدينغ" في شهر يونيو 2020، وذلك بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

تطمح شركة "بلاتينيوم" في استغلال عائدات بيع السندات، علاوة على القرض، لإعادة تمويل ديون عمليات استحواذ ذات رافعة مالية على شركة تابعة لـ "جونسون آند جونسون" والتي تمت في 2018. ومن المقرر أن تستمر حملة العروض المالية خلال معظم أيام الأسبوع المقبل.

في هذه الأثناء، تبيع شركة "سي أيه ماغنوم هودلينغز" سندات بقيمة مليار دولار لأجل 5 أعوام لتوفير تمويل لصفقة استحواذ "كارلايل غروب" على شركة "هيكساوير تكنولوجيز" للبرمجيات، والتي يقع مقرها في مدينة مومباي. من المتحمل أن يتم تسعير الصفقة في غضون الأسبوع القادم.

أما بالنسبة للديون المتعثرة، من المتوقع لمُشغل المحطات البترولية "جلف فاينانس" إتمام صفقة إعادة تمويل بحلول يوم الاثنين، في الوقت الذي تحاول فيه تقليص الاقتراض ومد آجال الاستحقاق لفترات أطول. حددت "جي تي تي كوميونيكيشنز" يوم الثلاثاء موعداً نهائياً للتصويت على خطة طلب الحماية من الإفلاس.